تسليط الأضواء على ماضي والد شوارزنيغر النازي قبل انتخابات كاليفورنيا

TT

فيينا ـ ا.ف.ب: لم تسلط الاضواء على حياة الممثل الشهير ارنولد شوارزنيغر الشخصية في السابق سوى عند زواجه من امرأة من اسرة كنيدي العريقة، الا ان دخوله المنافسة على منصب حاكم كاليفورنيا ركز الاضواء على حياته الشخصية لتكشف هذه المرة عن ماضي والده النازي.

وكشفت وثائق موجودة في الارشيف في فيينا وبرلين ان والده غوستاف شوارزنيغر الذي كان يعمل شرطيا في بلدة صغيرة تقدم بطلب لعضوية الحزب الاشتراكي الوطني بزعامة هتلر عام 1938 ودخل الجيش الالماني في 28 ابريل (نيسان) 1939. وفي فبراير (شباط) 1944تم قبول طلب والد شوارزنيغر بتسريحه من الجيش بحجة انه اصيب بحروج وانه يعاني من الملاريا.

ومنذ دخول الممثل الشهير معترك المنافسة على منصب حاكم كاليفورنيا في مواجهة الحاكم الديمقراطي المنتهية ولايته غاري ديفيس اثارت وسائل الاعلام الاميركية ضجة حول عضوية والده في الحزب النازي وخدمته في الجيش التي انتهت قبل ثلاث سنوات من مولد ابنه. الا ان صحافة النمسا، الموطن الاصلي لشوارزنيغر والتي لم تعترف بالتواطؤ مع النازيين سوى بعد 50 عاما، لم تأت على ذكر تاريخ والده بل احتفت بترشيح شورازنيغر وجذوره النمساوية.

وهذا الاسبوع قال مركز سايمون ويزنتال في لوس انجليس والذي يدعو لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين، ان الممثل الشهير طلب من المركز عام 1990 التحقيق في ماضي والده. وصرح رابي ميرفين هاير مؤسس المركز وصديق شوارزنيغر هذا الاسبوع ان النجم السينمائي «قال انهم لم يعتادوا الحديث عن ذلك الموضوع في بيتهم ولم يتم تدريسهم شيء عن المحرقة اليهودية (هولوكوست) في المدارس في النمسا». واضاف ان «والد شوارزنيغر كان من النازيين. وطلب ان يصبح عضوا عندما احتلت قوات هتلر النمسا عام 1938».

وافاد هاير ان المركز عثر على الطلب الذي تقدم به والد الممثل لعضوية الحزب عام 1938 كما عثر على وثيقة تؤكد عضويته ويعود تاريخها الى يناير (كانون الثاني) 1941 في الارشيف الالماني الذي كان موجودا في واشنطن قبل اعادته الى برلين بعد توحيد الالمانيتين. واضاف ان السرية رفعت عن سجل والد شوارزنيغر العسكري بعد 30 عاما من وفاته في عام 1972.

واوضح انه «منذ عام 2002 ونحن ندرس العمل الذي قام به بالضبط في اطار وحدة فيرماخت 521 وسننشر المعلومات التي عثرنا عليها خلال اسابيع قليلة».

ومن جانبها، افادت ارسولا شوارتز المؤرخة في مركز فيينا للتوثيق للمقاومة النمساوية انها تعتقد ان سجل غوستاف شوارزنيغر الحربي هو سجل عادي لاي نمساوي من جيله. واضافت: «لم يكن امامه خيار آخر على الاطلاق سوى الالتحاق بالجيش ولم يستطع اي رجل في النمسا الفرار من ذلك المصير». واعتبرت ان «الخيار الوحيد الصعب الذي كان امامه هو الالتحاق بالحزب النازي. وحيث انه كان رجل شرطة فقد كان ذلك القرار جيدا لحياته المهنية».

وكانت سمعة شوارزنيغر تضررت عام 1986 عندما دعاه كورت فالدهايم الرئيس النمساوي السابق الذي شغل منصب الامين العام السابق لمنظمة الامم المتحدة الى حفل زفافه بعد ان تبين ان فالدهايم اخفى انه حارب مع فرقة من الجيش الالماني متهمة بارتكاب فظائع.

وفي اعقاب ذلك قدم شوارزنيغر تبرعات لمركز سايمون ويزينتال وادان علنا يورغ هايدر السياسي النمساوي اليميني المتطرف.

وصرح مسؤول بارز في الجمعية الثقافية اليهودية النمساوية هذا الاسبوع انه يعتقد ان الممثل الشهير كفر عن الماضي وقال «ان حقيقة ان والده كان نازيا لا يعني ان له نفس الآراء. على حد علمنا فان سمعته جيدة في ما يتعلق بالمسائل اليهودية في كاليفورنيا».

الى ذلك، انسحب الجمهوري بيل سايمون اول من امس من المنافسة على منصب حاكم كاليفورنيا والتي يشارك فيها اكثر من 40 مرشحا جمهوريا، بينهم شوارزنيغر. وقال سايمون، الذي خسر العام الماضي الانتخابات على منصب الحاكم لصالح الحاكم المنتهية ولايته غاري ديفيس، للصحافيين انه انسحب بسبب «وجود عدد كبير جدا من الجمهوريين في السباق» الذي يتنافس فيه 134 مرشحا.

ومن المقرر ان تجري الانتخابات في كاليفورنيا في السابع من اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.