بريطانيا تقدم مشروع قرار لرفع العقوبات عن ليبيا إلى مجلس الأمن الاثنين.. وواشنطن لن تعترض

طرابلس تتوقع علاقات متميزة مع أميركا والبيت الأبيض يؤكد استمرار تحفظاته

TT

اعترفت ليبيا رسميا بمسؤوليتها في حادثة لوكربي التي قتل فيها 270 شخصاً عام 1998، مما يفتح الطريق امام رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها بعد تسوية المشكلة التي تطرحها فرنسا. وقالت ليبيا في الرسالة التي وجهها ممثلها لدى مجلس الامن احمد عون اول من امس الى رئيس المجلس ان ليبيا «سهلت مثول المشتبه فيهما في تفجير طائرة «بان آم» امام العدالة وقد تحملت مسؤولية اعمال مسؤوليها»، في اشارة الى الليبي عبد الباسط المقرحي الذي ادين بتفجير الطائرة من قبل محكمة اسكوتلندية في هولندا ويقضي حالياً عقوبة سجن مؤبد باسكوتلندا. وتؤكد الرسالة ان ليبيا «وضعت ترتيبات لدفع تعويض ملائم» لاسر ضحايا الاعتداء، بدون ان تذكر رقما محددا.

من جانبه، اعلن السفير البريطاني في الامم المتحدة امير جونس ـ باري ان رسالة ليبيا «تؤكد بوضوح ان ليبيا نفذت الشروط المسبقة لرفع العقوبات التي فرضها مجلس الامن». وقال الدبلوماسي البريطاني انه سيقدم الى مجلس الامن الدولي الاثنين مشروع قرار ينص على رفع نهائي للعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على ليبيا بعد الاعتداء، معبرا عن امله في ان يجري التصويت عليه «في وقت قريب جدا».

وقد اعلن الوزير المنتدب في وزارة الخارجية البريطانية دنيس ماكشين امس ان لندن ستقدم «قريبا» مشروع قرار الى مجلس الامن يطلب رفع العقوبات عن ليبيا، وقال في بيان ان ليبيا «اقرت بالمسؤولية عن هذا العمل الفظيع ووافقت في الوقت نفسه على دفع مبلغ كبير الى اقارب الذين قتلوا». واضاف ان طرابلس «تخلت عن الارهاب ووافقت على التعاون في كافة التحقيقات المرتبطة بلوكربي».

وبدوره، اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة «لن تعترض على رفع العقوبات» بعد الاعتراف الليبي الرسمي، لكن الادارة الاميركية اكدت انها ما زالت لديها تحفظات على ادارة الزعيم الليبي معمر القذافي وخلاف ليبيا مع فرنسا. وقال البيت الابيض في بيانه: «اعترافا بهذه الخطوات وللسماح للاجراءات المتعلقة بدفع التعويضات لعائلات الضحايا بالمضي قدما، ابلغت الولايات المتحدة مجلس الامن الدولي انها لن تعارض رفع العقوبات ضد ليبيا التي علقت في 1999». لكن البيان اكد ان «سلوك النظام الليبي بما في ذلك ملفه في مجال حقوق الانسان وغياب المؤسسات الديمقراطية ودوره المدمر في النزاعات الاقليمية في افريقيا، ما زالت قضايا تثير قلقا حقيقيا». واوضح وزير الخارجية الاميركي كولن باول من جهته في بيان ان هذا التطور «لن يؤثر على العقوبات الثنائية» التي تفرضها الولايات المتحدة على ليبيا.

وقد اعرب نائب وزير الخارجية الليبي حسونة الشاوش امس عن تفاؤله بامكانية اقامة «علاقات متميزة» بين ليبيا والولايات المتحدة بعد اعتراف طرابلس بمسؤوليتها في حادثة لوكربي. وقال الشاوش لوكالة الصحافة الفرنسية ان «علاقة ليبيا واميركا انطلقت في افاق جديدة». وقلل الشاوش من تصريحات البيت الابيض الذي افادت بان العقوبات الاميركية لن ترفع عن ليبيا طالما بقي «سلوك النظام الليبي» مثيرا للقلق. وقال الشاوش ردا على سؤال: «لدينا جداول زمنية ولقاءات مع المسؤولين الاميركيين وسنعالج كل المسائل العالقة بالحوار والتفاهم، ولدينا القدرة المشتركة من الطرفين على تجاوز جميع العراقيل او الصعوبات»، و«سننجح في اقامة علاقات متميزة مع اميركا كما نجحنا مع بريطانيا».

وحول احتمال ظهور مشاكل يمكن ان تعرقل عملية التسوية هذه، قال وهبة ان الدول الاعضاء في المجلس «تجري مشاورات».

وتلوح فرنسا منذ ايام باستخدام حق النقض «الفيتو» الذي تتمتع به بصفتها دولة دائمة العضوية في المجلس ما لم تمنح طرابلس تعويضات مماثلة لاسر الضحايا الفرنسيين في تفجير طائرة «اوتا» الفرنسية فوق صحراء النيجر عام .1989 وكان 170 شخصا قد قتلوا في هذا الاعتداء.