الزعيم الليبي يبدأ استخدام العبرية في موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت

TT

للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي يقدم زعيم عربي على إتاحة الفرصة أمام سكان دولة إسرائيل للاطلاع بلغتهم العبرية على مواقفه وتصريحاته السياسية تجاه القضية الفلسطينية وكيفية إيجاد تسوية سياسية شاملة للصراع المحتدم بين العرب وإسرائيل منذ نكبة فلسطين عام .1948 وأقدم الزعيم الليبي معمر القذافي الذي لا يزال أحد غلاة الموقف العربي الرسمي من إسرائيل، على خطوة نادرة بإضافة اللغة العبرية إلى موقعه الرسمي والشخصي الذي دشنه على شبكة الانترنت العام الماضي بعيدا عن وسائل الإعلام الليبية الرسمية. وبهذا التحديث أصبح موقع القذافي الالكتروني المسمى (القذافي يتحدث) يضم أربع لغات عالمية هي العربية والانجليزية والفرنسية بالاضافة إلى اللغة العبرية آخر الاضافات. ويقول دبلوماسيون غربيون إنها خطوة غير مسبوقة من جانب زعيم عربي في وقت يسعى فيه العرب إلي تجميد العلاقات مع إسرائيل واستخدام التطبيع كسلاح لاجبارها على الالتزام باستحقاقات مسيرة السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار هؤلاء إلى أن القذافي سبق أن اتخذ عدة مبادرات من هذا النوع من بينها إرسال وفد من الحجاج الليبيين إلي القدس احتجاجا على الحظر الجوي الذي فرضه مجلس الامن على بلاده ما بين عامي 1993 و.1998 لكن هذه المبادرات لم تحل دون امتناع الزعيم الليبي عن الاجتماع بأي مسؤول إسرائيلي والتنديد بسياسات إسرائيل تجاه المساعي والمبادرات الرامية إلي إحلال السلام في منطقة الشرق الوسط، علما بان القذافي سبق أن طرد صحافيين إسرائيليين من مؤتمري القمة العربية اللذين عقدا عام 1996 في القاهرة وعام 2001 في عمان لدى محاولاتهم الحصول منه على تصريحات صحافية.

ودشنت بعض وسائل الإعلام العربية خاصة الرسمية منها في القاهرة ودمشق برامج تلفزيونية تستهدف التأثير على رجل الشارع الإسرائيلي العادي وإقناعه بخطورة السياسات التي ينتهجها ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي على مستقبل منطقة الشرق الأوسط والعلاقات العربية ـ الإسرائيلية. وخلا موقع القذافي من أي تفسير لهذه الخطوة غير المسبوقة في العالم العربي، لكن مصادر ليبية أبلغت «الشرق الأوسط» أن الهدف من إضافة اللغة العبرية هو منح الشعب الإسرائيلي الفرصة لزيارة موقع القذافي على شبكة الانترنت والاطلاع على رؤيته التي تضمنها الكتاب الأبيض الذي أصدره مؤخرا بشأن إيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر إنشاء دولة واحدة للعرب واليهود تحمل اسم اسراطين في إشارة إلي الحرف الأبجدية الأولى من كلمتي إسرائيل وفلسطين.

وقالت المصادر انه من المهم أن يطلع الإسرائيليون بأنفسهم وبلغتهم الأصلية على الأفكار التي طرحها القذافي في هذا الكتاب الذي أثار جدلا عربيا واسع النطاق لما تضمنه من رؤى لم يعتد النظام الرسمي العربي على التفكير بها والتعامل من خلالها لإيجاد حل للصراع التاريخي الطويل والمرير بين العرب واليهود. واعتبرت أن هذا ليس مؤشرا على أي تحول في السياسة الليبية التقليدية تجاه إسرائيل كما انه ليس مقدمة لفتح قوات حوار رسمية أو غير رسمية معها. وتنص المقترحات التي تضمنها الكتاب الأبيض الذي نشره القذافي قبل نحو شهرين على موقعه الالكتروني الشخصي على عودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم، ودمج الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في دولة واحدة على غرار النموذج اللبناني وإقامة انتخابات حرة تحت إشراف الأمم المتحدة، بالاضافة إلى نزع أسلحة الدمار الشامل منها ومن منطقة الشرق الأوسط إن وجدت. ويحفل موقع القذافي الشخصي بأفكاره الخاصة حول مشكلة المياه في العالم وكيفية حل الأزمة الكورية بالاضافة إلى موقفه من الحكومة الاسمية الجديدة التي تولت السلطة في تركيا مؤخرا.