قطاع الطرق وخاطفو الأطفال ينشطون في بغداد

TT

الحرية جميلة، لكنها ستكون اجمل بكثير اذا ترافقت مع الأمان. هذا هو لسان حال العراقيين الذين لا يجدون اليوم ما يتسامرون به، خلال الليالي التي تنقطع فيها الكهرباء، سوى قصص الخطف والسلب والاغتيالات.

وقبل أيام دفع طبيب عراقي ميسور الحال مائة الف دولار الى عصابة اختطفت ابنه المراهق وطالب افرادها بفدية تصل الى مليون دولار مقابل اعادته سالما. وبعد مفاوضات جرت بالهاتف بين الطرفين تم التوصل الى تخفيض مبلغ الفدية مقابل ان يقدم الطبيب سيارته الجديدة من نوع مرسيدس الى خاطفي ولده.

وباع المهندس المدني (واثق. ع) سيارته من نوع «تويوتا» موديل 2000 واشترى سيارة متهالكة لكي يتنقل بها داخل بغداد، فقد انتشرت في الآونة الاخيرة حوادث سلب السيارات الجديدة من اصحابها، في وضح النهار، واجبارهم على النزول والتخلي عن مفاتيح السيارة تحت تهديد السلاح.

وصباح الاربعاء الماضي اصيبت العراقية المقيمة في لبنان ولاء حكمت بشظية في القدم بعد ان اطلق قطاع الطرق النار على سيارة ذات دفع رباعي من نوع «شيفروليه» كانت تنقلها مع ابنائها بعد زيارة لهم للعراق. واضطر سائق السيارة الى التوقف على حافة الطريق الدولية بين العراق والاردن، قرب مدينة الرمادي، والانصياع مع ركابه لقطاع الطريق المسلحين بالرشاشات وتسليمهم ما بحوزتهم من دولارات وحلي ذهبية.

ومع تزايد الاخبار عن قرب افتتاح مطار بغداد للرحلات الجوية التجارية، تصاعدت وتيرة عمليات السلب على الطريق المؤدية الى سورية والاردن، وبالأخص في المنطقة التي تبدأ من الفلوجة وتنتهي بجسر الرمادي، اي بمسافة لا تزيد على 70 كيلومترا. ورغم ان سيارات «جي. ام. سي» التي تنقل المسافرين تتحرك في قافلة جماعية وتسير في خطوط متوازية ومتقاربة، فان قطاع الطرق يستخدمون سيارات اسرع من ذلك وينجحون في الاستفراد باحدى سيارات القافلة واجبارها على الوقوف وسلب ممتلكات ركابها.

والغريب ان حوادث السلب هذه تجري بينما تكون قطعات مسلحة اميركية تمر على الطريق، ذهابا او إيابا، غير بعيد عن منطقة الخطر، لكن اللصوص ينفذون عملياتهم في دقائق معدودة، ثم يهربون في الاتجاه المعاكس ومن ثغرات محددة سلفا.