الأسد لوفد أميركي رسمي: واشنطن بحاجة لفهم أفضل لحضارة المنطقة العربية وشعوبها

TT

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى فهم أفضل لحضارة المنطقة ومصلحة وكرامة شعوبها، موضحاً أن هذه الشعوب بدأت تشعر أن سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا تجسد المساواة والحرية وحقوق الإنسان التي تتحدث عنها ولذلك لا بد من بذل جهود مضاعفة لردم الهوة بين الأقوال والأفعال.

وذكر بيان رئاسي سوري أن الحديث بين الرئيس الأسد وإدوارد جيرجيان مدير معهد جيمس بيكر للسياسة العامة ورئيس المجموعة الاستشارية للدبلوماسية العامة للعالمين العربي والإسلامي في الولايات المتحدة الأميركية امس، تناول العلاقات السورية الأميركية وجهود المجموعة الاستشارية لفهم أسباب المواقف العدائية في العالمين العربي والإسلامي حيال الولايات المتحدة الاميركية وسبل معالجة هذه المواقف».

من جهته قال الناطق باسم الخارجية السورية «إن الوفد الأميركي يقوم خلال زيارته لدمشق بلقاء ممثلين من قادة الرأي ومفكرين من حقول الصحافة والتربية لمناقشة سبل تعزيز برامج الدبلوماسية العامة وتطوير الحوار الأميركي مع العالمين العربي والإسلامي وفهم أسباب المواقف العدائية في هذين العالمين حيال الولايات المتحدة الأميركية وسبل معالجتها».

وقال مصدر دبلوماسي غربي قريب من الوفد الأميركي لـ«الشرق الأوسط» إن مهمة الوفد المخول بهذه المهمة من قبل الكونغرس الأميركي هي دراسة كيفية تحسين الحوار بين أميركيا من جهة والعرب والمسلمين من جهة ثانية، إذ يقوم أعضاء الوفد باستشارة عدد من المفكرين والأكاديميين والصحافيين وآخرين في كل محطات جولة الوفد التي بدأت بمصر وحالياً سورية ومن ثم تركيا والمغرب والسنغال فإندونيسيا وباكستان من أجل تقديم النصائح للإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي في الأول من شهر أكتوبر(تشرين الاول) المقبل حول كيفية الاتصال والحوار والتفاهم.

وأضاف المصدر الغربي إن هذه المحادثات التي يجريها الوفد هي محادثات رسمية ـ كون المجموعة مخولة من الكونغرس وكون رئيس الوفد إدوارد جيرجيان مفوض من قبل وزير الخارجية كولن باول على أن لا تدخل في الملفات السياسية، لأن هذه الملفات متروكة للاتصالات الأخرى بين السفارتين الأميركية والسورية في دمشق وواشنطن والزيارات المتبادلة.

وأشار المصدر إلى أن مهمة الوفد الاستشاري الأمىركي محددة ومحصورة بدراسة البرامج العلمية والثقافية وبرامج التبادل، في محاولة لتحسين الحوار والتفاهم بين سورية والولايات المتحدة.

وفيما أشار المصدر الغربي إلى أن الوفد الأميركي عقد مساء امس جلسة حوار ثانية مع شرائح من المجتمع السوري والفعاليات السورية المختلفة قال لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد استمع في الجلسة السابقة مساء أول من أمس إلى الكثير من الآراء لشخصيات سورية غير رسمية بشأن الحوار السوري ـ الأميركي القائم وطرق تحسين هذا الحوار».

في السياق ذاته استعرض وزير التعليم العالي السوري، حسان ريشة، مع جيرجيان خطة عمل وزارة التعليم العالي والاستراتيجية العليا لتطوير أداء الوزارة بهدف بناء القدرات الإبداعية الوطنية وخلق بيئة جيدة للمتخرجين.

وأشار الوزير ريشة إلى أن أهداف هذه الاستراتيجية تكمن في خلق فرص أكبر للدارسين في حقل التعليم العالي من خلال إقامة الجامعات الخاصة للحصول على متخرجين ذوي قدرات بشرية إبداعية، لافتاً إلى أن الوزارة قامت بتطوير العديد من المعاهد العامة وعززت تعاونها مع الجامعات والمعاهد المتقدمة والمشهورة في العالم.

وأكد الوزير السوري رغبة الوزارة في التعاون مع الجامعات الأميركية والاستفادة من خبراتها وتبادل البرامج على غرار التعاون القائم بين الجامعات السورية والأوروبية.

من جهته أشار جيرجيان إلى أن هدف الزيارة هو تبادل الآراء والأفكار وتطوير التعاون، معرباً عن أمله بتشجيع الطلاب الأميركيين للدراسة في الجامعات السورية وكذلك الأمر بالنسبة للطلاب السوريين من خلال دراستهم في الجامعات الأميركية، مؤكداً على ضرورة تطوير علاقات التعاون وإقامة اتفاقات خاصة بهذا المجال ودراسة إمكانية إقامة جامعة أميركية في دمشق.