الفيلم المفضل للرؤساء الأميركيين: اقتل قبل أن تموت

ما يشاهده زعماء الولايات المتحدة من أفلام كان يعكس طبيعة سياستهم الخارجية

TT

كان الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، مدمنا على مشاهدة الافلام السينمائية من انتاج هوليوود، الى درجة ان شاهد أحد الأفلام 8 مرات. وكان مزعجا خلال مشاهدته لبعض الافلام في صالة خاصة للعرض السينمائي داخل البيت الأبيض، حتى انه علق وهو يشاهد فيلم «سوبر مان» في احدى المرات وقال: «ما دام هذا الرجل خارقا للعادة وفوق مستوى البشر، فلماذا يرتدي لباسا كحفاضات الأطفال الرضع»؟

هذا وغيره الكثير كشفه يوم أول من امس فيلم وثائقي اعتمد على اقوال مسؤول سابق من 1953 حتى 1986 عن دائرة الأفلام السينمائية داخل البيت الأبيض، وهو بول فيشر، فذكر في «كل أفلام الرئيس» الذي بدأت تعرضه صالات للسينما في معظم الولايات المتحدة، انه احصى وراجع جميع الافلام التي شاهدها 7 رؤساء أميركيين، اضافة الى ما ذكره له موظف منذ 1986 في الصالة السينمائية الخاصة داخل البيت الأبيض، واكتشف ان الفيلم المفضل للرؤساء الأميركيين على الاطلاق هو كاوبوي من انتاج 1952 في هوليوود، واسمه «اقتل قبل أن تموت» او «في عز الظهيرة» من بطولة الممثلين الأميركيين الراحلين، غاري كوبر وغريس كيلي.

وفي الفيلم الوثائقي، الذي انتجه الأميركي بيرت كيمس، ان الرئيس الاسبق جورج بوش، وكذلك الرئيس السابق بيل كلينتون، ومعهما الحالي جورج بوش الابن «هم كسواهم من الرؤساء السابقين: يشاهدون افلاما تعكس ميولهم وما يرغبون ويفكرون، بل تعكس سياستهم الخارجية تماما» فقد شاهد الرئيس الحالي فيلم «اقتل قبل أن تموت» خلال 3 سنوات 8 مرات حتى الآن. اما الرئيس السابق بيل كلينتون فشاهده 20 مرة، فيما شاهده الرئيس الراحل دوايت آيزنهاور 3 مرات.

ويروي الفيلم قصة شربف أميركي (غاري كوبر) في بلدة زمن رعاة البقر في الغرب الأميركي قبل قرنين، حيث اراد الشريف فيها تنظيم قوة من أهالي البلدة لتقف في وجه عصابة من اللصوص كانت تهاجمها في الليل من بلدة مجاورة. وواجه الشريف صعوبات في اقناع الخائفين من أهالي البلدة بالانضمام الى القوة المسلحة، ولما فقد الامل قام بمفرده يطارد أفراد العصابة ويقتلهم بالرصاص واحدا واحدا، الا انه عندما عاد الى البلدة وجد سكانها بانتظاره فرحين ورآهم يهرعون لتهنئته، فيستغرب وينظر اليهم بازدراء، ثم يلقي شارة الشريف من صدره امامهم على الأرض ويمتطي صهوة جواده ويمضي الى المجهول «وهو ما يعكس ما يفضله الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش الذي يدافع عن السياسة العسكرية الخارجية للولايات المتحدة، من دون الاعتماد حتى على اصدقائها في الأمم المتحدة او دول حلف شمال الأطلسي». مع ذلك فان «اقتل قبل أن تموت» ليس المفضل عند جورج بوش، وفقا لما يقوله الفيلم الوثائقي «لأنه يفضل المسلسل الفكاهي «أوستن باورز» او فيلم «انقاذ الجندي رايان» وآخر من نوع الميلودراما عنوانه «حقل الأحلام» عن لعبة البيسبول وهي رياضته المفضلة.

صالة السينما في البيت الأبيض تكشف ايضا ان فيلم «كازابلانكا» او «جسر نهر كواي» وكذلك معظم افلام رعاة البقر الأميركيين «هي المفضلة لزعماء البيت الأبيض في الخمسين سنة الماضية على الأقل» وذلك بعد مراجعة اكثر من 5 افلام سينمائية شاهدها 10 رؤساء أميركيين، وعلى رأسهم المدمن الاكبر، وهو الرئيس السابق جيمي كارتر، او الرجل الذي شاهد 580 فيلما في 4 سنوات. أما الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون فشاهد فيلم «باتون » عن الجنرال الأميركي بهذا الاسم مرتين «قبل ان يأمر بقصف كمبوديا في سنوات السبعينات» وفق ما ورد عنه في مقدمة الفيلم الوثائقي، الذي يؤكد معدوه ان الرئيس السابق، بيل كلينتون «كان يهوى مشاهدة فيلم «تعال وارقص معي» بشكل جنوني، الى درجة انه شاهده 8 مرات في شهر واحد» وكان ذلك خلال الوقت الذي تعرف فيه الى مونيكا لوينسكي.

=