الجامعة العربية: لسنا طرفا في خلافات قدومي وشعث حول من يمثل فلسطين في اجتماعات المجلس الوزاري

TT

أعلنت الجامعة العربية أمس أنها ليست طرفا في الخلافات بين فاروق قدومي (أبو اللطف) والدكتور نبيل شعث حول من يمثل فلسطين في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في الجامعة واجتماعات المجلس الوزاري.

ويحتل قدومي منصب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو يوازي منصب وزير الخارجية الفلسطيني، وكان يمثل السلطة الفلسطينية خارجيا، حتى بعد تعيين الدكتور نبيل شعث وزير دولة للتعاون الدولي الذي يتولى منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). وأوضح المستشار هشام يوسف الناطق الرسمي باسم الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» أن الجامعة العربية لا تتدخل مطلقا في مستوى تمثيل أي دولة عربية أو شخص يمثلها في الاجتماعات الدورية والاستثنائية التي يعقدها مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب أو من خلال وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة المتابعة العربية المكلفة بمتابعة تنفيذ قرارات القمة العربية التي عقدت مطلع مارس (آذار) الماضي في منتجع شرم الشيخ الساحلي على البحر الأحمر.

ولفت الانتباه إلي أن المعتاد أن يشارك الوزيران قدومي وشعث في هذه الاجتماعات، مشيرا إلى أن الدعوات الرسمية للمشاركة فيها ترسل بشكل اعتيادي إليهما. وقال المستشار هشام يوسف «لا تغيير في هذا الموقف وسنظل نتعامل معهما كما اعتدنا في السابق». وكان الناطق الرسمي باسم الجامعة العربية يعلق عبر هذه التصريحات الخاصة حول ما تناولته بعض التقارير الإعلامية العربية بشأن وجود خلافات مكتومة بين قدومي وشعث حول أحقية كل منهما في شغل منصب رئيس وفد فلسطين في اجتماعات مجلس الجامعة العربية على اعتبار أن تولي شعث مؤخرا حقيبة وزير الدولة للشؤون الخارجية يجعله على خط تماس مع الرئاسة التقليدية التي كانت تؤول لأبو اللطف خلال السنوات القليلة الماضية.

وجرت العادة في مجلس الجامعة العربية على إرسال الدعوات إلي الوزيرين قدومي وشعث معا في إجراء هو الأول من نوعه في تاريخ المجلس الذي غالبا ما تقتصر الدعوات الرسمية التي يوجهها للدول العربية على شخص وزير الخارجية فقط. وكانت مصادر فلسطينية قد كشفت النقاب عن قيام أبو مازن بتوجيه رسالة عاجلة إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية ابلغه خلالها ان الدكتور نبيل شعث وليس فاروق قدومي هو الممثل الرسمي لدولة فلسطين في الاجتماعات الاعتيادية والاستثنائية التي يعقدها مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب.

وامتنعت الجامعة العربية ومندوبية فلسطين الدائمة لديها عن التعليق على هذه الرسالة، غير أن دبلوماسيا فلسطينيا بارزا في القاهرة أوضح أن ما تردد عن قيام قدومي بإرسال رسالة إلى عمرو موسى بهدف إعادة التأكيد على أحقيته في رئاسة وفد فلسطين في اجتماعات مجلس الجامعة التي تعقد على مستوى وزراء الخارجية العرب، هو أمر عار تماما عن الصحة، مشيرا إلى أن هذه التقارير المغلوطة تستهدف محاولة الإيحاء بوجود خلافات بين شعث وقدومي حول هذا الموضوع. لكن المصدر اعترف بوجود ما وصفه بسوء التفاهم والالتباس الحاصل بين أبو اللطف وشعث حول مستوى وطبيعة الصلاحيات التي يتمتع بها كل منهما فيما يتعلق بعلاقات فلسطين الخارجية.

وكان قدومي قد تساءل في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في دمشق مؤخرا حول مغزى تعيين شعث في منصب وزير الدولة الفلسطيني للشؤون الخارجية، وقال ما نصه «لا أدري لماذا سموا وزارة التعاون بالشؤون الخارجية (يتولاها نبيل شعث)، يعني تيمناً إن شاء الله بأنه بعد سنوات ستكون لدينا دولة ولها علاقات خارجية؟». كما طعن قدومي في شرعية تعيين شعث في منصبه الحالي، مؤكدا انه وزير الخارجية الفلسطيني ووزراء السلطة ليسوا وزراء في الأساس. وتغيب قدومي عن الاجتماعات التشاورية التي عقدها وزراء خارجية الدول في قمتي شرم الشيخ والعقبة على التوالي خلال يونيو (حزيران) الماضي لبحث مستقبل المسيرة السلمية في منطقة الشرق الوسط.