.. وفي كردستان: الصحيفة العربية الوحيدة التي لا مرتجعات لها

TT

كانت لمبادرة «الشرق الأوسط» باصدار طبعتها العراقية صدى ووقعا طيبا لدى القراء والمثقفين الاكراد حسب الاستطلاع الذي اجريناه في مدينتي اربيل والسليمانية وشمل فئات متعددة من القراء والمتابعين، لكن كان هناك ايضا من فوجئ عندما سألناه عن رأيه بالطبعة العراقية، وسألونا : هل هناك فعلا طبعة بغداد؟.

قد تكون لجهلهم بصدور الطبعة اسباب عديدة، لكن موزع الجريدة في اربيل شمال عبد القادر صاحب مركز «برايتي» لتوزيع الصحف، اوضح لنا سببا واحدا من تلك الاسباب قد يكون هو الأهم حيث قال: «النسخ قليلة جدا، وتنفد بظرف ساعة على ابعد تقدير». وطالب بزيادة عدد النسخ المرسلة الى كردستان حيث هناك اقبال كبير عليها، مؤكدا ان «الشرق الاوسط» هي «الجريدة العربية الوحيدة التي تباع جميع نسخها ولا مرتجع لها منذ اول يوم وصولها الى كردستان». واشار عبد القادر الى ان سعر الجريدة مناسب جدا (3 دنانير من الطبعة السويسرية) ووقت وصولها الى اربيل مناسب ايضا حيث تصل بحدود الظهيرة من كل يوم.

كانت «الشرق الاوسط» تصل ابتداء من عام 1998 الى كردستان باعداد قليلة عن طريق بعض المكاتب الحزبية في العواصم الاقليمية القريبة منها، بالاضافة الى نسخ محدودة للقادة السياسيين والكوادر الاعلامية. وحدثنا احد هؤلاء قائلا: «كنا نحصل على نسخة الجريدة بعد مرور وقت طويل على تاريخ صدورها، لكننا كنا شغوفين بها ونترقب ما يجود بنا مكتب السيد طالباني من اعداد الجريدة ولو كانت قديمة، حيث كنا نتابع مقالاتها التي يكتبها كبار الكتاب في العالم العربي، وتحسنت احوالنا مع وصول الطبعة البيروتية قبل احداث الحرب الاخيرة، حيث كنا نحصل عليها خلال يومين او ثلاثة بعد ان تطوع عدد من الموزعين بايصالها الى كردستان».

يقول عادل ابراهيم، 38 سنة، وهو موظف في احدى المؤسسات الحكومية في اربيل، انه تعرف على الجريدة من خلال ما تنقله نشرات الاخبار المحلية من احداث العالم عن هذه الصحيفة، مضيفا «كنت اتابع هذه الاخبار لانها تتمتع بمصداقية فائقة، وكانت تغطية الجريدة لها جيدة جدا، واليوم اصبحنا نحصل على هذه الجريدة المميزة ظهر كل يوم».

بيستون فرهاد مصمم صحافي قال: «انها خطوة رائدة من «الشرق الاوسط» ان تخصص طبعة للعراق، وانا من المتابعين لها، كنت اتابع جميع اعدادها على شبكة الانترنت، لكن قراءتها مطبوعة اكثر متعة.. واود ان اشير الى ان الجريدة من ناحية التصميم تشكل مدرسة للذين يريدون الدخول في هذا المجال.. واتذكر ان عددا من زملائي المصممين ومخرجي الصحف المحلية كانوا يقتبسون من «الشرق الاوسط» اسلوبها في التصميم وذلك قبل وصول الكومبيوترات الحديثة المستخدمة الان لتصميم الصحف والمجلات».

اما اكام انور (طباع كومبيوتر) فقد قال: «انا سعيد بوصول الطبعة العراقية الى السليمانية، وانا بدوري كنت اتابعها من على موقع الجريدة في شبكة الانترنت، وكنت عندما اعجب باحد المقالات المنشورة فيها اضطر الى استنساخها على الورق، والان انتهت هذه المشكلة، حيث احتفظ باعدادها في الارشيف الخاص بي».

القارئة سهام فخر الدين التي تصف نفسها بـ«المدمنة على متابعة الشرق الاوسط» تبدو جديرة بعناية المسؤولين عن طبعة بغداد. فهي تقول اجمل ما في قراءة الصحف هو قرائتها مع ما يسمونها بـ«قهوة الصباح»، ورغم اننا نادرا ما نحتسي القهوة في صباحاتنا، فاريد القول ان وصول الجريدة في وقت ابكر يزيد من متعة قراءتها، لان الانسان عادة ما تكون افكاره صافية عند الصباح، ويا ليتهم يرسلون لنا الجريدة في الصباح الباكر. على كل حال بغداد ليست بعيدة ونحن نعرف بان الجرائد تطبع عادة في المساء مما يعني ان التبكير في ارسالها ليس بالامر المتعذر».

اما فريد اسسرد نقيب اتحاد الصحافيين في كردستان فثمن خطوة الجريدة باصدار طبعتها البغدادية قائلا: كانت خطوة موفقة، فهذه الصحيفة تحظى باقبال جيد ومتابعة من فئات عدة من مواطني كردستان وخصوصا مثقفيها، فهي جريدة دولية متميزة تهتم بالاحداث وتغطيها بصورة جيدة». واشار اسسرد الى انه «كانت هناك فعلا حاجة لاصدار هذه الطبعة، حيث انها تخصص مجالا اوسع لتغطية اخبار بلدنا كما هي عادة الصحف الكبيرة في اصدار طبعاتها الاقليمية او المحلية».

وطالبت نادرة عثمان (موظفة مالية) بزيادة حجم الاهتمام بمنطقة كردستان واخبارها، «ففي ظل هذا الكم الهائل من الصحف العربية الصادرة في بغداد، اقصد الصحف العراقية، ليس هناك اهتمام جدي بكردستان وتطورها العمراني والسياحي بل قل تطورها الديمقراطي ومجتمعها المدني، هناك الكثير والكثير مما يمكن عمله من اجل تعريف كردستان بالعالم الخارجي».

ويشاركها الرأي زميلها محمود هموندي قائلا: «فعلا هناك تقصير من الصحف العراقية باحداث كردستان وتطورها من كل الجوانب، وقد يكون سبب ذلك ان معظم الصحف العراقية اما هي حزبية او هي منحازة، لكن سمعة «الشرق الاوسط» جيدة هنا فهي لا تنحاز الى هذا الطرف او ذاك، واقولها صراحة انها توازن بشكل جيد بين اهتماماتها بكردستان وبقية المناطق العراقية، وهذه نقطة احسبها لصالح العاملين في هذه الجريدة المتميزة».

ويقول شورش عمر (طالب جامعي): «اتابع «الشرق الاوسط» على شبكة الانترنت كل يوم، واستطيع القول ان تغطيتها لانباء الحرب على النظام السابق كانت متميزة اكثر من الصحف الاخرى، والان نلاحظ اهتماما منها بالشأن الكردي، وهذا يسعدنا كثيرا، لان «الشرق الاوسط» من الصحف العالمية التي نريد منها ان توصل صوت شعبنا الى اسماع العالم».