سيول ـ رويترز: احتشد نحو 1500 كوري جنوبي قرب القاعدة العسكرية الاميركية الرئيسية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول أمس مطالبة بمنع الولايات المتحدة عن التدخل في شؤون شبه الجزيرة الكورية، وذلك قبل بدء المباحثات المقررة بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية. الا ان مظاهرة أخرى مؤيدة لواشنطن ضمت بضع مئات من قدامى المحاربين نظمت ايضاً قرب القاعدة للاعتراض على المظاهرة الاولى ورفع فيها المحاربون القدامى اعلاماً اميركية وكورية جنوبية ضخمة.
التجمهر المناوئ لواشنطن يعد الاحدث في سلسلة من المظاهرات التي نظمت على مدار العام المنصرم ضد الوجود العسكري الاميركي في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، والذي يتمثل بقوات يبلغ عديدها 37 الف عسكري، ويرجع الى حقبة الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 التي وقعت بعدها هدنة ما زالت سارية المفعول. ولقد هتف المتظاهرون الذين شكلوا حلقة بشرية عملاقة حول قاعدة يونغسان العسكرية بوسط سيول «نحن نعارض مناورات الحرب الاميركية في شبه الجزيرة الكورية» و«على الولايات المتحدة ان توقع معاهدة عدم اعتداء (مع كوريا الشمالية)». وقد طوقت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين ولم ترد تقارير عن وقوع اعمال عنف.
وحسب بعض المصادر انه برغم تأييد غالبية الكوريين الجنوبيين استمرار التحالف مع الولايات المتحدة، فإن مقتل طالبتين تحت عجلات عربة عسكرية اميركية في يونيو (حزيران) العام الماضي اشعل فتيل موجة من المظاهرات الاحتجاجية الضخمة المعادية لواشنطن والمطالبة بتغيير القوانين التي تنظم محاكمة العسكريين الاميركيين. وحالياً طالبت كوريا الشمالية واشنطن بتوقيع معاهدة عدم اعتداء كبادرة حسن نية نحوها قبل أي موافقة من جانبها على تفكيك برنامجها النووي الذي تزعم الولايات المتحدة انه انتج بالفعل قنبلة او قنبلتين ذريتين على الاقل. ومعلوم ان واشنطن ما زالت تضع كوريا الشمالية ضمن ما تسميه «محور الشر».