رئيس النيجر ينفي بيع اليورانيوم إلى العراق وواشنطن تطلب منه عدم التدخل في الجدل حول القضية

TT

نيامي ـ لندن ـ أ.ف.ب: نفى رئيس النيجر مامادو تانجه امس الادعاءات بأن النيجر باع اليورانيوم الى العراق، وهي المزاعم التي استخدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا لتبرير الحرب على العراق. وفي خطاب بمناسبة يوم الاستقلال قال تانجه ان الادعاء هو «اتهام لا اساس له»، مضيفا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفت عن بلاده أية شبهة. وتبين فيما بعد ان الوثائق التي دعمت تلك الادعاءات كانت مزورة.

من ناحية اخرى، اعلنت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية امس ان الولايات المتحدة طلبت من النيجر عدم التدخل في الجدل حول مسألة محاولة العراق شراء يورانيوم من هذا البلد لأغراض عسكرية.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين حكوميين نيجريين كبار ان المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون أفريقيا هيرمان كوهين طلب من الرئيس مامادو تنجه خلال زيارة قام بها الى نيامي الاسبوع الماضي، بنقل هذه التعليمات من واشنطن الى اعضاء حكومته. وأوضح احد هؤلاء المسؤولين للصحيفة ان «كوهين كان ودودا مع الرئيس اولا، لكنه صعد لهجته بعد ذلك لينقل له رسالة من واشنطن» مفادها «لا نريد ان نسمع صوت حكومتكم في هذه القضية». واضاف المصدر نفسه ان كوهين «كان يطلب من النيجر التزام الصمت».

ورأت الصحيفة ان هذا التدخل يثير القلق المتزايد الذي تشعر به الولايات المتحدة وبريطانيا في مواجهة الاتهامات بانهما تعمدتا المبالغة في حديثهما عن التهديد العراقي لتبرير الحرب. وذكرت ان رئيس وزراء النيجر هاما هامادو اكد لها الاسبوع الماضي ان حكومته لم تجر أي محادثات مع العراق بشأن اليورانيوم داعيا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى تقديم «الأدلة» التي يؤكد انه يملكها حول محاولة بغداد شراء اليورانيوم من النيجر. ونفى مسؤولون أميركيون ردا على اسئلة الصحيفة ان يكونوا قاموا بأي محاولة لاسكات النيجر. لكن المسؤول النيجري الذي نقلت الصحيفة تصريحاته رأى ان هذه الضغوط يمكن ان تكون فعالة، موضحا ان النيجر «تأتي في المرتبة الثانية بين افقر دول العالم وتعتمد على المساعدة الدولية لتأمين بقائها».