الشرطة العراقية تسترد السلطة على شوارع بغداد من القتلة واللصوص

12 ألف شرطي يجوبون شوارع العاصمة في أول دفعة من إجمالي يصل إلى 75 ألف

TT

بغداد ـ اب: في واحد من اكثر اسواق الخضر والفاكهة في بغداد ازدحاما يواجه الناس اسراب الذباب التي يجذبها البطيخ والطماطم وغيرها من الفواكه والخضر، الا ان اعداد المتسوقين اقل من مستوياتها قبل الحرب، اذ ما يزال الكثير من الناس يخشون انعدام القانون واعمال النشالين داخل السوق ولصوص السيارات خارجه، الا ان هذه المخاوف تميل الى التراجع الان. فالشرطة العراقية، الواضحة بزيها الجديد الازرق بدأت في تسيير دوريات حول السوق. بينما يتجول رجال الشرطة الذين يرتدون الملابس المدنية داخل السوق ويندمجون مع المشترين الى ان يصيح شخص «علي بابا... على بابا» وهو تعبير عامي عراقي في اشارة الى وجود لص.

وفجأة يقفز رجل يقف من وراء طاولة لبيع الفاكهة ورجل اخر كان يكنس الشارع. ويتجمع الناس للامساك باللص. ويتقدم رجال الشرطة الذين يرتدون الزي الرسمي ويلقون القبض عليه ويأخذونه بعيدا.

الشرطة العراقية بدأت في استعادة الشوارع من اللصوص والقتلة الذين ينشرون الخوف بين الناس العاديين ويخربون الجهود العراقية وجهود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لاعادة بناء البلاد. وكان العراقيون قد اشاروا الى الموقف الامني والاحساس العام بفقدان الامان في الشوارع بإعتباره واحدا من اكبر العقبات على الطريق نحو بناء عراق حر وديموقراطي يوما ما.

وتم تجنيد الاف من الرجال العراقيين كما تم تدريبهم لحراسة المنشآت العامة. وعاد الاف من الذين كانوا يعملون مع صدام حسين وطرودوا من وظائفهم الى العمل مرة اخرى. وهم يقومون بتسيير دوريات وحدهم او مع قوات التحالف عبر العاصمة، بحثا عن لصوص السيارات والمهربين.

كما سجل الالاف انفسهم ليتدربوا على العمل في الجمارك وشؤون الهجرة. ويوجد اكثر من الف رجل مرور في الشوارع، يحاولون اقناع العراقيين غير الصبورين بإتباع قواعد المرور. كما يعمل الالاف سرا ضد عصابات الجريمة المنظمة وعصابات الخطف.

ومن المتوقع الانتهاء من تدريب ما بين 30 الف الى 35 الف من رجال الشرطة خلال العامين القادمين، طبقا لما ذكره برنارد كريك مفوض الشرطة السابق في مدينة نيويورك الذي استدعته الادارة المدنية الاميركية للعراق لتأسيس وزارة داخلية مؤقتة. واوضح في مقابلة صحافية ان العدد الاجمالي سيتراوح ما بين 65 الى 75 الف، وقال ان عدد المكلفين بحماية المنشأت العامة سيصل الى 8 الاف.

ويوجد الان في بغداد 1850 من رجال المرور، و12 الف من رجال الشرطة في شوارع العاصمة و5200 في باقي انحاء البلاد. بينما يصل عدد رجال الجمارك والشرطة في المطارات المختلفة الى 5 الاف، كما يرغب كيرك في استخدام 5 الاف من رجال الاطفاء.

ويرتدي رجال الشرطة زيا جديدا من صناعة محلية يبلغ ثمن القميص 6 دولارات والبنطلون 9 دولارات، وستبدأ اكاديميات الشرطة في قبول مجموعات جديدة من الطلاب في 15 اغسطس الحالي.

واوضح كيرك «سيتم تدريب الف رجل شرطة كل 8 اسابيع» وقد دعت الوزارة رجال الشرطة السابقين الذين طردوا من وظائفهم في عهد صدام في العشر سنوات السابقة لاسباب سياسية، ولا يزيد عمرهم عن 45 سنة بالتقدم للعمل مرة اخرى.

ومن المتوقع ايضا وصول المزيد من ضباط الشرطة الدوليين العراق لمساعدة كبير مفتشي الشرطة البريطاني دو برنارد وهو من مدينة شيفلد في انجلترا لمساعدة حسين العبيدي القائم بإعمال رئيس شرطة بغداد.

والجدير بالذكر انه اطلقت النيران على ساق العبيدي في الاسبوع الماضي وهو يغادر مع عدد من رجاله غارة على مخزن من الاسلحة في وسط بغداد.

ويتركز معظم عمل الشرطة العراقية على اكتشاف عصابات الاختطاف. وكان العبيدي حاضرا في لقاء لتسليم الفدية، وراقب ابا وهو يسلم كميات من النقد الى الخاطف قبل ان تقبض عليه الشرطة وتحرر الطفل. كما قبضت الشرطة على رجل كان يحتجز 4 بنات في منزله.