الشرطة البريطانية مدعومة بضباط عرب تداهم 3 مواقع تابعة لـ«المهاجرون».. وبكري لا يستبعد اعتقاله

TT

داهمت الشرطة البريطانية صباح امس منزلي مسؤولين في حركة «المهاجرون» الأصولية ومبنى المقر الرئيسي لهذه الحركة الواقع في العاصمة البريطانية.

واتصلت «الشرق الأوسط» بمنزل زعيم «المهاجرون» عمر بكري في منطقة ادمنغتون بشمال لندن، فردت زوجته مرتبكة بسبب وجود قوات الشرطة على ما يبدو ومشيرة الى صعوبة التحدث الى زوجها، لكنها ما فتئت ان سلمته السماعة. واكد بكري ان نحو 22 ضابطاً، بينهم 3 يتحدثون اللغة العربية ويعتقد انهم مصريون، كانوا، خلال حديثه الهاتفي، موجودين داخل المنزل يجرون عملية تفتيش دقيقة لكل المحتويات، مضيفاً ان عمليات التفتيش طالت منزله ومنزل انجيم تشودري، مسؤول «المهاجرون» في المملكة المتحدة، والمقر الرئيسي للحركة في لندن وكذلك مقرها في برمنغهام (وسط).

وقالت متحدثة باسم شرطة لندن لـ«الشرق الأوسط» انه في حدود السابعة صباحاً، نفذت فرقة مختصة في مكافحة الإرهاب عمليات تفتيش بموقع سكني في شمال لندن وآخر في مقاطعة ايسكس (شرق) وبموقع تجاري في شمال لندن، بموجب قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 2001، مؤكدة ان العملية لا تزال مستمرة وانه لم يتم تنفيذ اي عملية اعتقال.

واوضح عمر بكري ان ضباط الشرطة الذين داهموا منزله توزعوا الى مجموعات من 4 عناصر، تفتش كل واحدة غرفة اضافة الى الحديقة. وقال ان ضابطاً يتحدث العربية بلهجة مصرية تقدم منه وعرف نفسه باسم شريف، كان مع الضابطين الآخرين اللذين يتحدثان العربية، يتفحصون الكتب والمجلات وجهاز الكومبيوتر والاشرطة السمعية والمرئية، ويوجهون الآخرين باخذ ما يلزم. واوضح بكري ان الضباط اخذوا مجلة تدعى «المرابطون» يعود عددها الى عام 1989 واخرى خاصة بالجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية يعود عددها الى عام .1990 واضاف ان الضباط اخذوا ايضاً اشياء لها علاقة بالاموال.

وقال ايضاً انه فوجئ بوقوع هذه المداهمة، مشيراً الى انه ناشط في بريطانيا منذ الثمانينات وانه تعرض الى التحقيق عدة مرات ولم تصدر بحقه اي تهمة او امر اعتقال.

وقال بكري انه منع من التحرك الى حين الانتهاء من عملية التفتيش التي قد تستمر ثلاثة ايام، مشيراً الى احتمال اخذ الشرطة زوجته الى فندق خلال عملية التفتيش. وأضاف انهم «يبحثون عن مسوغ لادانتي لانني لم اساوم واناصر الشيخ اسامة» بن لادن.

واكد بكري، وكذلك الشرطة البريطانية، ان عمليات امس تتعلق بالتفتيش فقط وليس باعتقال اي أحد. ولدى سؤاله عما اذا كان يتوقع صدور امر اعتقال بحقه، قال بكري انه يتوقع ذلك، لكنه استبعد احتمال ترحيله الى بلده سورية او بلد آخر.

وحول أسباب وقوع عمليات تفتيش أمس، قالت المتحدثة باسم الشرطة البريطانية ان العملية جاءت «بناء على معلومات تم الحصول عليها من محكمة في بو ستريت» بلندن، في حين ان بكري قال ان البريطانيين اعربوا له عن قلقهم من نشاطاته على غرفة الدردشة الانترنتية «بال توك». ولدى سؤاله عن ماهية نشاطه المريب في هذا الموقع، قال «انهم قلقون لاجاباتي عن الاسئلة التي تخص تفجيرات الرياض».

يشار الى ان جماعة «المهاجرون» تنشط في بريطانيا، وخصوصاً في اوساط الشبان المسلمين الآسيويين. وتقول انها ترفض اعمال العنف، لكنها اثارت بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 قلق السلطات البريطانية، خصوصاً بعد تهديدات اطلقها رجل آسيوي من هذه الحركة تحدث فيها عن وجود انتحاريين في بريطانيا «ينتظرون الوقت المناسب والاهداف المناسبة» لتنفيذ عملياتهم.

وشدد بكري امس على ان حركة «المهاجرون» ترفض العنف وتحترم «الامان والعهد» مع السلطات البريطانية. ولدى سؤاله عن معنى ما قال انه «مناصرة للشيخ اسامة» وما اذا كان يؤيد اعمال العنف خارج بريطانيا، قال انه «يحق للمسلمين الذين لا يربطهم عهد ان يستعملوا العلاقة الاصلية بين المسلم والكافر».