مساعد قائد شرطة آيرلندا الشمالية يسعى لتأهيل شرطة البصرة

TT

البصرة (العراق) ـ أ.ف.ب: قال ستيفان وايت مساعد قائد شرطة ايرلندا الشمالية، المقاطعة البريطانية التي حاربت فيها الميليشيات لعقود ما تعتبره قوات احتلال بريطانية، والموجود منذ اسبوع في البصرة للمساعدة على تأهيل الشرطة العراقية ان «الوضع هنا ليس اسوأ مما شهدت في بلفاست».

واختير هذا الضابط الرفيع المستوى في الشرطة والمكلف بمنطقة حدودية في الجمهورية الايرلندية تقبع فيها قوات الامن في قلاع يتم تموينها بالمروحيات خشية الوقوع في كمائن او التعرض لهجمات الميليشيات المطالبة بالاستقلال، للقيام بمهام في عدة دول مثل جنوب افريقيا ومنغوليا واندونيسيا وذلك بالنظر الى خبرته والدور الذي قام به في اعادة تأهيل شرطة ايرلندا الشمالية ذات الغالبية البروتستانتية لجعلها تقبل الاقلية الكاثوليكية في المقاطعة.

وقال ستيفان الذي كان يتحدث من مكتب للتحالف في البصرة وسط جو حار وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي يوميا في المدينة «غير اني لم اتول ابدا مهمة بهذا الحجم».

وستيفان هو ثاني ضابط رفيع المستوى في شرطة غربية يأتي الى العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في ابريل (نيسان) بعد زميله الاميركي بيرنار كيريك القائد السابق لشرطة نيويورك، وذلك لتقديم خبرته من اجل اعادة النظام للعاصمة العراقية.

وعلى ستيفان وايت الذي خبر صنوف المشاكل خلال ربع قرن من العمل في ايرلندا الشمالية ان يواجه مشاكل الجنوب العراقي حيث قتل السبت ثلاثة من عناصر الشرطة العسكرية البريطانية في هجوم.

وقال «لا احبذ بعض الاشياء التي رأيتها في البصرة».

وبدا التحالف بمساعدة الشرطة العسكرية الاميركية والبريطانية اعادة تأهيل الشرطة العراقية التي كانت في ظل النظام السابق تتميز بنشر الذعر وبالفساد وذلك بغية نقل مهمة احلال الامن الى افرادها التي يتولاها حاليا الجيش.

غير ان وحدات الشرطة الجديدة تعاني من نقص في التدريب والاسلحة والسيارات والبزات، ومراكز الشرطة لا يتوفر فيها حتى الاثاث. والكثير من ضباطها يكادون لا يفقهون شيئا عن دور الشرطة في المجتمع.

وقال ستيفان «من غير المعقول ان يكون لدينا ضباط يجلسون طول الوقت في مكاتب لا يحركون ساكنا» في اشارة الى اكتفاء موظفي بعض مراكز الشرطة بالمراوحة مكانهم وشرب الشاي.

وجعل احدى اولوياته تحويل الشرطة العراقية المعتادة على الرشوة للتحقيق في جريمة تستجيب بشكل افضل لانتظار الاهالي.

وقال وايت بعد خمسة ايام في البصرة في يوليو (تموز) «اذا كانت الشرطة عنيفة وتستخدم بشكل غير متناسب القوة وتعذب للسيطرة على الناس فلا احد سيأتي للابلاغ عن جريمة». وهو الان في مهمة من ستة اشهر.

غير انه يخشى من تصاعد العنف في المدينة. واشار الى انه «في حال تواصلت الهجمات الدامية فسيكون من الصعب على الشرطة البريطانية المساعدة بأي شكل».

وقال ستيفان وايت الذي يتوقع ان يكون لديه قبل نهاية السنة مائة ضابط بريطاني لمساعدته في مهمته وانشاء اكاديمية للشرطة في جنوب العراق، ان الوضع في العراق يشبه الى حد ما الوضع الذي كان في ايرلندا الشمالية. وقال: في هذه المحافظة يقوم الجيش والشرطة معا بمعالجة القضايا الامنية.