ضابطة تقود وحدة أميركية في منطقة تكريت ترجح أن يكون اعتقال صدام على يد جنودها

TT

تستقل الليفتنانت شيرون ايدين مع بعض أفراد وحدتها العسكرية قاربا على نهر دجلة ضمن عمليات البحث عن الاسلحة المهربة في المياه التي تحيط بالقصر السابق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. ولكن يصعب عدم التفكير في إلقاء القبض على صدام نفسه عند المرور بسلسلة المنازل الفاخرة المشيدة من الحجر الرملي التي بناها في هذه المنطقة. وتدرك شيرون ايدين انه اذا كانت هناك وحدة عسكرية اميركية ستلقي القبض على الرئيس العراقي الهارب، فانها ستكون الوحدة العسكرية التي تقودها بنفسها التابعة لفرقة المشاة الرابعة الاميركية التي ينتشر أفرادها (16000 جندي وضابط) في منطقة واسعة شمال العاصمة بغداد تضم مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع حيث يعتقد مسؤولو استخبارات اميركيون ان موالين له يساعدونه على تجنب الاعتقال. وتقول ايدين، 29 سنة، التي تقود بعض الدوريات النهرية اليومية في دجلة، وهي اول درويات اميركية من هذا النوع منذ حرب فيتنام، انه من المهم التركيز على المهمة الاساسية وهي إلقاء القبض على صدام حسين. وعلى الرغم من انها تدرك انه ليس واردا ان تعثر على صدام حسين مختبئا في منطقة القصب والحشائش الطويلة، فانها تعتقد تماما ان الوحدة العسكرية التي تقودها تساعد بصورة فاعلة على تضييق الخناق على الرئيس العراقي المخلوع الذي شوهد آخر مرة في ابريل (نيسان) الماضي. ويعتقد مسؤولون اميركيون ان إلقاء القبض على صدام أو قتله سيساعد على تقليل الهجمات التي تتعرض لها القوات الاميركية والعاملين معها في العراق. فقد تواصلت هذه الهجمات مما اسفر عن مقتل مدني اميركي يعمل في شركة «كيلوغ براون آند روت» عندما مرت السيارة التي كان يستقلها فوق لغم ارضي الى الشمال من تكريت بعد ظهر اول من امس. وطبقا لبيان صدر عن الشركة التي يعمل بها، فان الضحية كان يقود شاحنة ضمن قافلة كانت في رحلة روتينية لنقل البريد من وسط العراق الى الشمال عندما مرت الشاحنة فوق لغم ارضي مضاد للدبابات. الا ان اسمه لم يعلن بعد في انتظار اخطار اسرته بصورة رسمية. وبعد وقت قصير تعرضت قاعدة تابعة للواء المشاة الرابع الاميركي في تكريت الى هجوم بقذائف الهاون، كما اصيب جندي اميركي تابع لكتيبة المشاة المدرعة الثالثة من جراء هجوم بقذائف «آر. بي. جي». وتدرك ايدين، التي تقود وحدة المهندسين 502، ان الهجمات على القوات الاميركية ازدادت بصورة ملحوظة. فقد ازدادت عمليات اطلاق النار على مواقع القوات الاميركية من سيارات مسرعة رغم ان هذه الهجمات فشلت في اصابة اهدافها في الغالب، كما انتقل الجنود الاميركيون من قصر على نهر دجلة اثر شن هجوم عليه بعبوة ناسفة محلية الصنع القيت من جسر مجاور. وفيما كانت ايدين تقود دوريتها مرورا بالعديد من مقار الرئيس العراقي المخلوع السابقة القريبة من النهر، كان عشرات السكان يتجولون بالقرب من ضفتي النهر هربا من حرارة الشمس. ومن وقت لآخر تلوح ايدين بيدها للتحية، الا ان الرد يأتي احيانا من طفل فيما تحملق الغالبية، وفي احد المرات رد عليها صبي برشق الدورية بحجر. وتقول ايدين ان رد التحية من جانب العراقيين تراجع كثيرا، لكنها تقول انها تتفهم الاسباب. جدير بالذكر ان الفرقة العسكرية التي تعمل بها الملازم شيرون ايدين وصلت الى العراق في ابريل الماضي ويأمل الجنود في العودة الى لدهم، فيما يأمل البعض في ان يؤدي إلقاء القبض على صدام حسين الى خفض الوجود الاميركي في العراق. ويشعر آخرون بالاحباط من جراء التركيز على البحث عن صدام. ويعتقد هؤلاء انه حتى اذا القي القبض على صدام حسين او قتل فانه سيكون مطلوبا من الجنود الاميركيين البقاء في العراق للمشاركة في الكثير من مشاريع اعادة البناء. فقد قال جندي طلب عدم ذكر اسمه «حتى اذا القي القبض على صدام حسين في عملية مداهمة، فان صراخ الرئيس (جورج) بوش المتكرر حول مشاريع اعادة البناء يعني بقاء القوات الاميركية في العراق لبعض الوقت». من جانبها، قالت الميجور جوسلين آبيرل، المتحدثة باسم اللواء الرابع للمشاة الاميركي، اول من امس ان تقارير استخباراتية تشير الى ان القوات الاميركية اوشكت على إلقاء القبض على الرئيس العراقي المخلوع، كما اوضحت ان التقارير التي تحدثت الاسبوع الماضي عن افلات احد المطلوبين من الاعتقال بأعجوبة كانت تتعلق بالمستشار الامني الجديد لصدام حسين وليس صدام نفسه. تجدر الاشارة الى ان هذه الوحدة تنشر عددا يتراوح بين 3000 و4000 جندي وضابط كل 24 ساعة في حوالي 300 دورية وعمليات تفتيش ومداهمة لا تقل في المتوسط عن 10 يوميا بهدف إلقاء القبض على صدام او مساعديه اعتمادا على معلومات من عراقيين يسكنون المنطقة. وقالت الميجور جوسلين ان القوات الاميركية اعتقلت ليل الاثنين الماضي تسعة من المشتبه فيهم وهم مسؤولون من الرتب الوسطى في النظام السابق بمن فيهم اربعة لهم صلة بقوات «فدائيي صدام». وأضافت ان القوات الاميركية كلما ألقت القبض على مثل هذه العناصر فانها تهاجم بقايا نظام صدام وتحرمه من مكان للاختباء. وقال مسؤولون في قوات التحالف انه بناء على معلومات أدلى بها مواطن عراقي في بعقوبة تمكنت القوات الاميركية من العثور على قذائف هاون وثلاثة بنادق «أي. كي ـ 47» وكمية من الذخيرة.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»