وفد مجلس الحكم العراقي يختتم زيارته إلى القاهرة ويطالب بمنحه مقعد العراق الدائم لدى الجامعة العربية

TT

يغادر القاهرة اليوم وفد مجلس الحكم الانتقالي العراقي مختتما زيارة عمل رسمية استغرقت يومين، هي الأولى له منذ تشكيله قبل بضعة أسابيع. والتقى الوفد خلال زيارته كلا من رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد ووزير خارجيته احمد ماهر،والامين العام لجامعة العربية عمرو موسى.

وطالب الوفد رسميا امس بمنح المجلس مقعد العراق الدائم لدى الجامعة العربية، والسماح لوفد يمثل المجلس بتمثيل العراق في اجتماعات الدورة العشرين بعد المائة التي سيعقدها مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب في القاهرة يومي التاسع والعاشر من الشهر المقبل.

ودعا وفد المجلس المسؤولين في مصر والجامعة العربية إلي المساهمة في إقناع الدول العربية بالموافقة على هذه المطالب، في إطار رغبة المجلس في توطيد علاقاته العربية وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين العراق والجامعة العربية بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين في التاسع من شهر أبريل (نيسان) الماضي.

والتقى وفد المجلس برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري وعضوية عدنان الباجه جي وزير الخارجية العراقي الأسبق، وشراع البراك منسق جمعية حقوق الإنسان في العراق وغازي مشعل الياور زعيم قبيلة شمر وروز نوري شاويس رئيس المجلس الوطني الكردستاني، مع وزير الخارجية المصري، قبل أن ينتقل على بعد عدة أمتار إلي مقر الجامعة العربية للاجتماع مع أمينها العام عمرو موسى للتشاور حول مجمل الوضع الراهن في العراق.

وتحدث الجعفري في مؤتمر صحافي عقب اللقاء مع ماهر قائلا: «جاء اللقاء في إطار الحرص من جانب مجلس الحكم في العراق على التحرك في الفضاء العربي نظرا لاهميته، خاصة أن الامور تتحرك الان باتجاه الانتهاء من شغل الحقائب الوزارية التي ستتولى العمل التنفيذي».

واضاف: «فضل المجلس أن يقوم بتحرك عربي أولا، قبل تشكيل الحكومة، انطلاقا من أهمية التحرك على الافق العربي، كما ان جولة الوفد تأتي استجابة لدعوة من كافة الدول التي تشملها».

وأشار الى إن اللقاء تناول التعريف بمجلس الحكم والظروف المحيطة به والاهداف المرجو تحقيقها، ومسار تعامل المجلس في الداخل العراقي وماقام به. كما أشار الى أن الوفد «لقي تفهما منقطع النظير في كافة الدول التي زارها بدءا من الامارات ثم البحرين والكويت وعمان والسعودية وأيضا مصر». وقال «ان المشاعر كانت لطيفة والتجاوب كان جيدا». واشار الجعفري الى أن الجانب المصري أبدى خلال اللقاء الاحترام والتقدير لاعضاء المجلس، وللوفد الذي يمثله، وكانت النقاط التي طرحت خلال اللقاء باتجاه واحد، هو تعزيز موقف مجلس الحكم، وتمنى المسؤولون المصريون له التوفيق في أداء مهامه».

وأشار الى أنه كانت لدى الجانب المصري بعد الاستفسارات تم الاجابة عنها وتوضيحها، مما أدى لزيادة التفاعل الايجابي خلال الحوار سواء مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور عاطف عبيد أو مع وزير الخارجية.

وأعرب الجعفري عن اعتقاده بأن مسألة الاعتراف بمجلس الحكم العراقي أصبحت الان مسألة مسلماً بها. وقال: «ان معنى توجيه دعوة للوفد لزيارة هذه الدول وعلى مستوى معين، وإستقباله والتعامل معه بمثابة اعتراف صريح، أكثر منه ضمنيا بلغة القانون.

وأضاف: «اننا لم نأت بصفة شخصية، ولم نأت للسياحة، بل جئنا لعمل سياسي معين، فعبرنا عما نريد وتلقينا وجهات نظر الدول العربية واحترامها».

وطبقا لمصادر عليمة رحب أعضاء وفد مجلس الحكم الانتقالي باقتراح الجامعة العربية بشأن استضافة اجتماع موسع لكافة القوى السياسية العراقية للمساهمة في وضع وصياغة الدستور الجديد المقترح للدولة العراقية، ووعدوا بنقل تفاصيل الاقتراح إلي بقية أعضاء المجلس لاتخاذ قرار بشأنه.

من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية عربية إن المحادثات التي أجراها الوفد مع ماهر وموسى استهدفت إزالة المخاوف التي تنتاب الدول العربية، بشأن حقيقة علاقة المجلس وارتباطاته بقوات الاحتلال الأميركية والبريطانية، وبالحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر. واضاف أن الوفد اطلعهما على مساعيه الرامية إلى تشكيل حكومة عراقية تتولى تسيير شؤون العراق في المرحلة القادمة، تمهيدا لاستعادة مكانته العربية والإقليمية وكان رئيس مجلس الحكم الانتقالي الدكتور إبراهيم الجعفري قد استهل زيارة وفد المجلس إلي القاهرة بنفي ما تردد عن مشاركة إسرائيل في إعادة اعمار العراق، مؤكدا انه «لا صحة لذلك على الإطلاق». وقال لدى وصوله إلي القاهرة مساء أول من أمس قادما من السعودية: «نحن لم نتعامل مع إسرائيل، ولم يبحث المجلس التعاون معها، حيث ندرك أن مثل هذه الأمور الحساسة لا يمكن أن يتعرض لها المجلس من الأساس». وشدد على قضية الحفاظ على العراق موحدا وقال: «اننا نتعامل مع العراق على أنه حقيقة جغرافية واحدة، وأن مسألة التقسيم لم تخطر على بال أحد من أعضاء المجلس».

وحول نتائج جولة الوفد العراقي بدول الخليج قال: «اسفرت اللقاءات مع المسؤولين في الدول التي زارها الوفد (السعودية والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان) عن تفاهم أكثر مما نتوقع». وأضاف: «ان المسؤولين في هذه الدول يواكبون مجريات الأمور في العراق، ويحرصون على بدء صفحة جديدة، خاصة بعد زوال النظام البائد، وهناك تطلع حقيقي للتفاعل مع الحالة الجديدة في العراق». وحول تشكيل الحكومة العراقية قال: «الحكومة العراقية ممثلة الآن في مجلس الحكم، ونحن نتعامل على أساس أن المجلس حكومة، وتبقى الحقائب الوزارية التي ننوي الانتهاء منها في غضون الأسبوع القادم».