الجمعيات الحقوقية في إسرائيل قلقة من احتمال إطلاق سراح الإرهابيين اليهود بأحكام خفيفة

TT

تعرب الاوساط الديمقراطية والجمعيات الحقوقية في اسرائيل عن قلقها الشديد من احتمال خروج افراد عصابات الارهاب اليهودية من المعتقلات، مرة اخرى، بأحكام خفيفة بسبب العجز المشبوه الذي تبديه المخابرات في الكشف عن حقيقة نشاطاتهم الخطيرة في تنفيذ الاعتداءات الدموية ضد العرب.

ويحذر هؤلاء من ان يؤدي هذا العجز الى رفع قابلية هؤلاء الارهابيين لتنفيذ المزيد من العمليات وفتح شهيتهم على تنفيذ اعتداءات ارهابية داخل اسرائيل ايضا، ضد معارضيهم السياسيين من اليسار او حتى من اليمين المعتدل. ويخشون من ان يستغلوا هذا العجز لقتل رئيس الحكومة وغيره من الشخصيات السياسية، في حالة قيامهم بخطوات سياسية ايجابية مثل تغيير مسار الجدار الفاصل باتجاه الخط الاخضر او اخلاء مستوطنات.

ونشأت هذه المخاوف اثر اكتفاء النيابة الاسرائيلية بتوجيه تهمة «حيازة مواد تفجيرية» لاثنين من قادة عصابات الارهاب اليهودي، يسحاق باس ومتنياهو شابو، اللذين اعتقلا في يوليو (تموز) الماضي. وزعمت المخابرات انها لم تتمكن من اثبات اية تهمة اخرى لهم عن التنظيم الذي ينتمون اليه او العمليات التي خططوا لتنفيذها. وكانت المخابرات قد اعتقلتهما وهما يحملان ثماني عبوات ناسفة، جاهزة للتفجير. وخلال التحقيق معهما احتفظا بحقهما في الصمت خلال التحقيق. ولم يستطع المحققون سحب اية معلومات منهما او من غيرهما من المستوطنين المتطرفين المعروفين باعتداءاتهم الدامية ضد الفلسطينيين.

ورد مسؤول امني على هذا الاتهام بالقول ان هذه لائحة اتهام اولية. وان الشرطة تأمل في ان تحصل على معلومات اضافية من معتقلين آخرين تم اعتقالهم في الاسابيع الثلاثة الاخيرة، وهم: مردخاي يسرائيل، سكرتير مستوطنة عادي ـ عاد، وشاحر وبير، شقيق احد افراد عصابة الارهاب اليهودية التي كشفت في السنة الماضية، ويسخار بيرتس وسيلغ تور ورونين عروسي، الذين اعتقلوا يوم الخميس الماضي.

وكانت الشرطة قد استصدرت امراً من المحكمة تفرض بموجبه السرية التامة على مضمون التحقيق.

وجدير بالذكر ان المخابرات تعتقد ان هناك خليتين او ثلاث خلايا للارهاب اليهودي، على الاقل، تعمل في الضفة الغربية وتخطط لاعتداءات على الفلسطينيين، ولم يكشف عنها النقاب رغم انها تعمل منذ عدة شهور وقتلت 8 فلسطينيين وجرحت العشرات بواسطة اطلاق الرصاص عليهم عند مرورهم في الشوارع المحاذية للمستوطنات، وحتى العصابة التي ضبطت، في السنة الماضية، وهي تحاول تنفيذ عملية تفجير كبرى قرب مدرسة البنات في حي ابوطور في القدس الشرقية المحتلة، ستحاكم فقط بتهمة هذه العملية. ولم «يستطع» المحققون الحصول على اية معلومات منهم عن مصدر المتفجرات وطبيعة التنظيم الذي يشاركون في تنفيذ العمليات التي يطلبها.

يذكر ان هناك تاريخا حافلا للمخابرات الاسرائيلية في الفشل في الكشف عن الارهابيين اليهود، مقابل «النجاح الدائم» في اعتقال فلسطينيين بتهمة الانتماء الى «تنظيمات ارهابية». فقبل سنتين ونصف السنة اعتقل يونتان يوسيف، وهو احد احفاد الحاخام عوفاديا يوسيف، الرئيس الروحي لليهود الشرقيين في اسرائيل ومؤسس حزب «شاس». وفي حينه اتهم بحيازة وسائل تفجيرية تسلمها من جهة ما ونقلها الى تنظيم ارهابي يهودي. وتضمنت الممنوعات مشطين من الرصاص لمدفع رشاش و30 قنبلة. لكن المحكمة لم تدنه. واكتفت بالحكم عليه ان يؤدي عملا لخدمة الجمهور لمدة 200 ساعة.

وفي مايو (ايار) من السنة الماضية اعتقل منشه لفنجر، نجل الحاخام المشهور بعنصريته وبعملياته الاستيطانية موشيه لفنجر، ومعه نوعم فدرمن، احد قادة عصابة الارهاب اليهودية «كاخ» المحظورة، بتهمة تزويد عصابة الارهاب اليهودية العاملة في القدس (التي خططت لتفجير مدرسة البنات) بالمتفجرات. لكن الشرطة اطلقت سراحهما فقط بعد 48 ساعة، «لانعدام الأدلة».

وفي ابريل (نيسان) الماضي، اعتقل تسورئيل عميئور، الذي وجدت بصمات اصابعه على العبوة الناسفة التي وضعت قرب مدرسة البنات في القدس لتفجيرها. لكن الشرطة اطلقت سراحه لأنها «لم تفلح» في ايجاد ادلة قاطعة عن نشاطه.