سعود الفيصل: ندعم استقرار العراق وفق ما يرتضيه العراقيون

جولة عربية للأمير عبد الله تشمل سورية ومصر والمغرب قبل زيارته روسيا * الرياض ترفض مزاعم عن تمويلها «حماس» وتبدي قلقها من المماطلة الإسرائيلية

TT

رفضت السعودية، امس، ما تردد عن اتهامها بتمويل حركة «حماس» الفلسطينية، واكدت على التزامها التعامل مع القضية الفلسطينية من خلال منظمة التحرير منذ اعتمادها ممثلا للشعب الفلسطيني في مؤتمر قمة الرباط. كما عبرت عن قلقها الشديد من مماطلات الحكومة الاسرائيلية للايفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام. وشدد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي على دعم بلاده للاستقرار في العراق «وفق ما يرتضيه الشعب العراقي». ولمح الى ان توصيات ساهمت في صياغتها السعودية من خلال لجنة المتابعة في الجامعة العربية «سترفع الى القمة العربية لقبولها او تعديلها»، ومن ثم العمل بها كمشروع عربي متفق عليه للتعامل مع الحالة العراقية.

وكشف الأمير سعود الفيصل في مؤتمره الصحافي الدوري الذي عقد امس في جدة عن جولة مباحثات سيعقدها الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي مع قادة مصر وسورية والمغرب، في زيارة رسمية للدول العربية الثلاث من المقرر ان يبدأها في وقت لاحق من الشهر الجاري. واضاف الأمير سعود الفيصل ان الجولة العربية العربية ستتلوها زيارة ولي العهد السعودي للاتحاد الروسي، وهي التي سبق ان اعلنت موسكو موعدها في مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، وتعد زيارة الأمير عبد الله لموسكو هي الارفع مستوى لمسؤول سعودي. وفي رده على سؤال حول ما اذا كان الأمير عبد الله يحمل معه في زيارته مشروعا او مبادرة جديدة لمعالجة القضايا العربية، اعتبر الأمير سعود الفيصل ان الأمير عبد الله سيبحث كل ما فيه فائدة الأمة العربية والاسلامية.

وكرر الأمير سعود الفيصل انتقاد بلاده اللاذع لمزاعم تقرير لجنة الكونغرس بشأن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) وما تردد عن «دور» سعودي فيها، واصفا اياها بـ«اتهامات خطيرة بل خطيرة جدا ولا يمكن القبول بها او السكوت عنها»، واشار بالقول الى ان بلاده ارادت اثارة نقطة رئيسية في هذا الموضوع وهي «انه ليس لدينا شيء مكتوب.. بمعنى اذا كان هناك اتهامات لماذا تحجب، خاصة ان حجبها لن يمنع اتهام المملكة بدون معرفة ما هو مضمونها فعدد من الاوراق محجوبة فكيف يمكن الاجابة عليها». واضاف «لكن من باب المسؤولية.. لا بد من كشف الحقائق ولا بد من إتاحة الفرصة للرد عليها ان كانوا يبحثون عن الحقيقة.. اما اذا كانت هناك اهداف اخرى او اغراض اخرى فان المملكة لن تكون ضحية لاتهامات غير مثبوته او لأغراض مشبوهة في التعاطي مع مهمة كبيرة مثل مهمة مكافحة الارهاب». واعتبر الأمير سعود الفيصل ان العلاقات الثنائية بين السعودية وأميركا لا يمكنها الاستمرار «الا باجتهاد البلدين» معبرا عن حق أميركا في اتخاذ ما تحتاجه للحفاظ على أمنها. واشار الى ان مواطني بلاده لديهم خيارات اخرى اذا ما شعروا بوطأة الاحتياطات الأمنية في الولايات المتحدة الأميركية.

من ناحية ثانية ، عبر وزير الخارجية السعودي عن قلق بلاده من المماطلة والمناورة الاسرائيلية تجاه تنفيذ ما تعهدت به للوصول لحالة السلام مع الفلسطينيين. وقال ان «اللجنة الدولية الرباعية وفي مقدمتها حكومة الولايات المتحدة مطالبة بحث اسرائيل على الايفاء بالتزاماتها في «خريطة الطريق». وشدد على ان استمرار اسرائيل في مناوراتها وتنصلاتها تجاه تطبيق «خريطة الطريق» أمر يدعو الى القلق وان المجتمع الدولي ممثلا في اللجنة الرباعية وعلى الاخص الولايات المتحدة الأميركية مطالبة بحث اسرائيل على الوفاء بالتزاماتها انطلاقا من مسؤولياتها نحو وضع «خريطة الطريق» في موضع التنفيذ للوصول الى السلام العادل والشامل في المنطقة.

وكان الأمير سعود الفيصل قد استهل مؤتمره الصحافي الدوري بتلاوة بيان رسمي عبر فيه عن حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود على ايجاد موقف عربي موحد للاجابة عن التساؤلات الكبيرة والعديدة حول ما يحتاجه العراق أولا وما تحتاجه الامة العربية من سياسات تجاه الوضع العراقي. وقال في البيان «ان الحالة في العراق لا تتوقف فقط على الجهد العربي وحده تجاه هذا الوطن العربي الشقيق وانما يتطلب ايضا جهدا مقابل للتعرف على الموقف العراقي تجاه أمته العربية ايضا». واضاف «ان الاجتهاد الفردي من نظرنا للتعاطي مع هذا الموضوع لن يكون في مصلحة العراق ولا في مصلحة الدول العربية ومن هذا المنطلق جاء ترحيبنا بالخطوة المباركة التي دعت اليها رئاسة القمة العربية من جلالة ملك البحرين للدعوة الى عقد لجنة المتابعة العربية لبحث الشأن العراقي». واشار الأمير سعود الفيصل «في هذا المضمار.. نحن نرحب بالنقاط التي توصلت اليها اللجنة وسترفع هذه النقاط الى قيادة القمة والتي ستتشاور بدورها مع قادة الدول العربية لقبولها او تعديلها ولكن السير وفق منظور موحد عربي تجاهها».