مسؤول أميركي: منطقة حدودية في أميركا اللاتينية تمول إسلاميين

TT

فوز دو ايجواكو (البرازيل) ـ رويترز: يقول ستيفن مونبلات المسؤول عن

محاربة الارهاب في منظمة الدول الاميركية ان المسلمين في منطقة التقاء الحدود بين البرازيل والارجنتين وباراغواي يمولون الاسلاميين المتشددين.

وقال في مقابلة مع رويترز بعد جولة بطائرة هليكوبتر فوق المنطقة المليئة بالاحراش "ما من شك في ان اموالا تخرج من هنا وينتهي بها الامر سواء عن قصد او دون قصد في ايدي الارهابيين".

وحث مونبلات، الامين التنفيذي للجنة مكافحة الارهاب التابعة لمنظمة الدول الاميركية، المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو 12 الفا في المنطقة خلال زيارة في مطلع الاسبوع على احكام السيطرة على الاموال التي يرسلونها الى اقارب او الى جماعات خيرية في الشرق الاوسط.

ويقدر مسؤولون اميركيون أن الاموال التي يتم تحويلها عبر المنطقة سنويا تتراوح ما بين عشرة مليارات و12 مليار دولار ويعتقدون ان بعضها يوجه لجماعات اسلامية في الشرق الاوسط.

غير ان مونبلات الذي عمل في وحدة مكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الاميركية قبل ان يلتحق بمنظمة الدول الاميركية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي قال انه لا توجد ادلة تؤيد ما يتردد في تقارير اعلامية محلية من ان المنطقة قد تحوي ايضا معسكرات تدريب للارهابيين وخلايا ارهابية كامنة قائلا ان صلات المنطقة بالارهابيين الاسلاميين مالية في معظمها.

وقال مونبلات مشيرا الى الشبكة التي يتزعمها اسامة بن لادن والتي يشتبه في انها المسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر (ايلول) قبل عامين على الولايات المتحدة "قرأت التقارير الاعلامية التي تفترض وجود خلايا لـ"القاعدة" هنا لكن حتى وزارة الخارجية الاميركية تستبعد ذلك الاحتمال".

ويجتذب عدم احكام الحدود في المنطقة والتراخي في تنفيذ القانون منذ امد طويل شخصيات مثيرة للشبهات من شتى انحاء العالم وتأكد ان عددا ممن يزعم انهم من الارهابيين امضوا وقتا في المنطقة ومن بينهم خالد شيخ محمد وهو من اركان شبكة "القاعدة" ويعتقد انه من المقربين من بن لادن. واعتقل شيخ محمد في باكستان في مارس (اذار) الماضي.

واضاف مونبلات "مجيء اناس مثله الى هنا خلال الاعوام الستة او الثمانية الماضية يثير بعض الاسئلة غير المريحة مثل.. ان كنا نعرف بأمر هذا فمن غيره لا نعرف بأمرهم..".

وبرغم هذا يقول مونبلات ان مبعث قلقه اساسا هو الاموال التي تتدفق من المنطقة الى الشرق الاوسط والتي يعتقد ان بعضا منها يوجه لجماعات مثل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" و"حزب الله".

وتعتبر الحكومة الاميركية الجماعتين شبكتين ارهابيتين وهو وصف يختلف معه بعض العرب الموجودين هنا. ويقولون ان "حزب الله" هو في المقام الاول حزب سياسي شرعي في لبنان وكثيرا ما يشيرون الى حماس على انها حركة تحرير تحارب "الغاصبين" الاسرائيليين.

ويقول مونبلات انه يتعين على العرب في منطقة التقاء الحدود ان يزيدوا

اهتمامهم باتخاذ موقف اخلاقي بدلا من الدخول في جدل حول معاني الالفاظ.

ومضى يقول "الجدل حول ما اذا كان حزب الله جماعة ارهابية ام لا مسألة خارج الموضوع اما ما هو في صميم الموضوع فهو تطبيق نظام للرقابة المالية على الجمعيات الخيرية التي يتعاملون معها يتماشى مع المعايير العالمية".

واضاف ان ذلك يعني انه يتعين على مقدمي التبرعات ان يقوموا بانفسهم بمزيد من التقصي بخصوص الجماعات الخيرية التي يدعمونها كي يتأكدوا من ان اموالهم تذهب لمنتفعين شرعيين.

وقال انه يمكن للسلطات كذلك ان تحكم الرقابة على الحدود وان تتخذ اجراءات صارمة ضد غسل الاموال بالاضافة الى تعزيز تبادل المعلومات بين اجهزة المخابرات وغيرها من اشكال التعاون.

لكنه اشار ايضا الى بعض العقبات الرئيسية الاخرى التي تعترض الحرب على الارهاب في منطقة التقاء الحدود بما في ذلك عدم كفاية الميزانية والتنافس القديم بين قوات الامن المختلفة في المنطقة.

وقال "هناك أمور يمكن القيام بها. لكن الناس يهونون فيما اظن من صعوبة التصدي لهذه المشكلة".