موسكو تتهم شامل باساييف بتدبير عملية تفجير المستشفى العسكري في أوسيتيا

TT

بدأ أمس دفن ضحايا عملية تفجير المستشفى العسكري في موزدوك، بجمهورية اوسيتيا الشمالية، التي أسفرت عن مصرع اكثر من خمسين شخصاً من المرضى والأطباء والعاملين في المستشفى. ونفذ العملية انتحاري يعتقد أنه من رجال القائد الميداني الشيشاني المعروف شامل باساييف. وقد اعتقلت دوائر الأمن الشخصي الذي باع الشاحنة من طراز «كاماز» التي استخدمها الانتحاري في عمليته.

وذكر الجنرال سيرجي سالوف مدير دائرة الطواريء في وزارة احوال الطوارئ الروسية ان اعمال الانقاذ في موقع الانفجار انتهت وجرى انتشال خمس جثث جديدة، آخرها جثة ممرضة من قسم الجراحة في المستشفى. وحسب قوله فان اعمال ازالة الانقاض ستستمر. لكن لم يتم التعرف على هوية 12 جثة تمزقت اشلاءً يصعب التعرف على اصحابها.

أما الجرحى، وعددهم 64 جريحاً، فيتم علاجهم في المؤسسات العلاجية في روستوف ـ على ـ الدون وموسكو وبطرسبرغ وموزدوك، علما ان عدد الضحايا من العسكريين بلغ 22 شخصاً، اما الباقون فهم من المدنيين، وبينهم مرضى وزائرون جاءوا لعيادة اقاربهم، وكذلك الاطباء والممرضات العاملون في المستشفى.

ويربط المراقبون بين حوادث التفجير الانتحارية الاخيرة في موسكو وجمهورية الشيشان وموزدوك باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الشيشانية. علما ان وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف اشار صراحة الى اهمال القيادات العسكرية التي طلب منها توفير الحماية اللازمة للمؤسسات العسكرية تحسبا لوقوع عمليات كهذه. ويشمل ذلك وضع حواجز تحول دون اختراق سيارات الانتحاريين بوابات المباني. وكان هذا الاهمال ـ كما في حادث تفجير مبنى الحكومة في غروزني منذ عدة اشهر ـ السبب الرئيسي في نجاح العمليات الانتحارية. ولهذا قال ايفانوف ان المسؤولين سيعاقبون بسبب هذا الاهمال، لكنه اكد في الوقت نفسه ان عملية تطبيع الاوضاع في جمهورية الشيشان ستتواصل بالرغم من كافة «عمليات الارهاب التي ينفذها دعاة الانفصال الشيشان».

وفي غروزني قتل امس شرطيان شيشانيان لدى اطلاق النار على دورية في كمين نصب في شارع خان باشي نور الدينوف في وقت متأخر في الليل ضاحية ستاري أتاجي.

من جانب آخر، اعلن احمد قادروف رئيس الادارة الشيشانية في اجتماع عقد في قرية سنتروي عن نيته ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة بصورة فردية دون الارتباط بأي حزب سياسي. وأشار قادروف في الاجتماع الذي حضره عدد كبير من الدعاة المسلمين الشيشان وكذلك بعض الزعماء المسلمين من الجمهوريات والمقاطعات الروسية الى انه «ملزم امام الباري عز وجل وامام الشعب بأن يواصل عملية انبعاث جمهورية الشيشان التي بدأها، واستئصال جذور الاسباب التي قادت الى الأزمة وحصدت ارواح المدنيين».

وأدان المجتمعون العملية الانتحارية في موزدوك، وأكدوا انه لا توجد «مبررات للارهاب» مهما كانت الدوافع الخيرة التي يتستر وراءها منفذو الافعال الارهابية ومنفذوها.

ومن المقرر ان يقدم ممثلو قادروف اوراق الترشيح الى اللجنة الانتخابية المركزية اليوم. علما ان عدد المرشحين المسجلين رسميا حتى الآن بلغ 9 أشخاص، بينهم شيشان يقطنون خارج الجمهورية مثل مالك سعيد اللايف وروسلان حسب اللاتوف رئيس البرلمان الروسي السابق.