المثقفون والسياسيون في بغداد: «الشرق الأوسط» صحيفة العراق الأولى

TT

يطلق عليها المثقفون والسياسيون والصحافيون في بغداد، ممن اتيحت لهم فرصة الحصول على نسخة منها، اجمل التسميات والصفات، حتى ان سياسيا كبيرا قال : (انها صحيفة العراق الاولى) رغم انها ليست عراقية، لما تتضمنه من مواضيع وتقارير واخبار تتسم بالاتزان والموضوعية.. ولانها تطرح الرأي والرأي الاخر بتجرد ونزاهة، حسب رأيه.

لكن مشكلة «الشرق الاوسط»، كما يقول الدكتور فؤاد معصوم رئيس الهيئة التحضيرية للمؤتمر الدستوري، ان قليلين نسبيا هم الذين يعرفون بوجود طبعة عراقية، اضافة الى ضعف القدرة الشرائية للمواطن العراقي الذي لا يستطيع شراء اكثر من جريدة محلية.

و المفارقة هنا.. وجدناها لدى اول من التقيناه من باعة الصحف في بغداد، والذي كان يبيع نسخا من «الشرق الاوسط» تعود الى قبل اربعة ايام.. والمفاجأة كانت عندما وجدنا ان هذه النسخ هي من طبعة بيروت.

سألنا احمد سلمان، صاحب «اسواق احمد» في حي السيدية، والذي يبيع الصحف والمجلات ايضا، عن سبب عدم بيعه الطبعة العراقية.. قال: سمعت مؤخرا بوجود طبعة عراقية ولكن الموزع الذي يزودني بالصحف والمجلات العربية والاجنبية، لا يجلب لي سوى الطبعات الخارجية، وانا اقوم ببيعها حسب التصريف، واعيد له المتبقي.. ولكون هذه الصحف تصل متأخرة عدة ايام فان الاقبال عليها ضعيف جدا.. سأحاول من الان فصاعدا جلب الطبعة العراقية».

و يضيف احمد سلمان «وجود طبعة خارجية في الاسواق، يضعف الاقبال على شراء الصحيفة، لان المواطن في هذه الحالة يعتقد ان الطبعة العراقية، طبعة خارجية، وبالتالي فهي قديمة، ولا يشتريها».

عند احد مفترقات الطرق، في الحي نفسه كان البائع المتجول بشير حميد يعرض الصحف المحلية.. وعندما سألناه عن «الشرق الأوسط» قال انه سيبدأ بجلبها اعتبارا من يوم غد، وسيبيعها بسعر 600 دينار، لان الشخص الذي يجلب الصحف الى المنطقة «متعهد ثانوي» يبيع النسخة للباعة بسعر 450 دينارا.

وعندما سألناه عن اسعار بقية الصحف، وهي صحف ضعيفة تصدر بثماني صفحات، قال ان سعر النسخة 500 دينار، باستثناء صحف «الصباح» و«التآخي» و«الاتحاد» المحلية والتي تباع بـ 250 دينارا.

و حسب مؤشرات السوق فان هذه الصحف الثلاث تباع الى المتعهد باسعار رمزية، اما البقية فيتراوح سعرها بين 100 و200 دينار، وعندما تنقل من متعهد الى متعهد، ، الى البائع، يتصاعد السعر.

في تقاطع المنصور ـ اليرموك، حيث القابلية الشرائية لدى الموجودين هناك، او الذين يمرون من المنطقة، جيدة، يزدهر بيع الصحف.

سألنا الصبي البائع نمير موحان.. بكم تبيع «الشرق الأوسط»..؟ فقال بـ 750 دينارا.

و بعد مساومات انزل السعر الى 600 دينار، لانه يشتريها بـ 500 دينار، واشار الى صبي اخر، قال انه يشتري الصحف منه.

الصبي الاخر نصير موحان، شقيق نمير، قال انه يبيع النسخة بـ 500 دينار، ولكن اخوته المنتشرين في المنطقة، يأخذون الصحف منه، ويبيعونها بسعر اعلى، فهم يريدون ان يستفيدوا ايضا.

* كم نسخة تبيع من«الشرق الاوسط»؟

ـ اكثر من 20 نسخة، وعندما نحصل على الصحيفة في وقت مبكر تزداد المبيعات.

* رأيك في «الشرق الاوسط»؟

ـ في البداية لم يكن هناك اقبال عليها، لان الناس لم تكن تعرف انها طبعة عراقية، اما الان فالطلب يزداد يوما بعد اخر.. الوقت الان هو الساعة العاشرة والنصف صباحا، وتوشك النسخ التي معنا على النفاد.

* من اين تشتري الصحيفة..؟ وكم سعرها؟

ـ اشتريها من حيدر خضير دحام (ابن مدير شركة الازدهار للتوزيع) اما السعر فهو 400 دينار للنسخة.

ولعل اهم منطقة لبيع الصحف هي منطقة فندقي الميريديان والشيراتون في وسط بغداد.. عندما وصلنا الى هناك كان بائع الصحف الرئيسي جمعة سرحان يعرض كل الصحف المحلية والعربية.. وكانت «الشرق الاوسط» غائبة، لانها نفدت.

قال جمعة سرحان «الصحيفة مرغوبة اكثر من غيرها، ولكن سياسة الـ «لا مرجوع» التي يفرضها الموزعون تعني المغامرة وربما الخسارة، ولذلك لا نغامر في جلب اعداد كبيرة، خصوصا ان الصحيفة جديدة في السوق. فربح قليل افضل من احتمالات الخسارة، خاصة ان الهامش الربحي في «الشرق الاوسط» قليل.. نحن نشتريها من المتعهد الرئيسي للتوزيع بـ 400 دينار، وسعر البيع هو 500 دينار، فلو بقيت لدينا اربع او خمس نسخ فذلك يعني اننا نخسر سعرها وينخصم ذلك من ربحنا عن النسخ المباعة، النسخة الواحدة التي لا تباع تعني ضياع ربحنا عن اربع نسخ مباعة.

* ولماذا لا تأخذون حسب التصريف؟

ـ في هذه الحالة انا مستعد لتقبل اي كمية ويمكن القول ان المبيعات ستتضاعف عدة مرات في حالة البيع حسب التصريف.

الصحف تنتشر.. وتنتشر بسرعة، ولكن طريقة البيع على اساس «لا مرجوع» تحد من المبيعات، وكذلك الايهام بوجود طبعتين عراقية ولبنانية في السوق.

المسؤول عن طباعة «الشرق الاوسط» في العراق عثمان عبد الكريم، اكد لنا انه اشترط على متعهد التوزيع قبول النسخ المرجوعة، لكن المكتب الانيق المخصص لادارة الطبع، كان يخلو من نسخ الايام الماضية التي طلبها مراسل «الشرق الأوسط»..حتى ان اعداد اليوم الماضي لم تجلب الى المكتب.. فالنسخ كلها تنفد بسرعة.

يقول عبد الكريم: «سنزيد الطبع خلال الايام القليلة المقبلة، وسنقوم بايصال الصحيفة بانفسنا الى المناطق التي لا تصلها، كما فتحنا باب الاشتراك للمواطنين والجهات الرسمية.. الصحيفة ستصل الى المشتركين كل يوم، وباسعار مخفضة جدا، حيث سيكون مبلغ الاشتراك 100 دولار سنويا للافراد و150 دولارا لدوائر الدولة».

واضاف : «سنخصص اسطولا من السيارات لعملية التوزيع، اضافة الى المتعهد، وفي الايام المقبلة ستكون «الشرق الأوسط» في متناول العراقيين، في كل المناطق =