مصادر أميركية: الفقعسي مصدر المعلومات عن هجمات جديدة بالطائرات لـ«القاعدة»

مصادر سعودية تؤكد لـ«الشرق الأوسط» فك ألغاز رئيسية في حلقات المتطرفين في ضوء التحقيقات

TT

نجح محققون سعوديون، في توفير حصيلة دسمة من المعلومات والحقائق التي ساهمت بفك الغاز رئيسية في سلسلة حلقات خلايا تنظيم الجماعات المتطرفة في البلاد، وكشفت مواقع تخزين الاسلحة والمتفجرات.

بيد ان مصادر سعودية متعددة لم تنف او تؤكد ما قالته مجلة «تايم» الأميركية عن ان علي عبد الرحمن الفقعسي، وهو المتهم بكونه أحد الضالعين مباشرة بعلاقات قوية مع تنظيم القاعدة، قد افصح للمحققين عن هجمات يخطط تنظيم «القاعدة» لتنفيذها باستخدام طائرات مدنية من جديد، لضرب اهداف استراتيجية نهاية عطلة الصيف الجاري.

وفي حين لم يجر التأكد من مصادر موثوقة عما اذا كانت اعترافات الفقعسي هي مصدر المعلومة التي اذاعها اخيرا الرئيس الأميركي جورج بوش في تصريحاته عن اكتشاف اجهزة الأمن الدولية لمخطط ارهابي جديد بقيادة تنظيم «القاعدة» بسلاح العملية الرئيسي وهو طائرات مدنية، قالت مجلة «تايم» الأميركية في عددها الذي يصدر اليوم ان الفقعسي وكنيته أبو بكر، هو مصدر المعلومات الاخيرة التي صدر بشأنها تحذير أميركي من هجمات جديدة باستخدام طائرات مخطوفة تخطط لها «القاعدة».

وذكرت «تايم» ان مصدرين رسميين أميركيين ابلغاها ان الفقعسي يقوم بكشف معلومات عن خطط مستقبلية لـ«القاعدة» ضد اهداف أميركية وغربية وسعودية. وحسب المصادر الأميركية فان السلطات السعودية مررت الاعترافات التي ادلى بها الفقعسي الى الاستخبارات الأميركية (سي.آي.إيه) بشأن الهجمات المحتملة، وابلغت الاستخبارات بدورها الرئيس بوش ووزارة الأمن الداخلي الأميركية.

وقالت مصادر أميركية ان دور أبو بكر (الفقعسي) في المعلومات الجديدة يفسر اصرار الرئيس بوش على الحفاظ على علاقات جيدة مع السعودية في مواجهة تقرير لجنة الكونغرس الذي حذفت منه 28 صفحة تحاول توجيه انتقادات للسعودية. واشارت هذه المصادر الى انه منذ تفجيرات الرياض في مايو (ايار) الماضي اعتقل او قتل 175 مشتبها في السعودية ويعتقد ان الفقعسي كان منسق خلايا «القاعدة» في السعودية. ويعتقد الأميركيون ان الفقعسي قاتل مع أسامة بن لادن في تورا بورا خلال الحرب الأميركية في أفغانستان قبل ان يفر الى السعودية وارتفعت درجته في تنظيم «القاعدة» بعد اعتقال خالد شيخ محمد منسق العمليات.

وفي شأن ذي صلة، ووفق معلومات تحدثت بها لـ«الشرق الأوسط» مصادر سعودية قريبة من دوائر مكافحة الارهاب في السعودية، فان من ابرز النتائج الفورية للتحقيقات الأمنية الاخيرة في السعودية، كان احباط مخطط ارهابي يستهدف ضرب مواقع حيوية في مناطق مختلفة من البلاد، الى جانب اكتشاف مستودعات ارضية لأسلحة ومتفجرات مخزونة تحت سطح الارض في مزارع واستراحات بعيدة عن العمران.

وكانت السلطات السعودية قد اعلنت في 21 يوليو (تموز) الماضي، عن احباط مخطط ارهابي جديد، والقاء القبض على 16 سعوديا كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات ارهابية اخرى تستهدف مصالح ومقرات عامة. ووجد المحققون ان معظم قياديي تلك الخلايا في الغالب يملكون ميزة التجربة الافغانية، او ما يطلق عليهم «الأفغان السعوديين». وتبعا للأولوية في تقصي المعلومات من عناصر الخلايا المعتقلة رهن التحقيق حاليا في سجون السعودية، فان هدف المحققين الرئيسي فك طوق السرية عن المخططات وشيكة التنفيذ. وعلمت «الشرق الأوسط» وجود انهيارات مهمة في متانة جدار السرية الذي تفرضه الحلقات الارهابية على نشاطها، الذي يعتمد فكرة التغيير بحمل السلاح والعمل على تهييج المتعاطفين الاسلاميين الكثر في البلاد.

ووفق معلومات «الشرق الأوسط» فان السلطات السعودية، استفادت من قاعدة المعلومات العريضة التي وفرتها نتائج تحقيقات أمنية واسعة في صفوف السعوديين العائدين من افغانستان.

وتوسعت تلك التحقيقات في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، بالاضافة الى خزينة المعلومات الأمنية المتوافرة نتيجة تحقيقات أمنية رافقت فترة الكشف عن مرتكبي حوادث ارهابية سابقة في البلاد، ما بين عامي 1995 و1996 استهدفت تفجير مقرات عمل وسكن مجموعات غربية مقيمة في السعودية.

وبتجدد خروج رأس الارهاب عبر فاجعة ضرب المجمعات السكنية الثلاثة في 12 مايو الماضي في الرياض، كان لدى المحققين السعوديين ارضية معلوماتية صلبة ساهمت في توجيه بوصلة التحقيقات الى منابع خلايا الارهاب تحت ذريعة وغطاء فقه الدين الاسلامي في مسائل الجهاد.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان احكاما بالسجن لفترات متعددة طالت اكثر من 80 مواطنا معظمهم من «الأفغان السعوديين»، بالاضافة الى آخرين نتيجة التحقيقات التي اجرتها السلطات في اعقاب 11 سبتمبر.

وتمحورت احكام القضاء السعودي على انزال عقوبات السجن لسنوات مختلفة، تقررت مددها بناء على دور كل عنصر، ومهامه في تقديم الدعم بكافة اشكاله لجماعات دينية متطرفة وتحمل السلاح.

ويتوقع مراقبون استمرار مجريات التحقيقات ربما الى سنوات مع بعض الخلايا المحورية، وحسب دورها الرئيسي في تغذية صفوف الشباب بأفكار مغلفة بنصوص دينية تفرض عليهم الانخراط في حمل السلاح، بما في ذلك تنفيذ اعمال انتحارية اذا ما تطلب التخطيط الاستراتيجي لمنظري وقياديي تلك الخلايا السرية.