خبير فلسطيني لـ«الشـرق الأوسط»: خطة «الـ26 بوابة» تهدف لحسم الواقع الديموغرافي لصالح اليهود في القدس

TT

حذر خبير فلسطيني بارز في مجال الاستيطان من ان سياسات التهويد المتبعة في القدس المحتلة من شأنها ان تجعل فصل القدس الشرقية عن الغربية في أي تسوية سياسية مقبلة امرا مستحيلا.

وحول الخطة السرية التي اعدها وزير الاسكان الاسرائيلي ايفي ايتام وكشف النقاب عنها اول من امس والتي تهدف الى دفع الآلاف من اليهود للاستيطان داخل القدس الشرقية، قال خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس، ان الخطة تشكل حلقة من حلقات الصراع الديموغرافي الذي تشنه اسرائيل في القدس. وذكر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة الاسرائيلية تنظر بقلق بالغ الى حقيقة ان الفلسطينيين يشكلون الان 35 في المائة من عدد السكان في المدينة، مشيرا الى ان اللجنة الوزارية الاسرائيلية لشؤون القدس قد اتخذت قرارا في العام 1990 يقضي بالعمل دوما على الا تتجاوز نسبة الفلسطينيين من عدد السكان الاجمالي في القدس 22 في المائة في كل الاحوال.

واشار التفكجي الى ان الخطة التي وضعها ايتام تهدف الى قطع التواصل الجغرافي بين القدس الشرقية والتجمعات السكانية الفلسطينية المحيطة بها بشكل كامل وقاطع. وقال ان الاحياء الفلسطينية في القدس ستتحول الى مجرد بيوت وسط الاحياء اليهودية التي ستلفها من كل مكان. واوضح التفكجي ان الحكومة الاسرائيلية والمنظمات اليهودية التي تعنى بالتهويد في القدس تطبق آليتي عمل، احداهما تقضي بجلب الاف اليهود للاستقرار في القدس الشرقية، مع كل ما يتطلبه ذلك من اقامة الالاف من الوحدات الاستيطانية في المدينة، والآلية الثانية تقضي بضم المستوطنات اليهودية المجاورة للقدس لحدود بلدية الاحتلال فيها. واشار الى ان الخطة التي سينفذها ايتام حاليا هي في الحقيقة خطة أعدها رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي ارييل شارون عندما كان وزيرا للاسكان في عام 1990 والتي أطلق عليها خطة «الـ26 بوابة في القدس». كما اشار التفكجي بشكل خاص الى الدور الكبير الذي يعلبه الملياردير اليهودي الاميركي اورفينغ ميسكوفيتش في عمليات التهويد الممنهج في القدس، حيث انه يعد العدة لاقامة 400 وحدة استيطانية في أبو ديس. ولفت الانظار الى ان نقطة التحول في المشاريع الاستيطانية التهويدية في القدس قد بدأت في عام 1990. واضاف انه حتى ذلك الوقت كان النشاط الاستيطاني يتركز في حول القدس، لكن في عام 1990 وبمبادرة من شارون كوزير للاسكان انتقلت اسرائيل للاستثمار في مجال التهويد داخل القدس الشرقية. وذكر ان اسرائيل قد حسمت الصراع الجغرافي في القدس عندما قامت في عام 1967 بمصادرة 80 في المائة من الاراضي في القدس الشرقية على اعتبار انها املاك غائبين او مساحات خضراء والآن تتجه للحسم الديموغرافي بكل قوة.

وحذر الخبير الفلسطيني من مغبة ان يتحول الفلسطينيون داخل القدس الشرقية الى مجرد فلسطينيين داخل اسرائيل كما هو الحال بالنسبة للفلسطينيين في الجليل والمثلث. وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت»، اوسع الصحف العبرية انتشارا قد كشفت النقاب اول من امس عن خطة ايتام وهو زعيم حزب «المفدال» الديني المتطرف. وقد نقلت الصحيفة عنه قوله «يمكن الاستيطان، لكن لا يجب الاحتفال بالاستيطان، بل الاستيطان في هدوء». واشارت الصحيفة الى ان ايتام، يحاول التغطية على اهداف خطته من خلال اصدار بيانات تتحدث عن نيته الاستثمار في مشاريع البنية التحتية لصالح الفلسطينيين في القدس الشرقية، مع انه يعمل فقط في مجال تكثيف الانشطة الاستيطانية في المدينة. واكد ايتام للصحيفة ان الهدف من المشاريع الاستيطانية هو العمل على ابقاء القدس موحدة وعاصمة لدولة اسرائيل للابد. وحسب الخطة يسعى ايتام الى ضم مستوطنة «معاليه ادوميم»، لحدود بلدية القدس، مع العلم انه اكبر تجمع سكاني للمستوطنين في الضفة الغربية. وسيتم ضم المستوطنة عن طريق احاطتها بجدار الفصل الامني الذي اصبح اسهل وسيلة لقضم الاراضي الفلسطينية.