سكان تكريت لم يصدقوا مقتل عدي وقصي إلا بعد نشر صور جثتيهما وبعضهم لا يزال يعلق صور صدام وينتظر عودة الرئيس المخلوع

TT

تكريت ـ أ.ب: لا تزال صورة صدام حسين معلقة في مطعم طارق صابر في تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق. وكان السكان يتناولون الكباب والحمص تحت صوره المعلقة على جدران المطعم ولايخشون الحديث عن ولائهم لهو. صمم صابر انه حتى اذا تمكنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من قتل عدي وقصي، فإنها لن تعثر على صدام نفسه. واضاف «هو اخر المقاتلين العظماء. ليس رجلا عاديا».

وكانت القوات الاميركية قد طافت الاربعاء في المدينة واعلنت فيها عبر مكبرات الصوت ان الاخوين ذهبا للابد، وقتلا في غارة الثلاثاء. وقال البيان باللغة العربية «تعلن قوات التحالف موت عدي وقصي في الموصل». وكان سكان البلدة يستمعون بتشكك. وذكر مسؤولون في التحالف انه مع اختفاء عدي وقصي من الصورة، بالاضافة الى مكافأة العثور على صدام التي تصل قيمتها الى 25 مليون دولار، فإن الخناق يضيق حول الرئيس المخلوع. الا انه لا يبدو ان هذا المبلغ يحفز السكان على الخيانة، في هذه البلدة التي ولد قربها صدام ويسيطر عليها ابناء عشيرته. وقال جمال البدري وهو يستند الى منضدة في محل الادوات الكهربائية الذي يملكه «هل اؤيد صدام؟ لن اجيب على هذا السؤال، ويمكنك ان تستنتج اجابتي من ذلك».

تجدر الاشارة الى ان سكان تكريت كانوا مميزين عن باقي سكان العراق. فقد جعل ولاء صدام لبلدته سكانها اكثر ثراء نسبيا، ومنح ابناء عشيرته المناصب الكبرى في الجيش والمؤسسات الحكومية، فقد تحولت تكريت من بلدة ذات شارع واحد مترب الى بلدة مزدهرة نسبيا. ويشير عراقيون الى ان سائقي السيارات التي تحمل لوحات ارقام من تكريت كانوا لايدفعون المخالفات المرورية ولايزال على التكارتة، الذين يحاولون التكيف مع انتهاء عهد بطلهم، التعامل مع بقايا نظامه الشمولي. وجذور صدام القبلية متأصلة في البلدة ، فلا يزال السكان يلتفتون حولهم خوفا من اهانة بعض افراد اسرة صدام، وفي الوقت الذي اعرب فيه بعض العراقيين في اماكن اخرى في العراق عن فرحتهم بخصوص انباء مقتل الاخوين، فإن السكان هنا، الذين كانوا يتمتعون بإمتيازات، خلال حكم صدام الحديدي، لا يزالون ينتظرون عودة صدام. وقال صابر «اريد عودته. لم تكن هناك مثل هذه المشاكل عندما كان موجودا»، مشيرا الى نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي الذي يشل جهود التحالف لاستعادة النظام.

وكان العديد من سكان تكريت يتشككون في مقتل عدي وقصي، الى ان نشرت القوات الاميركية صورتيهما. وقال صابر «ان سكان الموصل قالوا لنا ان ذلك ليس صحيحا. وقالوا ان الذين قتلوا هم من الفدائيين». مشيرا الى «فدائيي صدام» الذين كانوا تحت قيادة عدي، وتحملهم قوات التحالف مسؤولية العديد من الهجمات على الجنود الاميركيين. وتساءل منصور الدلاوي، 25 سنة: «لماذا لم يستخدموا القنابل المسيلة للدموع؟ لماذا استخدموا كل هذه القوة النارية؟ كان يجب اخراجهما من المنزل مقيدين لكي يراهما كل الناس».