وفاة دكتاتور أوغندا السابق عيدي أمين اللاجئ في السعودية ودفنه في جدة بعد جدل ساخن بين 28 من أبنائه

TT

توفي طبيا في جدة يوم امس عيدي امين دادا الرئيس المخلوع لاوغندا، والذي عاش لاجئا سياسيا في السعودية. وثار جدل لم ينته حتى اعداد هذا التقرير بين 28 ابنا لدكتاتور اوغندا السابق حول الخيارات المتاحة لدفنه ما بين ثلاثة مواقع هي مكة المكرمة وجدة، او مسقط رأسه في اوغندا.

وتسنى لـ«الشرق الأوسط» التجول في غرفة العناية المركزة في الطابق الثاني لمستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة، حيث شوهد جثمان عيدي امين دادا، 78 عاما، مسجى في داخلها بعد ان رفعت الحراسة المشددة التي فرضت الاسبوع الماضي عقب تلقي افراد عائلته المقيمين معه في المستشفى لتهديدات بقتل الرئيس السابق الذي سقط حكمه في العام 1979 عقب فترة 8 سنوات حكم فيها بلاده بالرعب.

وبدا جثمانه مصابا بانتفاخ واضح، وقالت مصادر من داخل المستشفى ان جسمه عانى من انهيار كامل في اداء وظائف الجسم «وتسربت كميات هائلة من السوائل من جسمه المنتفخ».

وبدورها، فرضت ادارة المستشفى طوقا من السرية على تفاصيل وفاته ما عدا تأكيد نبأ الوفاة في حدود الثامنة من صباح امس. وعلق مسؤولون في المستشفى لـ«الشرق الأوسط» بأن اسباب الكتمان الشديد «بطلب من اسرة (عيدي) امين نفسها». حسب تأكيد احدهم.

ووفق مشاهدات ميدانية فان قسم كبار الشخصيات في المستشفى يخلو تماما من أي حركة ما عدا عشرات الاتصالات الهاتفية التي تتعلق بترتيبات ما بعد الوفاة. ولأجل تحديد ذلك يجتمع اربعة من أبناء الرئيس السابق في احد الأجنحة للتباحث مع بقية أشقائهم هاتفيا حول ما اذا كان «موقع الدفن في مكة او أوغندا اذا استطاعوا، ويفكرون أيضا في دفنه في مقبرة بجدة». حسب ما نقل لـ«الشرق الأوسط» مصدر مقرب من اجواء المفاوضات العائلية.

ويتولى عيسى عيدي امين، 36 عاما تقريبا، وهو احد ابناء الرئيس السابق من احدى زوجاته الاربع، دور المنسق العام للعائلة مع السلطات السعودية حول ما ترغبه الاسرة في شأن والدهم، الذي حصل لأسباب إنسانية على لجوء سياسي في السعودية منذ سقوط حكومته اثر انقلاب لثوار اوغنديين بقيادة قوات تنزانية، البلد المجاور وذي المصالح والعلاقات العشائرية المتداخلة مع اوغندا. وتبعا لما نقله المصدر المقرب من عيسى امين وبقية افراد الاسرة فإنهم جميعا «يستحيل ان يتحدثوا لوسائل الاعلام».

وقال مسؤولون في قسم التشريفات (البروتوكول) انه ربما اصدر المستشفى بيانا يوضح فيه التفاصيل الطبية لوفاة عيدي امين، وهو الحدث الذي جلب لادارة المستشفى سيلا من الاتصالات الهاتفية من صحافيين من معظم عواصم العالم.