مبادرة لبناء الهيكل المزعوم في أريحا

وزير الأمن الداخلي يقرر زيارة باحة الحرم القدسي الشريف

TT

في الوقت الذي تحاول فيه مجموعة من اليهود المتطرفين فرض زيارة الحرم القدسي الشريف بالقوة، اليوم حيث يصادف ذكرى خراب الهيكل اليهودي المزعوم، نشرت مجموعة اخرى منهم مبادرة لاعادة بناء الهيكل على جبل يطل على غور الاردن ويشرف على مدينة اريحا.

واكدت هذه المجموعة الاستيطانية ان مشروعها لا يمس بقدسية الحرم القدسي بالنسبة لها. فهي تعتبر ان هيكل سليمان كان يقوم في نفس منطقة المسجد الاقصى في القدس. ولن يكون هناك هيكل مقدس الا في هذه المنطقة. ولكنها تريد ان ينشأ جيل جديد من المتدينين اليهود الاكثر نشاطا ومثابرة واصراراً على فهم قدسية الهيكل. لذلك قررت ان تبني نموذجا طبيعيا للهيكل، بنفس المقاييس والمواصفات القديمة.

واختارت الجبل المطل على اريحا، لانه اكثر مكان مناسب قريب من القدس.

وقالت انها ستجعل الهيكل مكان صلاة وتعليم وكذلك محجا للسياح. وقد تقدمت بطلب استصدار ترخيص رسمي لاقامة البناء فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة في المنطقة.

يذكر ان هيكل سليمان كان قد بني وهدم مرتين في التاريخ. وفي التاسع من اغسطس (آب) (الذي يصادف اليوم، حسب التقويم العبري) يحيي اليهود ذكراه بالصلوات. واعتادوا على الصلاة بهذه المناسبة امام حائط المبكى (البراق). وحاول قسم منهم دائما اداء الصلاة في زاوية من باحة الاقصى، بالاتفاق مع دائرة الاوقاف الاسلامية التي تديره. لكن هذه العادة توقفت، بعد ان ادت زيارة ارييل شارون الاستفزازية للحرم وبعد ان انفجرت الانتفاضة.

وقبل شهرين حاولت الشرطة الاسرائيلية السماح مجددا بهذه الزيارات. فاثار ذلك غضب الفلسطينيين. وتدخلت الادارة الاميركية ودول اوروبا لدى شارون كي يتراجع عن القرار.

وبالفعل اعلنت الشرطة الاسرائيلية قبل اسبوعين عن وقف الدخول الى الاقصى لغير المسلمين. فثارت ثائرة اليمين الاسرائيلي. وقررت مجموعة من النواب من اعضاء الليكود وغيره من احزاب الحكومة، القيام بالزيارة اليوم. وتدخل شارون ليمنع ذلك، فارسل وزير الامن الداخلي، تساحي هنغبي، اليهم طالبا تأجيل الزيارة الى الاسبوع المقبل. ووعد هنغبي النواب بان يذهب معهم الى الحرم اذا وافقوا على تأجيل الزيارة. فوافقوا باستثناء ثلاثة، يصرون على تنفيذ الزيارة اليوم.

ويرى المراقبون ان شارون يريد ان تظل وسائل الاعلام مشغولة باطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين حاليا، حتى يظهر مؤيدا لمسيرة السلام وليس بالزيارات الاستفزازية للاقصى.