بعثة عسكرية أفريقية تزور الصومال للإعداد لإرسال قوات حفظ سلام

TT

للمرة الأولى منذ 12 عاما، بدأت بعثة عسكرية تابعة للاتحاد الأفريقي زيارة عمل رسمية للصومال، لترتيب الإجراءات التمهيدية لإرسال قوات حفظ سلام أفريقية إلي هناك، بالتزامن مع الإعلان عن السلطة الانتقالية الجديدة مقاليد الحكم في البلاد، عقب انتهاء مؤتمر المصالحة الذي تستضيفه نيروبي حاليا.

وقال مصدر صومالي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»: «لدى الحكومة الصومالية معلومات امنية مؤكدة تفيد بان عددا من أمراء الحرب، وقادة المعارضة الصومالية يخططون لاختطاف واغتيال أعضاء البعثة العسكرية الأفريقية، لمنعها من القيام بمهمتها وتعطيل المساعي الهادفة إلى وجود قوات أجنبية في الصومال».

وكانت الحكومة الصومالية قد دعت اكثر من مرة إلى نشر قوات أجنبية في الصومال لتمكينها من التصدي لزعماء الميليشيات المسلحة الذين يقفون خلف الانفلات الأمني والعسكري الراهن في البلاد.

ويرأس البعثة الافريقية التي تضم 6 عسكريين، ضابط عسكري جزائري برتبة مقدم، هو احمد خليفة، الذي سيقدم تقريرا مفصلا إلى ألفا عمر كوناري الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي، حول نتائج عمل هذه البعثة التي تعد الأولى من نوعها منذ سقوط نظام حكم الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري عام 1991 وتسعى البعثة الأفريقية الى تحديد النقاط والمناطق العسكرية التي يمكن فيها نشر قوات سلام لحفظ الأمن والاستقرار في الصومال، وتمكين الحكومة المرتقبة من بسط سيطرتها على كامل الأراضي الصومالية، بالإضافة إلى المساعدة في نزع سلاح الميليشيات المسلحة المناوئة للشرعية.

وكانت قمة دول الاتحاد الأفريقي التي عقدت في مطلع الشهر الجاري في مدينة موبوتو عاصمة موزامبيق قد أوصت بإرسال قوات عسكرية أفريقية إلى الصومال في إطار المساعي الأفريقية الرامية إلى إنهاء الأزمة الصومالية، ووضع حد للحرب الأهلية التي دمرت البنية الأساسية للبلاد.

وأنهت البعثة جولة تفقدية في مدينة جاروى العاصمة السياسية لما يسمى بجمهورية البونت لاند (ارض اللبان) الانفصالية في شمال شرق الصومال والتي أعلنت انفصالها من طرف واحد عام 1998.

وقالت مصادر صومالية إن البعثة ستزور خلال اليومين القادمين مقديشيو وعددا من المناطق الأخرى، لكن سلطات جمهورية أرض الصومال الانفصالية اعربت عن رفضها التعامل مع هذه البعثة أو السماح لها بزيارة أراضيها، باعتبار أنها «دولة مستقلة» منذ عام 1991 ولم تعد تابعة للدولة الصومالية المركزية ورفض طاهر ريال كاهين الذي تولى العام الماضي منصب «الرئيس» عدة مبادرات إقليمية وصومالية للاشتراك اعلنها مؤتمر المصالحة الوطنية.