مصادر أميركية في القاهرة: واشنطن تسعى للحصول على اعتراف الدول العربية بمجلس الحكم العراقي وإرسال قواتها للعراق وإلا واجهت «عقوبات سرية»

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الادارة الأميركية بصدد اطلاق حملة دبلوماسية جديدة لحث الدول العربية على الاعتراف بمجلس الحكم العراقي كممثل شرعي للشعب العراقي، والموافقة على ارسال قوات عربية الى العراق للمساعدة على استعادة الأمن والاستقرار منذ سقوط نظام حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في التاسع من شهر ابريل (نيسان) الماضي. ومن المقرر أن يبدأ ريتشارد ارميتاج مساعد وزير الخارجية الأميركي مطلع الشهر المقبل زيارة إلى عدد من العواصم العربية بالتزامن مع استعدادات الجامعة العربية لعقد الدورة العشرين بعد المائة لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة يومي التاسع والعاشر من الشهر المقبل.

وقالت مصادر دبلوماسية أميركية أن المبعوث الأميركي سيطلب من العواصم العربية التي سيزورها، وفي مقدمتها القاهرة ودمشق وعمان، اتخاذ موقف عربي إيجابي من مجلس الحكم الانتقالي العراقي ودعمه سياسيا ومعنويا في هذه المرحلة، كما سيدعو الدول العربية إلى الإسراع بإرسال قوات أمن عربية إلى العراق، لمساندة الجهود التي تبذلها قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية لحفظ الأمن والاستقرار. ولم تستبعد المصادر أن يلتقي أرميتاج خلال هذه الجولة التي ستشمل 6 عواصم عربية، مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية لينقل إليه رسالة من كولن باول وزير الخارجية الأميركي تتعلق بما تنتظره بلاده من اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في ما يتعلق بالملف العراقي.

وأشارت إلى أن الدبلوماسية الأميركية في المنطقة العربية تعيش حالة استنفار سياسي لضمان حدوث تغيير إيجابي في مواقف الدول الأعضاء بالجامعة العربية حيال الوضع الراهن في العراق.

وكشفت النقاب عن أن واشنطن تسعى لحمل الدول العربية على الموافقة على البنود التالية:

ـ منح مقعد العراق الدائم لدى الجامعة العربية إلى مجلس الحكم الانتقالي العراقي ومشاركته في كافة الاجتماعات الرسمية التي تعقد تحت مظلة الجامعة، بما يعني اعترافا رسميا وقانونيا بشرعية المجلس وكونه خليفة النظام العراقي المنهار.

ـ دراسة إرسال وحدات نظامية أو غير نظامية من الدول العربية للمساهمة في حفظ الامن والاستقرار في العراق بالتعاون مع قوات التحالف الأميركية والبريطانية ـ تسليم كافة العناصر الفارة المحسوبة على النظام العراقي المخلوع تمهيدا لمحاكمتها بعد إعلان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

ـ الإفراج عن الأرصدة المالية المجمدة لحكومة الرئيس المخلوع صدام حسين لدى المصارف العربية.

ـ إعادة تشغيل قناة العراق الفضائية وبثها بشكل اعتيادي عبر القمرين الصناعيين، العرب سات والنايل سات.

وتعد هذه هي ثاني رسالة من نوعها يتلقاها موسى من باول خلال أقل من شهر، كما أنهما قد أجريا مشاورات هاتفية عشية الاجتماع السابق للجنة المتابعة والتحرك العربية الذي عقد في القاهرة برئاسة البحرين. وكان باول قد أعرب عن خيبة أمله لامتناع لجنة المتابعة العربية المنبثقة عن القمة العربية والتي اجتمعت هذا الشهر في القاهرة على مستوى وزراء خارجية 13 دولة عربية، عن إضفاء الشرعية على المجلس العراقي، ورفضها مناقشة طلب تقدمت به الإدارة الأميركية بشأن إرسال الدول العربية لقوات إلى العراق.

وتعهد باول الأسبوع الماضي بمواصلة الجهود لإقناع الدول العربية بتغيير مواقفها الرسمية الراهنة تجاه السياسة الأميركية حيال الأزمة العراقية. وكشفت المصادر النقاب عن اتجاه أميركي لحث العواصم العربية على طرح هذين البندين على جدول أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب مجددا في محاولة للحصول على موقف عربي يساند السياسة الأميركية تجاه العراق.