الأمير نايف للعلماء والقضاة وأهالي القصيم: يدنا طويلة على أهل الشر.. ومحرضو المطلوبين خطرهم أكثر أذى من الإرهابيين

وزير الداخلية السعودي أكد أن الدولة تقدم فضيلة الإصلاح على مبدأ العقاب للخارجين على القانون

TT

اكد الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، ان بلاده تقدم فضيلة الاصلاح على مبدأ العقاب للخارجين عن القانون. لكن الامير نايف توعد امام حشد من علماء واعيان ومسؤولي منطقة القصيم رموز الافساد في الارض بالبتر، معتبرا "الانسان لو كان به عضو فاسد أو عضو مريض يضر بجسمه لبتره".

وكان الأمير نايف قد التقى، أول من امس، وبحضور الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم، في مقر إمارة منطقة القصيم في بريدة بالعلماء ورؤساء المحاكم الشرعية في منطقة القصيم وأعضاء مجلس المنطقة ومحافظي المحافظات ورؤساء المراكز وأعيان وأهالي المنطقة.

وأشار في حديث موسع لهم، الى ان "وقوع أي حادث لا يغير في أي بلد، فقد وقع في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي الرياض وفي المنطقة الشرقية"، معربا عن أسفه المؤلم على ما آل إليه "الشباب المغرر بهم والمشحونة أفكارهم التي لا تمت للإسلام بصلة". واضاف "يجب أن نحمل أنفسنا المسؤولية لعدم الانتباه لشبابنا كيف يفكرون ويتوجهون".

وشدد وزير الداخلية السعودي على ثقة القيادة السعودية في أبناء منطقة القصيم حاضرة وبادية وقال: "إننا جميعا إن شاء الله على الحق وكلنا جميعا نخدم هذا الدين ونتمسك بهذه الشريعة ونحكمها في كل أمر ولا يضيرنا ولا يغير منا أن يأتي نفر من أبناء هذا الوطن ويغرر بهم وتضل أفكارهم ويوضع بها أفكار شريرة ويعتقدون أن فيه خدمة للإسلام، وهو أبعد ما يكون عن الإسلام، لأن المسلم لا يقتل المسلم ولا غير المسلم والإسلام يحمي الأنفس ويحمي حتى الشجر".

وأضاف الأمير نايف بن عبد العزيز: "لا بد من الثقة بأن ولاة الأمر في هذه البلاد وشعبها كذلك والتفافهم حول قيادتهم قادرون على أن يزيلوا كل ما يخدش سمعة هذا الوطن، والانسان لو كان به عضو فاسد أو عضو مريض يضر بجسمه لبتره" مضيفا: "ونحن في الحقيقة نود ونعمل على أن يهتدي هؤلاء الناس الذين هم بهذا الفكر، مثل أن يقدموا للمشاركين بعمل لا يجيزه الدين ولا العقل ولا مصلحة الوطن ونأمل أن يعودوا إلى رشدهم ويعرفوا أن ما هم عليه أمر باطل، وعليهم أن يتأكدوا من هذا من علماء هذه البلاد الذين لديهم العلم النافع الصادق ويتركوا عنهم الناس الذين لهم أهواء أو قد يكونون موجهين من خارج الوطن".

وقال الامير نايف ان السعودية قامت على الإسلام من عهد الآباء واضاف: "هنا مكة المكرمة والمدينة المنورة فيهما نزل الوحي وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ومنبع الخلفاء الراشدين والصحابة، إذن نحن أهل الإسلام، ونحن من يعرف بالإسلام وليس من يعرَّفون، ولا ننكر على صاحب العلم النافع أن يشاركنا في هذا الأمر. إذن نحن نرفض بكل قوة وبكل ثقة أي فكر يأتينا من خارج وطننا، والحمد لله أهل هذا الوطن لديهم من الإدراك والعقل والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن بينهم علماء أفاضل وطلبة علم قادرون ونافعون". وقال: "إن هؤلاء ومن يشجعهم ويزين لهم أعمالهم الفاسدة، أناس ضلوا وخرجوا ولا يقلون عن الخوارج المعروفين في تاريخ العالم الإسلامي.. وهذا لم نقله بل قاله علماؤنا".

واضاف وزير الداخلية: "إن الواجب على الجميع في هذا الظرف أن نكون جميعا رجال أمن نتنبه لكل شيء ولا نتردد أبدا في ان نصحح مسار كل مخطئ وان نبلغ عن الإنسان الشاذ". مشددا على أن السعودية ليست دولة عقاب، وقال "فالعقاب لمن يستحق العقاب ومن يتعدى على الدين والنفس أو العرض أو المال ولكنها كذلك توجهه وتربيه، والناس المتشبهون بهذا الفكر يجب أن يقال عنهم حتى تتم احالتهم إلى علماء وطلبة علم يصححون تفكيرهم لأننا نريد ان نعيدهم الى جادة الصواب، ونعتبر الجميع هم أبناء ولي الأمر وأبناءنا جميعا، مثلما نربي أبناءنا نربي هؤلاء حتى يستقيموا. ومهما كان فالبلاد ليست مائة شخص أو حتى ألف شخص، والحمد لله الصلاح هو الأغلب على شبابنا ولا عبرة لمن شذ عن الطريق الصواب".

وأضاف: "أقول من هذا المكان إن على من ضل ان يهتدي، وعلى من يعمل على شحن هؤلاء الشباب أو التغرير بهم في أمور خاطئة أن يعود إلى رشده، لماذا؟ لأن ما يعمله خطأ بعينه ولأنه مضلل للناس ولأننا قادرون بإذن الله على أن نصل إليه، وقد وصلنا لبعضهم وسنصل للآخرين. وأعتقد، بل أجزم، أن هؤلاء أكثر شراً وأكثر أذى من الفاعلين لأن الفاعلين هم أناس غرر بهم وأصبحوا أدوات مثل سلاحهم لا يدركون الصواب".

وأكد الأمير نايف بن عبد العزيز ان هذه البلاد "ستعيش آمنة مطمئنة وسيتحقق الأمن والأمان كما هو قائم الآن"، وقال: "انتم ترون، بالرغم من هذه الأحداث لم يمس الإنسان بشيء ولم يؤخذ الإنسان بجريرة آخر ولسنا كغيرنا والحمد لله. هل إذا أخطأ واحد أدينت الأسرة؟ أبدا، فأسرهم مكرمة معززة. ونعرف أن آباءهم واخوانهم غير راضين ولكن غلب على أمرهم. وانتم تشاهدون أن هناك من سلم ابنه وهناك من أتى وسلم نفسه ونأمل أن يسير المواطنون في هذا الطريق حتى لا يفسدوا في الأرض وبالتالي يكونوا تحت طائلة العقوبة الشرعية".

وقال الأمير نايف: "نحن أقوياء بالله، وقوتنا مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقوتنا مستمدة مما يحكم به الله عز وجل. نحن لا نحكم إلا بما أمر الله به عز وجل، ونحن علينا أن نضبط ونحقق ونظهر الحقيقة". وأضاف قائلا: "أحب أن أؤكد لكم ان دولتكم قوية وأن يدنا قوية على أهل الشر. أما أهل الخير فهم أحبابنا وأصحابنا وهم وكل مواطنينا والحمد لله، ونحن من نجران الى طريف ومن البحر الى البحر أمة واحدة متماسكون ويعملون لما فيه مصلحة دينهم ودنياهم. ولن يصيبنا إن شاء الله الا ما يسيء للعدو، ولن يصيبنا الا كل خير ما دمنا متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه ومطبقين لها في السر والعلن". وأضاف القول: "يجب أن يعلم من في الداخل ومن في الخارج أن هذه الدولة قوية بإذن الله قادرة، وإذا استعرضنا التاريخ نجد لهذه البلاد أموراً متعددة، وهي مستهدفة من الخارج لأن هؤلاء لن ينبعوا من الداخل وان كانوا أبناء الوطن ولكن مكرهم وتصرفاتهم أتت من الخارج من جهات قد تكون حتى غير إسلامية، وان كانوا مسلمين فهم لهم أغراض ولهم توجهات مرفوضة منا، الرفض لأنها خاطئة ولا تتفق مع الدين ولا مع العقل".

وجدد الأمير نايف الثقة في أبناء الوطن وأبناء منطقة القصيم، مشيراً إلى أنها ثقة كاملة لا تشوبها شائبة بأي حال من الأحوال، موضحا أنها أمة واحدة تعمل في سبيل هدف واحد من أجل حماية الدين والأنفس والأعراض والأموال، وقال "لن يعيق ركب هذه البلاد المتقدمة المتطورة في سبيل النمو الصالح في أمر دينها ودنياها، وقد يغيظ بعض الناس ان تقوم دولة إسلامية تطبق كتاب الله وسنة نبيه، وانتم قدركم أبناء هذا الوطن وولاة أمركم أن تثبتوا للعالم ان الإسلام قادر على ان يبني دولة قوية". واشار إلى أن هناك مستقبلا مشرقا ينتظر شباب الأمة "الذين عليهم الاعتماد بعد الله، والذين هم جيل المستقبل الذي ستقوم عليه البلاد مثلما عمله آباؤهم وآباء آبائهم في الحفاظ على هذه البلاد في دينها ودنياها، سيعمل أبناؤهم، وستكون هذه البلاد في دينها ودنياها، وستكون من خير الى خير".

وحضر اللقاء أيضا علي بن سليمان السويلم وكيل إمارة المنطقة، وإبراهيم بن محمد الهذلي وكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية، واللواء خالد بن عباس الطيب مدير شرطة منطقة القصيم، واللواء مروان بن أحمد الصبحي قائد قوة الطوارئ وعدد من المسؤولين.