رجاء الخزاعي.. طبيبة نسائية تكافح بإصرار لتأكيد عضويتها الكاملة في مجلس الحكم الانتقالي في العراق

TT

لندن والعضو في مجلس الحكم الانتقالي في العراق معركة قاسية من اجل التوصل الى ان تكون عضوا بكل معنى الكلمة في المجلس على غرار سيدتين اخريين تشاركان في المجلس الذي يتألف بغالبيته من الذكور.

وتقول رجاء الخزاعي «ان المهمة لم تكن سهلة، الا ان تصميمنا لن يتزعزع. لقد اصررنا على الحصول على وقت للكلام وخصوصا على ان يتم الاستماع الينا».

وتضيف رجاء الخزاعي التي ترتدي الحجاب منذ ادائها فريضة الحج الى مكة المكرمة العام الماضي ان «بعض الاعضاء في البداية لم يكونوا ينظرون الي مباشرة عندما اتكلم او كانوا يحاولون تجاهل وجودي».

وتتابع «الا ان الوضع تحسن مع الايام، واعتقد ان هناك اليوم قبولا جيدا لنا».

وتقول بلهجة من الرضا ان غالبية اعضاء مجلس الحكم هم من المعتدلين. الا ان التقاليد تفرض على ان الرجال لا يسلمون باليد على النساء بل يكتفون بايماءة من الرأس معمول بها داخل المجلس.

ويقر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الممثل في مجلس الحكم بنائب رئيسه عبد العزيز الحكيم، بأن للنساء دورا مهما في السلطة التنفيذية.

ويقول مسؤول كبير في المجلس ان «هناك قبولا بالنساء اللواتي يشاركن في اعمال المجلس بشكل كامل».

ويضيف «كانت هناك امرأة بين اعضاء وفد مجلس الحكم الاول الى الامم المتحدة» في اشارة الى عقيلة الهاشم التي رافقت عدنان الباجه جي واحمد الجلبي الى نيويورك في الشهر الماضي.

وكانت عقيلة الهاشمي موظفة كبيرة في وزارة الخارجية العراقية خلال عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، وقد رافقت نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز مرارا خلال رحلاته الى الخارج. وهي تتكلم لغات عدة بينها الفرنسية والانكليزية.

ولا ترتدي عقيلة الهاشمي، وهي عضو سابق في حزب البعث، الحجاب رغم انها شيعية. الا ان رجاء الخزاعي ترى ان «الامر لا يطرح اي مشكلة».

ويقول المسؤول في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق من جهته «لدينا نساء كثيرات عراقيات مؤهلات جدا كانت لهن مراكز مهمة في وزارات مختلفة»، مشيرا الى ان بعض الحقائب الوزارية يجب ان تكون من نصيب النساء.

اما المرأة الثالثة في مجلس الحكم الانتقالي، فهي شنكول شابوك، وهي مهندسة وتمثل الجبهة التركمانية العراقية وترتدي الحجاب.

وتقول رجاء الخزاعي، وهي ام لسبعة اطفال اصغرهم في الخامسة عشرة، ان زوجها، وهو جراح في الديوانية، هو الذي شجعها على الانخراط في المجال السياسي. وتروي «كنت مديرة قسم التوليد في مستشفى الديوانية منذ اكثر من عشرة اعوام. وبالتالي انا معتادة على المسؤوليات. وبناء على ذلك خضت المعركة».

ورجاء الخزاعي هي المرأة الاولى التي كانت تحمل شهادة في الطب في مستشفى الديوانية في عام 1968، بعدما امضت ست سنوات في لندن لانهاء تخصصها. وكانت في الوقت نفسه تعمل في مستشفيات بريطانية لتحصل تكاليف دراستها.

واشارت الى ان اثنتين من بناتها لديهما الجنسية البريطانية كونهما ولدتا في بريطانيا.

وتتلقى هذه المرأة ـ التي تنتمي الى عشيرة معروفة لعبت دورا في الثورة العراقية على البريطانيين في العشرينات ـ مراجعات عديدة خلال عطلة نهاية الاسبوع التي تمضيها في منطقتها.

وتقول «يوم الجمعة الماضي، جاء اساتذة جامعيون يشكون من انهم تعرضوا للطرد في اطار الحملة القائمة لتطهير المؤسسات من البعثيين. وشرحوا لي انهم انضموا الى حزب البعث بهدف الحصول على وظيفة وطالبوا بتحقيق ينصف الابرياء ويعاقب المذنبين».

وذكرت الخزاعي بارتياح ان مجلس الحكم وافق على اقتراحها المتعلق بانشاء لجان تحقيق اقليمية لحل هذه المشكلة.