كشفت مصادر أمنية مغربية امس لـ«الشرق الأوسط» أن مجموعة عبد الفتاح بوليقضان التي نفذت عمليات يوم الجمعة المرعبة التي تسببت في مقتل 44 شخصا، خططت للقيام بعمليات كبيرة للسطو على الوكالات البنكية ومراكز بريد المغرب بغية الحصول على الأموال لاستعمالها في تسهيل عملياتهم الانتحارية. وقالت المصدر إن التحقيقات كشفت عن الدور الكبير الذي لعبه محمد حسونة في الحصول على تركيبة المتفجرات حيث قام باستخراج مطبوع من الانترنت يبين كيفية صنع المتفجرات وقام بترجمته من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وساعده عبد الفتاح بوليقضان ومحمد العمري في تركيب مكونات المتفجرات. واضافت ان الانتحاري الثالث حسن الطاوسي، الذي لم يفجر نفسه في عمليات 16 مايو والذي سيمثل اليوم أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، كشف لرجال الأمن أن عبد الفتاح بوليقضان أخبره أنه سيكون ضمن مجموعة تضم محمد العمري وعبد الحق مهم ستنفذ أول عملية سطو تستهدف سرقة أموال وكالة بريدية بمدينة الكارة بإقليم بنسليمان (شمال مدينة الدارالبيضاء) ووضع بوليقضان خطة تعتمد على استعمال رافعة سيارات لاستعمالها في رفع سياج الوكالة وجهاز يدوي لفتح الخزانة وسكاكين وسم فئران من أجل استخدامه في قتل كلب الحراسة، وتحمس الكل للعملية باستثناء محمد العمري الذي حذرهم من فشلها لأنها غير دقيقة بما فيه الكفاية وقرروا التراجع عنها والبحث عن بدائل أخرى.
وشرعت المجموعة في القيام بعمليات سلب لتحقيق هدفهم، واعترف الانتحاري حسن الطاوسي للشرطة المغربية أنه قام رفقة شخصين آخرين واستولوا على ما بحوزتهما من أموال ومنقولات وجردوهما من بطائق التعريف لاستخدامها في عملياتهم الانتحارية. وأكد المصدر أنه في شهر أبريل بدأ عبد الفتاح بوليقضان في التحضير للقيام بأول تجربة للمتفجرات واستدعى حسن الطاوسي ومحمد العمري لمرافقته من أجل حضور التجربة وتوجهوا راجلين إلى مكان خالي يبعد عن كاريان طوما الصفيحي بمسافة زمنية تقدر بحوالي 18 دقيقة وأخرج بوليقضان أنبوبين في حجم قلم الحبر، يحتوي كمية من المتفجرات بيضاء اللون، وقام بلفه بقطعة من ورق الجرائد ووضعه بثقب حائط بعين المكان وأشعل في الجريدة النار وابتعدوا جميعا عن مكان الحائط وانفجر الأنبوب وتسبب في سقوط جزء من الحائط وطلب منهم بوليقضان القيام بجمع قدر كاف من المال اللازم لاقتناء كمية أكبر من المواد المتفجرة قصد استخدامها في عمليات انتحارية يتم التخطيط لها لاحقا.