الشرطة الإندونيسية: سيارة «تويوتا» استخدمت في اعتداء جاكرتا وأسلوب التفجير مماثل لهجوم بالي

«الجماعة الإسلامية» تتبنى العملية (الرسالة) وتؤكد استمرار حملتها في حال صدور أحكام إعدام بحق متهمي بالي

TT

اعلنت الشرطة الاندونيسية امس ان مكونات القنبلة التي استخدمت في الاعتداء الذي استهدف فندق «ماريوت» الاميركي بجاكرتا اول من امس وخلف 14 قتيلاً واكثر من 150 جريحاً، مماثلة لتلك التي استخدمت في اعتداء بالي العام الماضي. كما اشارت الى ان الاسلوب المستخدم في الاعتداءين متشابه الى حد كبير.

وقال قائد مفتشي الشرطة اروين ماباسينغ، في رده على سؤال حول وجود صلة محتملة بين تفجير جاكرتا وتفجير بالي: «الاسلوب والمواد المستخدمة متشابهة. متفجرات ضعيفة تتمثل في البارود الاسود واخرى شديدة الانفجار هي تي. ان. تي».

من جهة اخرى، قالت الشرطة ان رجلا قتل في الشاحنة الصغيرة المفخخة لكنها رفضت التأكيد ما اذا كان الاعتداء عملية انتحارية، الا انها اوضحت انها تملك صورة اعدت استنادا الى شاهد لمالك السيارة. وقال ماباسينغ ان المالك الاول للسيارة اكد انه باعها لشخص لم تكشف هويته بعد. واضاف ان «الشرطة تعرف صاحب السيارة ويدعى سوني. لكنه قال انه باعها لشخص ما»، موضحا ان الشرطة «اعدت رسماً لهذا الرجل استنادا الى شهادة سوني»، وستنشر هذا الرسم في وقت لاحق.

وقالت الشرطة الاندونيسية ان السيارة وهي من طراز «تويوتا كيجانغ» وصلت الى الجسر المؤدي الى مدخل الفندق ساعة الغداء حيث انفجرت. وقال مسؤول آخر من الشرطة ان فندق «ماريوت» يقع في منطقة ورد اسمها كهدف محتمل في مذكرات ضبطت مع اعضاء يشتبه في انهم من «الجماعة الاسلامية» الى جانب متفجرات واسلحة في حملة جرت في جاوة (وسط) الشهر الماضي. من جانبها، افادت صحيفة «ستريتس تايمز» السنغافورية، امس، ان «الجماعة الاسلامية» ادعت مسؤوليتها عن تفجير فندق «ماريوت». ونقلت الصحيفة عن عنصر في «الجماعة الاسلامية» قوله ان التفجير «رسالة» الى الرئيسة الفلبينية ميغاواتي سوكارنو «والى كل اعدائنا مفادها انهم اذا اعدموا احدا من اشقائنا المسلمين فاننا سوف نستمر في هذه الحملة في اندونيسيا والمنطقة».

ويبدو ان هذا الناشط كان يشير الى صدور الحكم المتوقع اليوم بحق عناصر «الجماعة الاسلامية» المتهمين بالتورط في هجوم بالي. ويتوقع ان تصدر محكمة في جزيرة بالي الاندونيسية اليوم حكمها على المتهمين، وبينهم زعيم الجماعة ابو بكر بشير، في الهجوم الذي اسفر عن سقوط نحو 200 قتيل غالبيتهم سياح اجانب في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

ومباشرة بعد وقوع اعتداء اول من امس، اعلنت الحكومة الاندونيسية انها ستتخذ اجراءات امنية جديدة اكثر صرامة وستعمل على ملاحقة مرتكبي التفجير. ونقلت وكالة الانباء الاندونيسية الرسمية عن وزير الامن سوسيلو بامبانغ يودهويونو قوله ان هناك حاجة لاسلوب امني جديد لمنع وقوع هجمات ارهابية في الاماكن العامة.

وقد توالت الادانات الدولية على تفجير اول من امس الذي قتل فيه هولندي و13 اندونيسياً وجرح فيه رعايا من الولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلاندا وسنغافورة ولبنان. وعرضت الولايات المتحدة على الحكومة الاندونيسية المساعدة في القاء القبض على مرتكبي الاعتداء. ومن جانبه، اشار وزير الخارجية النيوزيلاندي فيل جوف الى احتمال وقوف «الجماعة الاسلامية» وراء الاعتداء.

ومن ناحية اخرى، دعا احد رجال الدين الاكثر نفوذا في اندونيسيا الى اتخاذ اجراء شديد ضد مرتكبي اعتداء اول من امس، لكنه قال انه يتعين التوصل الى ادلة ملموسة قبل توجيه اللوم الى «الجماعة الاسلامية». وقال احمد سياف المعارف، رئيس الطائفة المحمدية التي تضم في عضويتها 30 مليون مسلم: «يجب ان تكون لدينا ادلة قوية وملموسة، قبل توجيه الاتهام الى اي جهة، واذا كانت الجماعة الاسلامية وراء هذه المأساة فانه يتعين على الحكومة ان تتخذ اجراء قويا ضدهم وليس هناك خيار آخر».

وربط مراقبون بين تفجير فندق «ماريوت» الاميركي في جاكارتا والتحذير الامني الذي وجهه وزير الامن الداخلي الاميركي توم ريدج اول من امس الى وكالات تطبيق القانون واشار فيه الى «معلومات حديثة» تفيد بأن تنظيم «القاعدة» قد يستخدم معدات الكترونية محمولة في شن هجمات ضد طائرات او مبان حكومية او مناطق محروسة. وقال مسؤولون في الادارة الاميركية ان صدور هذا التحذير جاء نتيجة عملية مداهمة نفذت اخيراً على هدف من «القاعدة» في الخارج وكشفت ان الشبكة جربت اخفاء متفجرات في كاميرات او اجهزة الكترونية محمولة.