القوات الأميركية تعتقل المرشد العام للحركة الإسلامية في كردستان العراق

TT

داهمت قوة من مشاة البحرية الاميركية يساندها عدد من الدبابات وطائرات الهليكوبتر الليلة قبل الماضية المقر العام للحركة الاسلامية في كردستان العراق بمدينة حلبجة واعتقلت الملا علي عبد العزيز المرشد العام للحركة واحمد كاكه محمود عضو المكتب السياسي و10 آخرين من قيادات وكوادر الحركة، وصادرت جهاز كومبيوتر وعددا من الكتب والوثائق بالاضافة الى بندقية كلاشينكوف مذهبة.

وكانت القوات الاميركية قد اعتقلت في العاشر من الشهر الماضي الملا علي بابير امير الجماعة الاسلامية في كردستان من دون تحديد اسباب اعتقاله، رغم انه كان زعيما للجناح المعتدل داخل الجماعة. ولكن مصادر في كردستان اشارت في حينه الى وجود التباس في عملية الاعتقال على خلفية معلومات خاطئة وردت الى قوات التحالف بقيام عناصر الجماعة بتقديم التسهيلات لعناصر من جماعة «انصار الاسلام» المتشددة المعروفة بصلاتها مع تنظيم «القاعدة» في الانتقال من جبال كردستان الى المناطق الوسطى من العراق للقيام بعمليات مقاومة ضد القوات الاميركية.

وشهدت السليمانية صباح اول من امس مظاهرة سلمية شارك فيها المئات من اعضاء ومؤيدي الجماعة الاسلامية الذين جاؤوا من مختلف مناطق كردستان للتعبير عن احتجاجهم على اعتقال الملا علي بابير امير الجماعة وقدموا مذكرة بهذا الشأن الى مسؤول قوات التحالف في السليمانية طالبوا فيها بالافراج عن اميرهم.

وقال مصدر قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان الاتحاد يشعر بالاحراج لقيام قوات التحالف باعتقال مرشد الحركة الاسلامية لان العملية وقعت داخل منطقة نفوذه، لكنه اعترف بأن حزبه لا يمكنه ردع القوات الاميركية عن مخططاتها واجراءاتها، خاصة بعد تزايد الشكوك بوجود دور لهذه الاحزاب في دعم نشاطات المقاومة المسلحة ضد عناصرها في مناطق مختلفة من العراق. وقال المصدر ان هناك معلومات بوجود عدد كبير من عناصر جماعة «انصار الاسلام» الكردية المتطرفة في صفوف قوات المقاومة العربية داخل الجماعة المعروفين بـ«الافغان العرب».

وكانت الحركة الاسلامية الكردية التي تعتبر بمثابة «الحزب الأم» لجميع الاحزاب والتنظيمات الاسلامية في كردستان قد تشكلت عام 1987 في جبال كردستان اثناء قيام الثورة الكردية المسلحة ضد قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين علي يد الملا عثمان عبد العزيز المرشد السابق للحركة وتعد ثالث قوة عسكرية في كردستان بعد الحزبين الرئيسيين (حزبا طالباني وبارزاني) وخاضت صراعا مسلحا مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1993 بعد خروج المنطقة الكردية من يد النظام السابق اثر حرب تحرير الكويت، واحتفظت طوال السنوات السابقة بحقيبتين وزاريتين في كل من حكومتي طالباني وبارزاني، ووقفت هذه الحركة على الحياد عند اندلاع الحرب الاخيرة ضد العراق والمعارك التي استهدفت معاقل جماعة «انصار الاسلام» بقيادة الملا كريكار وتركت مقراتها الرئيسية في مدينة حلبجة لتعود اليها بعد انتهاء الحرب.

وعلى الصعيد السياسي كانت الحركة احد الاحزاب المرشحة لتسلم الدعم الاميركي في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون وفقا لقانون تحرير العراق لكن تم تحجيم دوره اثناء انعقاد مؤتمر لندن للمعارضة العراقية الذي سبق سقوط النظام السابق وبدأ نجم الاتحاد الاسلامي الكردستاني بقيادة صلاح الدين محمد بهاء الدين يسطع ليصبح امينه العام عضوا في مجلس الحكم الانتقالي العراقي المشكل مؤخرا في بغداد.

والاتحاد الاسلامي هو حزب اسلامي اصلاحي من تيار الاخوان المسلمين يرفض رفع السلاح ويدعو الى تحقيق اهدافه بالوعظ والارشاد ويمتلك عدة قنوات تلفزيونية واذاعية في مختلف المدن الكردية وحقق نتائج جيدة في الانتخابات البلدية والطلابية التي جرت خلال السنوات الاخيرة في كردستان.