مجموعة «بكتل» تفوز بأكبر عقود إعادة الإعمار في العراق للمشاريع الأساسية

TT

وافق المسؤولون الفيدراليون الاميركيون على المخطط الأولي الذي قدمته مجموعة «بكتل» لإعادة إعمار العراق بمنح الأولوية لإعادة الطاقة الكهربائية بميزانية تبلغ 680 مليون دولار مكرسة للقيام بما هو أولي من الاحتياجات الأساسية العراقية.

وتمت الموافقة على خطة الإنفاق في الأسبوع الماضي من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وهذا ما فتح الطريق لشركة بكتل للمقاولات لتشغيل متعاقدين ثانويين للقيام بكل شيء من تصليح الجسور إلى تثبيت مرافق المدارس الصحية. وقال كليف مام مدير مشروع بكتل في العراق: «انتهى الحديث الآن عن موضوع الأموال، نحن سنتحرك الآن صوب التنفيذ». وسيكرس من هذا المبلغ 230 مليون دولار لترميم الطاقة الكهربائية، وهذا يعادل ثلث الميزانية الموظفة لغرض إعادة الإعمار الأولية في العراق. وكذلك وظِّف مبلغ 53 مليون دولار لتصليح 1300 مدرسة ومركز صحي وتخصيص 45 مليون دولار لتنقية المياه وشؤون الصحة العامة.

وقالت روز ويري المستشارة الكبيرة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن مؤسستها منحت مبلغ الـ680 مليون دولار لمجموعة بكتل للمقاولات تحت عقد وقِّع معها يوم 17 أبريل الماضي أمده 18 شهرا وهو كاف فقط «لكي يقف البلد على قدميه ثانية». وفي الوقت الذي منحت بكتل بعض المقاولين الثانويين عقودا على أساس عاجل خلال الثلاثة أشهر السابقة فان تطبيق الخطة يغطي معظم العمل المطلوب والنقود.

فتحت ميزانية إعادة البناء سيكرس مبلغ يقارب 50 مليون دولار لاستخدامه في تصليح المطارات وجعلها جاهزة للاستخدام، بينما سينفَق مبلغ 30 مليون دولار على تصليح الجسور وهناك تكلفة إضافية غير متوقعة قدرها 50 مليون دولار لتصليح العمود الفقري لشبكة الاتصالات التي اعتبرت أساسية من قبل سلطة قوات التحالف في اللحظة الأخيرة. وتشمل الميزانية أيضا مبلغ 45 مليون دولار لإعادة فتح ميناء أم قصر وقد أنفِق الجزء الأكبر من هذا المبلغ على عمليات إصلاح وتهيئة هذا الميناء.

وستحصل مجموعة بكتل التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو على مبلغ 80 مليون دولار لتغطية النفقات الإدارية. وتعد هذه المؤسسة أكبر شركة هندسية في الولايات المتحدة. وقالت ويري إن عملية تحديد الكيفية التي ستستخدَم فيها المبالغ المالية تشبه كثيرا المشاورات التي تجري بين الأطباء والممرضين لاختيار أي من المرضى أشد حاجة للمعالجة المباشرة اعتمادا على مدى الجروح التي أصيبوا بها ومدى حظوظهم في النجاح. وقالت ويري: «نحن حددنا الاحتياجات المختلفة من خلال تمريرها عبر منخل لتحديد تكاليفها، وحجم ما يمكن إنجازه وكيف يمكننا الحصول على أكبر فائدة ممكنة لصالح العراقيين وبأسرع وقت ممكن».

لكن في نهاية المطاف سيتطلب إصلاح وإبدال محطات الطاقة الكهربائية مليارات من الدولارات. في الوقت نفسه تركز بكتل الآن على إعادة الكهرباء إلى بيوت بغداد إضافة إلى إعادتها إلى المصانع الكهربائية داخل المدينة. والخاسر الأول سيكون هو سكان «المثلث السنِّي» الواقع إلى شمال وغرب العاصمة العراقية والذي يعد الأكثر إخلاصا للرئيس العراقي المخلوع. إذ لن يكون ممكنا العمل في تلك المنطقة حتى يعود النظام إليها لما يحمله العمل هناك من مخاطر على حياة العمال.

كذلك أثرت أعمال النهب على إعادة الإعمار. ففي شهر مايو تنقل مام بطائرة فوق خط تحويل الطاقة الكهربائية الرئيسي الواقع في شرق العراق والذي يبدأ من بغداد وينتهي بالبصرة، فوجد أن 13 برجا كهربائيا قد تم إسقاطها وشاهد اللصوص وهم يحرقون كابلات التحويل للحصول على أسلاك النحاس الموجودة فيها. وآخر إحصائية أظهرت أن 80 برجا قد تم إسقاطه.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»