تباشير مرحلة تنسيق سوري ـ فلسطيني جديد بعد زيارة شعث ولقاءاته في دمشق

TT

أكد نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية فاروق الشرع أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية، بينما أعلن وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث من دمشق امس ، بدء عملية تنسيق سوري ـ فلسطيني جديد.

الناطق باسم الخارجية السورية قال امس إن الشرع وشعث تباحثا حول مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وسياسة المراوغة التي تنتهجها إسرائيل، وعدم جديتها بتحقيق السلام في المنطقة، واشار إلى أن الوزير الشرع أكد أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني بكافة فصائله وقواه على قاعدة الثوابت الوطنية المتمثلة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وعقب الاجتماع الذي استغرق نحو تسعين دقيقة قال شعث: «كانت المحادثات إيجابية وعميقة ودافئة نقلت في أثنائها تحيات أبو عمار وأبو مازن وكل قيادات الشعب الفلسطيني، ونحن نحس بأننا في مرحلة صعبة تحتاج إلى أعلى درجات التنسيق والتعاون، وقد نقلت للوزير الشرع كل المعلومات حول ما يحدث في فلسطين ومحاولات إسرائيل تهديم خارطة الطريق التي نأمل أن تؤدي إلى تحقيق انسحاب إسرائيلي كامل من أراضينا ، بهدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة التي تنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967».

وأضاف شعث «نحن متفقون تماماً على ضرورة تصعيد وتطوير العلاقة الأخوية السورية ـ الفلسطينية، وقد أعربت عن فرحتنا وشعورنا بالأمل ، للقاء الثلاثي السوري ـ السعودي ـ المصري الأخير، والذي يعيد إلى الأذهان صوراً ماضية لعب فيها هذا الثلاثي دوراً إيجابياً في دعم التضامن العربي. كما تحدثت خلال اللقاء، عن ثلاثي آخر مطلوب هو لقاء بين فلسطين وسورية ولبنان، أولئك الذين ما زالت أراضيهم محتلة والذين يجب أن يوثقوا علاقاتهم ويتعاونوا من أجل تحرير أراضيهم ، توجهاً نحو السلام العادل والدائم الذي نبتغيه».

وأشار الوزير شعث إلى أنه تحدث مع الوزير الشرع، عن زيارة مقبلة لرئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس «أبو مازن» إلى سورية وقال «لقد رحب الوزير الشرع بذلك وسنتفق على الموعد قريباً ، كما أبلغته عن وضع الأخ أبو عمار قائد الشعب الفلسطيني والرئيس المنتخب الذي مازال تحت الحصار، فيما حملني الوزير الشرع تحياته ومساندة سورية لأبو عمار، كما حملني تحياته لأبو عمار وأبومازن، وقد تحدثنا عن اتصال مستمر وسنقوم بهذا الاتصال ونفهم تماماً معنى المرحلة الدقيقة ومعنى العمل المشترك الذي يجب أن يكون».

وعما إذا كانت زيارة أبو مازن لدمشق ستشكل بداية تنسيق سوري فلسطيني قال شعث: «نبدأ التنسيق من اليوم، وستكون فعلاً مرحلة مهمة في تصعيد هذا التنسيق». ثم سألت «الشرق الأوسط» شعث عن موعد زيارة أبو مازن لدمشق فقال: «ستتم هذه الزيارة إن شاء الله خلال شهر سبتمبر (أيلول) القادم، لكننا ننتظر موعداً مناسباً لكي يستطيع أبو مازن أن يلتقي فخامة الرئيس بشار الأسد، وأن تكون هناك فرصة للقاءات أطول ولذلك فنحن ننتظر موعداً لذلك».

ورداً على سؤال يتصل بـ«خريطة الطريق» قال الوزيرالفلسطيني: «الهدف من خارطة الطريق هو هدف النضال الفلسطيني الباسل الذي دفع الشعب الفلسطيني (3000) شهيد من أجله، وهدف الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأراضي السورية واللبنانية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين».

وسألت الشرق الأوسط الوزير شعث عن واقع العلاقة الحالي بين السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية فأجاب: «لم تكن هذه العلاقة يوماً أفضل مما هي عليه الآن، وان الهدنة كانت دليلاً على التعاون بين الجانبين ، ونحن لن نقوم بشيء يؤدي إلى صراع فلسطيني ـ فلسطيني، ذلك أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي السياج لعملنا القادم إن شاء الله».

وعن الجدار الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية قال شعث: «ان هذا الجدار ليس أفضل مما وصفه الرئيس بوش كالثعبان يتلوى في بطن الضفة الغربية ليزيد محاولة ابتزاز وفُرقة الأرض الفلسطينية، وهو الحبل الذي يريدون أن يطوقوا به رقبتنا، ويمنعوا فيه استخلاصنا لأرضنا، لكن هناك تضامناً عالمياً مع الشعب الفلسطيني ضد هذا السور، حتى ان هناك موقفاً اميركيا ضد هذا السور الذي يجب ان نستخدم كل إمكانية لإنهائه باعتباره سور الفصل والعزل العنصري الإسرائيلي».

وتجدر الإشارة إلى انه باستثناء زيارات سبق أن قام بها الوزير شعث لدمشق ضمن وفود فلسطينية في أوقات سابقة، فقد كانت آخر زيارة قام بها شعث بشكل منفرد قد تمت في الخامس والعشرين من أغسطس (آب) 2001، وقام خلالها بإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين اتصلت حينها بترتيب لقاء قمة بين الرئيس بشار الأسد والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والذي لم يتم على الرغم من تحديد موعده آنذاك يومي 12 و13 سبتمبر من عام 2001 . من جهته كان محمود عباس «أبو مازن» الذي يزمع زيارة دمشق في وقت لاحق، قد سبق أن قام بآخر زيارة له لدمشق في الخامس من أغسطس2001 منذ مغادرته سورية عام 1983، وقد أجرى في تلك الزيارة مباحثات مع نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع، تناولت في حينها الصراع العربي ـ الإسرائيلي وسبل دعم الشعب الفلسطيني في التصدي للعدو الإسرائيلي.