كاريكاتير يصور عدي وقصي مع «حور العين» في الجنة يثير غضب مسلمي كندا

TT

اثار كاريكاتير يسخر من «الحور العين» أولى بشائر الجنة للشهداء غضب المسلمين في كندا. وقال اسلاميون في لندن لـ«الشرق الأوسط» ان 72 من «الحور العين» يرزقها الشهيد بمجرد استشهاده، بالاضافة الى تاج الوقار، والامان من عذاب القبر، وشفاعته لـ70 من أهله وجبت لهم النار. من جهته ادان مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية «كير» قيام صحيفة «تورونتو صن» الكندية بنشر كاريكاتير ساخر من الشهادة في سبيل الله و«الحور العين»، وطالب الصحيفة بالاعتذار، وبنشر العديد من الرسائل الالكترونية الغاضبة من تصرف الصحيفة والتي انهالت عليها من الجالية الاسلامية بكندا.

وكانت صحيفة «تورونتو صن» الكندية قد نشرت نهاية الشهر الماضي كاريكاتيرا لشيخ يحيي عدي وقصي نجلي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين على عملهما البطولي في قتالهما القوات الأميركية حتى الظفر بالشهادة على حد تصور الرسام ويهنئهما بأول دفعة من «الحور العين» اللاتي ظهرن عرايا من الثياب وترتدي احداهن نقابا على وجهها بينما تكشف عن كامل جسدها.

ويقول الشيخ موجهاً كلامه لعدي وقصي في الكاريكاتير الذي رسمه آندي «مرحبا بكما عدي وقصي في الجنة هنيئا لكما أولى زوجاتكما من الحور العين الكثيرات».

من جهته قال الاصولي المصري أبو حمزة مسؤول منظمة «أنصار الشريعة» بلندن لـ«الشرق الأوسط» ان «الحور العين» هن من خلق الجنة، ولن يكن عاريات كما تدعي الصحيفة، بل سيكن «قاصرات الطرف وابكارا» بمعنى ان كل واحدة من «الحور العين الـ72 ستغني لأزواجهن وكل واحدة منهن ايضا في الجنة لا تريد ان تحول نظرها عن وجه زوجها لجمال وجهه وحبها له». واعتبر الاصولي المصري ان الكاريكاتير يحمل اساءة واضحة لعقيدة المسلمين في اليوم الآخر بسبب تصويره للحور العين بهذا المنظر.

وقال موقع «اسلام اون لاين» ان ردود فعل الجالية الاسلامية بكندا الغاضبة تمثلت في قيام العديد من أئمة المساجد الكندية في خطبة الجمعة الاخيرة بالتنديد بهذا الكاريكاتير الذي اعتبروه انتهاكا للأديان بصفة عامة وجريمة في حق الاسلام بصفة خاصة.

كما اثار الكاريكاتير غضب العديد من أئمة المساجد الكندية، فقد ادان الشيخ شعبان محرم امام مسجد الرشيد اقدم المساجد الرسمية في أميركا الشمالية الصورة التي اعتبرها جريمة في حق الاسلام والمسلمين، وطالب بتصدي المسلمين لهذه الهجمة الشرسة على الاسلام عبر وسائل الاعلام المختلفة.

ودعا الشيخ محرم في خطبة الجمعة الاخيرة الجالية الاسلامية الى التصدي عبر وسائل الاعلام المختلفة لهذه الهجمة الشرسة على الاسلام التي تستهدف وجودهم وتعتزم طمس هويتهم.

واضاف الشيخ محرم على الجالية الاسلامية ان تتفاعل ايجابيا مع كل ما يكتب ويقال عن الاسلام والمسلمين، وان تدعم أعمال المركز الاسلامي وعلى قمته بناء المدرسة الاسلامية التي تحفظ للأجيال القادمة هويتها وتجعلها قادرة على نشر وحمل رسالة الاسلام».

واعلن رياض سلوجي المدير التنفيذي لفرع مجلس العلاقات الاسلامية الأميركية في كندا المتخصص في الحقوق المدنية وقضايا التمييز ضد المسلمين، عن تنديد منظمته الشديد بالكاريكاتير.

وقال: لا اذكر ان كاريكاتيرا نشر من قبل في هذه الصحيفة او غيرها كان بمثل هذا التهكم، لكنه لم يستبعد ان يكون هذا الرسام قد نشر في صحف اخرى غير «تورونتو صن» رسوم كاريكاتير مسيئة للاسلام ولم تعلم بها منظمة «كير».

وعن ردود الفعل في اوساط الجالية الاسلامية حول الكاريكاتير، قال رياض ان «كير» تلقت الكثير من الخطابات والرسائل الالكترونية التي تعبر عن مشاعر الغضب تجاه السخرية التي صورها الكاريكاتير، كما تلقت صحيفة «تورونتو صن» رسائل مماثلة.

واشار رياض الى ان مجلس «كير» وجد ان انسب الوسائل للرد على اساءات الصحيفة للاسلام هو مطالبة الصحيفة بنشر رسائل الجالية الاسلامية التي تلقتها «كير»، خاصة ان رسم الكاريكاتير يتمتع بحرية صحافية بالغة في التعبير والتصوير وهناك المئات من الثغرات التي يمكن للرسام او للصحيفة الخروج منها ودفع أي اتهام.

وفي هذا الصدد، قال: يجب على الصحيفة ان تنشر تعليقات القراء على الصورة او المقال، ومن الصعب ان يتجاهلوا مئات من الخطابات والرسائل. كما اوضح ان كير نصحت الجالية الاسلامية بتورونتو بأن يرتبوا لاجتماع عاجل مع مجلس ادارة صحيفة «تورونتو صن» لمناقشة أمر هذا الكاريكاتير.

من جهته شدد الشيخ تامر أبو السعود امام مسجد المدرسة الاسلامية بالمركز الاسلامي الكندي بمدينة ادمنتون على ان كاريكاتير الصحيفة الكندية يمثل انتهاكا واضحاً لحرية الاديان، ويدعو الى التفرقة بين اواصر المجتمع الكندي; حيث ان المسلمين جزء لا يتجزأ من المجتمع الكندي، واحترام عقيدتهم حق يكفله القانون.

كما اوضح الشيخ أبو السعود ان تعاليم الاسلام ترفض الاساءة الى أي ديانة، وانه لا يجوز للمسلم ان يتخذ من الديانات السماوية شماعة يعلق عليها اخطاء الآخرين.

وتساءل الشيخ أبو السعود مستنكراً لماذا لم يهزأ رسام الكاريكاتير دوناتو من أميركا حينما أتت بصدام حسين إلى الحكم؟ أين كانت اميركا حينما اضطهد الشعب العراقي لأكثر من سنة؟ لماذا لم يتهكم دوناتو من الهجوم الأميركي على العراق الذي أودى بحياة الآلاف من الابرياء تحت مزاعم الاطاحة بنظام صدام؟

وطالب في نهاية خطبته الصحيفة بأن تتقدم باعتذار رسمي يصحح هذا المفهوم الخاطئ عن تعاليم الاسلام.

وكانت آخر احصائيات سكانية قد كشفت عن ان الاسلام اسرع الاديان انتشارا في كندا; حيث ارتفع عدد المسلمين في البلاد خلال الـسنوات الـ10 الماضية ليصل الى 579 ألف نسمة في عام 2001 أي نحو 2 في المائة من اجمالي سكان كندا.