عرفات: زيارة شارون إلى نيودلهي قد تصعد التوتر بين الهند وباكستان

TT

نيودلهي ـ ا.ف.ب: اعرب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس عن اعتقاده بان الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى نيودلهي اضافة الى خطط الهند لشراء معدات عسكرية من الدولة العبرية قد تزيد من حدة التوتر بين الهند وباكستان.

وقال عرفات في مقابلة نشرتها صحيفة «هندو» امس ان شارون «لا يستطيع ان يقدم اي شيء.. ان ما يقوله سيصعد الوضع والحرب بين باكستان والهند». ومن المقرر ان يتوجه شارون الى الهند في التاسع من سبتمبر (ايلول) في اول زيارة لرئيس وزراء اسرائيلي للهند منذ ان اقامت الدولتان علاقات دبلوماسية كاملة في عام 1992. ويتوقع ان تهيمن مسألة «الحرب على الجماعات الاصولية» على المحادثات التي سيجريها شارون في الهند بينما ستسعى نيودلهي الى الحصول على مساعدة اسرائيل في السيطرة على عمليات التسلل عبر حدودها من باكستان.

وترتبط الهند التي اعترفت باسرائيل بعد وقت قصير من اقامتها في عام 1948، بعلاقات تقليدية وثيقة مع عرفات. ولكن وبعد اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل اثناء انتعاش عملية السلام في ذلك الوقت، وثق البلدان التعاون الدفاعي بينهما وتبادلا الزيارات على مستوى وزراء الخارجية. وتتهم الهند باكستان بتدريب وتمويل وتسليح المتشددين الاصوليين الذين يتسللون عبر الحدود بين البلدين لدعم التمرد ضد الحكم الهندي في الشطر الذي تسيطر عليه نيودلهي من كشمير. وتنفي باكستان هذه التهم وتقول ان دعمها يقتصر على المساندة المعنوية والسياسية والدبلوماسية لما تصفه بحركة الحرية الكشميرية. وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اقترح العام الماضي على الهند نشر اجهزة مراقبة لتعقب حركة المتسللين من الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير الى الجزء الذي تسيطر عليه الهند. وجاءت عروض بيع اجهزة المراقبة من الولايات المتحدة واسرائيل وقالت التقارير ان نيودلهي تفكر جديا في تلك العروض.

وقال عرفات ان علاقات نيودلهي الوثيقة مع اسرائيل جاءت على ضوء توقيعه اتفاق سلام عام 1993 مع رئيس الوزراء الاسرائيلي حينئذ اسحق رابين. واضاف «ولكننا نأمل ان تكون هذه الزيارة فرصة للضغط على شارون لتحقيق سلام حقيقي مع اشقائكم الفلسطينيين». ومن ناحية اخرى نفى عرفات التقارير حول الخلافات بينه وبين رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس. وقال «لقد كان هناك توتر بينه وبين بعض الزملاء. ولكننا نجحنا في التغلب عليه». وقال عرفات انه يأمل في استمرار السلام الهش في المنطقة بعد وقف اطلاق النار المؤقت الذي اعلنته الجماعات الفلسطينية المسلحة. واوضح «اذا التزم الاسرائيليون بتنفيذ خريطة الطريق بدقة فان ذلك سيؤدي الى السلام». وتنص خريطة الطريق على اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 وتدعو الفلسطينيين الى قمع المسلحين المتطرفين وتحث اسرائيل على وقف النشاطات الاستيطانية. الا ان الرئيس الفلسطيني اتهم اسرائيل بالمماطلة في تطبيق التزاماتها المنصوص عليها في خريطة الطريق. وقال «حتى الان انهم يضيعون الوقت» الا انه اضاف انه يتوقع ان ينفذ شارون خطة السلام. وقال عرفات انه يأسف لانشغال المجتمع الدولي بالوضع في العراق مما حال دون قيامه بمحاولات لتسوية الازمة في الشرق الاوسط.