بريمر: مئات المقاتلين الأجانب يأتون إلى العراق من الخارج خاصة من سورية

TT

أكد بول بريمر الحاكم المدني الاميركي في العراق، ان عناصر من المقاتلين يأتون من خارج العراق، وتحديدا من سورية، ويشاركون في الهجمات والعمليات الارهابية التي تقع في العراق، والتي كان آخرها تفجير مقر الامم المتحدة في بغداد الاسبوع الماضي. وقال بريمر في مقابلة مع شبكة فوكس امس «ان المقاتلين الذين يأتون من الخارج يعدون بالمئات». وقال «انه يجب مقاتلتهم في بغداد بدلا من مقاتلتهم في نيويورك». واضاف: ان تفجير مقر الامم المتحدة كان دعوة للشعب العراقي وللمجتمع الدولي ليصحو ويواجه خطر الارهاب المتعاظم ومنع وقوع مثل تلك الهجمات الارهابية التي وقعت.

وتعليقا على تقارير صحافية ذكرت امس ان الولايات المتحدة بدأت في تجنيد عناصر من استخبارات النظام السابق لمواجهة هذا الخطر ومساعدة قوات التحالف، قال: ان هناك عمليات ومحاولات لاشراك المزيد من العراقيين في الحرب ضد الارهاب الآن. وأعلن ان المزيد من العراقيين بدأوا يأتون الى الشرطة العسكرية لقوات التحالف ولقوات التحالف نفسها ويطلعونها على العناصر الرديئة (عناصر النظام المخلوع) والاسلحة المخبأة. وقال بالاضافة الى ذلك بدأ آخرون يستسلمون طوعا، و«نحصل على معلومات منهم اكثر من شهر مضى». واعرب عن ثقته بأنه سيتم العثور على برامج الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية العراقية.

وبتكرار السؤال عن المقاتلين الذين يتسربون الى العراق من الخارج، وتأكيد الرئيس بوش ذلك، وقول نائب وزير الخارجية انهم يأتون من دول مثل سورية وايران والسعودية، لكن حكومات هذه البلدان لا تتحمل المسؤولية عن ذلك، قال بريمر «ان مقاتلين اجانب يأتون من الخارج وتحديدا من سورية، وهم مقاتلون من اليمن والسعودية بجوازات سفر سورية». وقال انه تم القبض على بعضهم وقتل بعض آخر منهم. وأكد على ان هناك ادلة متزايدة على نشاط لـ«القاعدة» في العراق، مشيرا الى انه كان لها نشاط في عهد النظام العراقي البائد.

وبالنسبة للمطالبة المتزايدة بارسال المزيد من القوات الاميركية الى العراق وتخصيص المزيد من الاموال ـ كما يدعو العديد من زعماء الكونغرس الذين عادوا من زيارتهم للعراق خلال الاسبوع الماضي، قال بريمر ان الحاجة تدعو الى المزيد من تخصيص الاموال لاعادة بناء البنية التحتية وحماية المرافق الاساسية، وإلى المزيد من الموظفين المدنيين، وكذلك الى جنود اضافيين.

ولكن بريمر أكد ان اهم عنصر للنجاح في محاربة الارهاب في العراق، التي هي جزء من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب في العالم، هو مساعدة الشعب العراقي نفسه، الذي يجب كسب ثقته. وأكد بريمر حقيقة مهمة كما قال وهي: «ان النجاح في العراق سيؤثر على المنطقة بأسرها». ومن جهة اخرى دعا السناتور جون ماكين في مقابلة تلفزيونية امس الادارة الى ارسال المزيد من الجنود الاميركيين الى العراق، وكذلك رصد المزيد من الاموال وحدد ذلك بسبعة مليارات دولار للعام المقبل، بينما حدد السناتور ليندزي غرام المبلغ اللازم بثلاثة عشر مليار دولار.

وقال السناتور ماكين ان على الادارة ان تشرح للاميركيين ضرورة هذه الخطوات لانجاز المهمة التي ذهبت من اجلها القوات الاميركية الى العراق. وقال: انه هو شخصيا سيبدأ حملة شاملة لتوضيح ذلك للاميركيين، كما انه سيقود جهودا في هذا المجال لاقناع زملائه في الكونغرس.

بينما قال السناتور ليندزي: انه ليس ضروريا ارسال المزيد من الجنود، بل ان الحاجة تدعو الى ارسال المزيد من الموظفين المتخصصين في الشؤون المدنية. ومن جهة ثانية حذر السناتور الديمقراطي جوزيف بايدن في مقابلة تلفزيونية هو الآخر من ان تجد الولايات المتحدة نفسها في ورطة في العراق. ودعا الادارة الى اتخاذ كل خطوة واجراء اللازم لانجاز المهمة بأسرع ما يمكن. ومن جهته قال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة في مقابلة مع الشبكة نفسها انه يجري النظر في موضوع ارسال قوات اضافية. وان الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة المركزية الاميركية هو الذي سيقدر المطلوب ويقرر ما اذا كانت هناك حاجة الى ارسال المزيد من الجنود والمعدات العسكرية أم لا.

وعما اذا كان صدام حسين ما يزال في العراق، قال الجنرال مايرز: «اننا ما زلنا نعتقد انه موجود في العراق، وهو حي». وقال: «انه تم اعتقال او قتل 42 شخصا من الـ55 المدرجة اسماؤهم على لائحة المطلوبين من مسؤولي النظام السابق». وأكد انه سواء اعتقل صدام او قتل او بقي حيا فان النظام السابق لن يعود ابدا. وقال «انه لم يعرف بعد الذين كانوا وراء تفجير مقر الامم المتحدة». وعما اذا كان العراق اصبح مأوى للارهاب بعد الحرب، قال: «ان العراق بلد يؤيد الارهاب الدولي قبل الحرب»، ودعا الدول المجاورة للعراق للمزيد من التعاون لمحاربة الارهاب والحيلولة دون تسلل مقاتلين اجانب تابعين لمنظمات ارهابية الى العراق. وعن اعطاء دور في السلطة للدول التي تطلب منها الولايات المتحدة المشاركة في ارسال قوات لحفظ الاستقرار قال: «ان هذا قرار يعود للقيادة السياسية»، وأكد ان الجنرال أبي زيد اذا قال ان هناك حاجة لارسال المزيد من الجنود، فان هناك جنودا جاهزين للذهاب الى العراق، وتلبية المطلوب. وشدد على القول ان ما يجري في العراق هو قتال مهم جدا ضد الارهاب. وان هناك حاجة الى الصبر في هذا القتال، وفي حاجة الى المزيد من الاموال لانجاز المهمة.