عيديد يهاجم الرئيس الصومالي لانسحابه من مؤتمر كينيا ويعتبره عملا فرديا طفوليا

TT

شن محمد حسين عيديد احد ابرز أمراء الحرب الاهلية في الصومال ورئيس مجلس الاحياء والمصالحة الذي يضم كافة الفصائل الصومالية المدعومة من اثيوبيا، هجوما حادا على الرئيس الصومالي عبد القاسم صلاد بسبب انسحابه الدراماتيكي قبل اربعة ايام من المرحلة الحاسمة لمؤتمر المصالحة الصومالية المنعقد منذ منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في العاصمة الكينية نيروبي.

ووصف عيديد الذي اعلن ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية الصومالية لخلافة صلاد والمقررة قبل نهاية هذا الشهر، موقف الرئيس الانتقالي صلاد بأنه «عمل انفرادي ومساوي لعملية رمي طفل رضيع في حمام السباحة».

وتعد تصريحات عيديد الأولى والاعنف من نوعها له منذ الاسبوع الماضي كما انها أول رد فعل يصدر من قادة المعارضة الصومالية المناوئين لشرعية وسلطة الحكومة الانتقالية التي تشكلت عقب مؤتمر عرتا الذي استضافته جيبوتي قبل ثلاث سنوات.

وكان الرئيس الصومالي قد ابلغ «الشرق الأوسط» انه انسحب من محادثات السلام في كينيا بسبب رفضه الموافقة على تقسيم الصومال وتحويله الى دويلات صغيرة بالاضافة الى استهجانه محاولة تغيير الطابع العربي والاسلامي للشعب الصومالي.

واتهم عيديد الرئيس الصومالي بأنه انسحب من مفاوضات السلام الصومالية في كينيا لمصالح انانية ولخلافات شخصية مع كبار المسؤولين الآخرين في الحكومة الوطنية الانتقالية في اشارة الى حسن أبشر فارح رئيس الحكومة وعبد الله ديرو اسحق رئيس البرلمان المؤقت اللذين اتخذا موقفا مغايرا للرئيس صلاد وقررا الاستمرار في المشاركة في مؤتمر نيروبي.

واعرب عيديد في مؤتمر صحافي عقده أمس في كينيا وبعث مساعدوه بنصه عبر البريد الالكتروني لـ«الشرق الأوسط»، عن اعتقاده بأنه ليس في صالح الشعب الصومالي ان ينسحب أي شخص من عملية السلام في هذه المرحلة، مشيرا الى ان عملية السلام دخلت مرحلتها الاخيرة وان الحكومة الجديدة سيتم تشكيلها في السابع والعشرين من الشهر الجاري.

وكشف النقاب عن انه على الرغم من ان مجلس الاحياء والمصالحة لديه ايضا بعض التحفظات على مسودة الدستور الصومالي الجديد الا انه لا يوافق على ان الطريق الامثل لمواجهة هذه الاهتمامات هو الانسحاب من المفاوضات ، موضحا انه يعتقد ان الطريق الامثل هو المشاركة في المحادثات وتسجيل كل النقاط المثيرة للجدل ووضعها امام المؤتمر لبحثها.

وفى رد مباشر على الاتهامات التي وجهها الرئيس الصومالي لاثيوبيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للشعب الصومالي ومحاولة دفع عملية السلام الصومالية للانهيار قال عيديد ان الدول الثلاث المجاورة للصومال في منطقة القرن الأفريقي (اثيوبيا وكينيا وجيبوتي) والأعضاء في لجنة منظمة دول «الايقاد» لحل الازمة الصومالية، لعبت «دورا مهما جدا» في توحيد وإعادة بناء الصومال الذي لم يشهد السلام وقيام حكومة وحدة مركزية منذ انهيار نظام حكم الرئيس الصومالي المخلوع محمد سياد بري عام 1991.

وتعهد عيديد للمجتمع الدولي بالتزام مجموعته السياسية بعملية السلام ، معتبرا انه حتى بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فان الصومال ستيظل يعتمد على النوايا الحسنة لجيرانها الثلاثة لتقديم المساعدات الفنية والموارد البشرية.

يذكر ان عيديد خلف والده الجنرال حسين عيديد أحد أبرز قادة المعارضة الصومالية في قيادة هذه المعارضة بعد وفاته عام 1994، علما بان عيديد يحمل الجنسية الأميركية وسبق له العمل في صفوف قوات مشاة البحرية الأميركية المعروفة بالمارينز خلال حرب الخليج الأولى عام 1991.

وانقلب عيديد على تحالفاته العربية التقليدية خاصة مصر وارتبط منذ عام 1999 بعلاقات وطيدة للغاية مع ميليس زيناوي رئيس الوزراء الاثيوبي الذي يسعى من جهته لتنصيب حكومة موالية له في العاصمة الصومالية مقديشو.

الى ذلك قالت مصادر صومالية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» ان العدد الاجمالي للمرشحين الذين يعتزمون التنافس فيما بينهم على منصب الرئيس القادم للصومال بلغ نحو خمسين مرشحا على نحو ينذر بأن تكون هذه الانتخابات صعبة ويصعب التكهن بنتيجتها النهائية.

وسيتعين على أعضاء البرلمان الصومالي الجديد المكون من 351 عضوا والذين سيتم تعيينهم من قبل قادة العشائر والقبائل الصومالية بالاضافة الى المشاركين في مؤتمر نيروبي، ان يختاروا قبل نهاية الشهر الجاري اسم الرئيس القادم على ثلاث جولات فقط وتنتهي عمليا ورسميا فترة الرئيس الحالي في الثالث عشر من الشهر الجاري.