زوجة مروان البرغوثي لـ «الشرق الاوسط» : أرفض تجزئة ملف الأسرى بين نساء وأطفال ومن هم أيديهم ملطخة بالدماء

فدوى البرغوثي: زرت 17 دولة منذ اعتقال زوجي وإسرائيل تمنعني من زيارته

TT

رفضت فدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي امين سر اللجنة الحركية العليا لمنظمة فتح في الضفة الغربية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، المعتقل منذ 15 ابريل (نيسان) 2002، تجزئة ملف المعتقلين بين نساء واطفال ومعتقلين ملطخة ايديهم بالدماء. وأوضحت السيدة البرغوثي في مقابلة مع «الشرق الأوسط» خلال زيارة للقاهرة، أنها زارت منذ اعتقال زوجها، 17 دولة في اطار حملة للافراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين لكن اسرائيل تمنعها من زيارة زوجها. وفي ما يلي نص المقابلة.

* في اطار خطة خريطة الطريق هل هناك حديث عن قضية الاسرى؟

ـ لا يوجد في خريطة الطريق شيء عن المعتقلين، وكانت هذه من بين الملاحظات الفلسطينية على الخطة لكن الجانب الفلسطيني تلقى وعودا من الاميركيين، بالسعي لاطلاق سراح الاسرى ولكن ما نسمعه الآن في هذه القضية لا يرضي الشعب الفلسطيني. لا نريد تجزئة هذا الملف ووضعه في فئات مثل النساء والاطفال، قبل اوسلو، بعد أوسلو، ومن ايديهم ملطخة بالدماء، حتى لا نعطي اسرائيل الخيار. وما نقبله فقط هو جدول زمني، على ان يكون في مقدمة هذه الجداول الاسرى والمعتقلون الذين قضوا اكثر من عشر سنوات، وهم يشكلون معتقلي ما قبل اوسلو وعددهم 450 معتقلا.

* كم مرة زرت زوجك في معتقله؟

ـ منذ اختطافه قبل حوالي 15 شهرا لم أره غير مرة واحدة بضغط من مؤسسات حقوق انسان. وحاول الصليب الاحمر قبل ثلاثة اشهر الحصول على تصريح زيارة، وذهبت الى المعتقل ومكثت 14 ساعة في خارج السجن لأبلغ بأن مروان في العزل الانفرادي وممنوع من الالتقاء بأي من افراد عائلته. ولكن هناك طريقة للتواصل عبر الرسائل التي يحملها المحامون نطمئنه فيها عن احوالنا هذا اولا وثانيا والاهم فأنا احرص على ان يبقى مروان في صورة ما يحدث في الشارع الفلسطيني فأحيطه بكل ما يجري وباستمرار ابعث له الاخبار اولا بأول واحاول عبر سطور الرسائل رفع معنوياته مع انها دائما مرفوعة وهو دوما يرفع معنوياتنا.

* هل هناك مناسبات معينة يبعث فيها مروان برسائل لك؟

ـ مروان حريص ان يراسلنا في كل مناسبة من مناسباتنا الاجتماعية فحينما حل عيد ميلاد ابنه الاكبر القسام بعث له برسالة كانت بمثابة رسالة لجيل القسام كله، طالبه فيها بأن يكون على قدر المسؤولية تجاه قضيته وتجاه وطنه وشعبه، وتجاه دراسته. وفي عيد ميلاد ابنتنا ربى بعث لها برسالة كانت رسالة للمرأة الفلسطينية وليست فقط لربى عبرت عما يحمله مروان من قيم ومبادئ تجاه المرأة الفلسطينية بشكل عام. وهناك رسائل اخرى تأتينا من مروان في مناسبات عديدة وهو حريص ان يتواصل معنا وتكون رسائله باستمرار ذات جانب انساني كما انها تتسم في نفس الوقت بعمومية تجاه الشعب الفلسطيني كله.

* وماذا عن آخر رسالة ارسلتها اليه؟

ـ آخر رسالة بعثتها له كانت عن أوضاع البيت والاولاد ونجاح القسام في الثانوية العامة، كذلك عن الجهود التي ابذلها لاطلاق سراحه سواء كانت لقاءات مع جهة رسمية أو شعبية أو برلمانية أو اجتماعات. واحطه علما بأحوال الحملتين الشعبية والدولية، لاطلاق سراحه.

* هل هناك مهمة جئت لانجازها في القاهرة؟

ـ زيارتي للقاهرة هي زيارة دائمة تعودنا ان نقوم بها حين كان معنا مروان. واوصانا أن نواصل هذه الزيارات التي احضر فيها مع اولادي الذين يشعرون بسعادة كبيرة وانبساط في القاهرة.

* من التقيت من المسؤولين المصريين؟

ـ التقيت الدكتور اسامة الباز مستشار الرئيس حسني مبارك ومسؤولا امنيا رفيع المستوى ووضعتهما في الصورة الكاملة لملف الاسرى والمعتقلين عموما، وملف مروان خصوصا. واكدا لي أن قضية مروان والاسرى والمعقتلين عموما هي قضية تخص المصريين جميعا. وقالا انهما يعتبران مروان مواطنا مصريا، وقائدا مصريا موجودا في السجون الاسرائيلية وانهما يبذلان كل الجهود لاطلاق سراحه.

* حدثيني اذن عن حياتك والاعباء الاسرية والعامة التي تواجهينها في ظل غياب مروان؟

ـ هناك ضغط كبير علي بعد اختطاف مروان، اوصلني للعمل 20 ساعة في اليوم من اجل ان انهي عملي وواجباتي. ابدأ يومي من الساعة السابعة صباحا حيث اقوم بايقاظ الاولاد (4 ابناء اصغرهم 13 عاما واكبرهم 18 عاما) اعدادهم للذهاب الى مدارسهم، وهم بالطبع يحتاجون لجهد ومسؤولية كبيرة من أم وأب معا، فما بالك بأم فقط لديها مهام اخرى كبيرة جدا، اذ ان عندي مكتب محاماة، وهو المصدر الرئيسي لاعالة اسرتي. اتوجه الى المكتب فور تأمين خروج الاولاد. واضافة الى عمل الاولاد والمكتب هناك الحملة الشعبية لاطلاق سراح مروان وهي بحاجة لمتابعة مني بشكل يومي، وكذلك الحملة الدولية التي تتطلب مني في احيان كثيرة السفر الى الخارج حيث قضيت منذ اختطاف مروان ما يزيد على 6 اشهر خارج البلاد، متنقلة من دولة الى اخرى، وصل عددها الى .17 هذه الواجبات تستوجب مني عملا يستغرق احيانا 20 ساعة في اليوم.

* ما هي اللغات التي تجيدينها حتى تستطيعي الوفاء بمتطلبات حملة الدفاع عن مروان والاسرى الفلسطينيين في سجون اسرائيل؟

ـ انا اجيد الانجليزية فقط.

* كيف تلقيت صدمة خطف مروان... وكيف تعاملوا معه بعد اختطافه؟

ـ هناك ألم ومعاناة كبيرة وحزن ينتابني كثيرا جراء ما فعلته اسرائيل ضد مروان المفترض انه عضو في البرلمان الفلسطيني المنتخب من الشعب ويجب ان يتمتع بالحصانة. لذا فان اختطافه مناف للقوانين والاتفاقيات الدولية. اما من ناحية ما حدث معه فقد تعرض لمدة مائة يوم لتعذيب متواصل يضاف الى ذلك. ما يحدث معه في المحكمة وما اسمعه على لسانه حين يخرجونه من السجن الى المحكمة، فما يتعرض اليه شيء غير انساني ومفزع لان هناك جنودا حاقدين يعتدون عليه وهو في طريقه للمحكمة... يسبونه بشتى الشتائم، يقولون له يجب قتلك انت مجرم انت قاتل. لهذا انا قلقة على وجوده بين ايديهم وهو وجود يشكل خطرا على حياته، هناك قلقا ينتابني باستمرار على حياته، وعلى وضعه داخل السجون الاسرائيلية لانه يعيش ظروفا قاسية جدا في العزل الانفرادي فقد دخل الآن شهره السابع في هذه الظروف غير الانسانية في زنزانة بطول مترين وعرض متر و40 سنتيمترا والمرحاض موجود في نفس الزنزانة. انه يقضي يوميا 23 ساعة بدون شمس أو هواء وحينما يخرج مقيد اليدين والرجلين لساعة يقضيها في زنزانة اكبر لكن بلا شمس أو هواء. يحاول الاسرائيليون من خلال هذا التعامل غير الانساني ان يوهموا الرأي العام ان مروان خطر وارهابي.

* كيف ترين عمل ودور لجنة المثقفين العرب التي تأسست في ختام اعمال ندوة المشروع الثقافي الفلسطيني الذي عقد في القاهرة اخيرا في العمل لاطلاق سراح مروان وباقي الاسرى؟

ـ انا لا استهين بأي جهد يبذل سواء كان من لجنة أو فرد ايا كان كما لا استهين بأي مؤسسة أو هيئة شعبية أو برلمانية أو مؤسسات حقوق انسان أو محامين لان الهدف هو تجنيد الرأي العام كاملا ضد ما تفعله اسرائيل بأسرانا ومعتقلينا، وعضو برلمان منتخب. لذلك هذه اللجان مهم تشكيلها ومتابعة تفعيلها. ونتمنى ان يكون لاي لجنة تشكل برنامجها الكامل وخطتها في ابراز قضية مروان والاسرى الفلسطينيين.

* ما تصورك لعمل هذه اللجان بشكل عام ولجنة المثقفين العرب التي تشكلت اخيرا؟

ـ لجنة المثقفين العرب مهمة جدا لقضية المعتقلين خاصة مع التركيز على قضية الاسرى في الاشهر الستة، دوليا وعربيا وفلسطينيا. لذلك يجب تجنيد رأي عام كبير للحديث عن قضيتهم. فعلى كل هيئة أو فئة أو نقابة أو مؤسسة ان تعمل ما يخدم هذه القضية.