لندن: قتل قيادي أصولي من جماعة «الجهاد» المصرية طعنا أثناء عودته إلى منزله

TT

قتل قيادي اصولي مصري من جماعة «الجهاد» المصرية التي يتزعمها أيمن الظواهري الحليف الاول لاسامة بن لادن في حادث يتسم بالغموض عند عودته الى منزله قبل الساعات الاولى من فجر اول من امس بمنطقة تادنجتون بضاحية هونسلو قرب مطار «هيثرو». واعتقلت الشرطة البريطانية حسب بيان تلقته «الشرق الأوسط» امس سيدة في العشرينات من العمر على علاقة بالحادث، وتتعقب شخصا آخراً اسمه أيمن مصطفى في منتصف العشرينات من العمر هرب من مكان الحادث الى منطقة ساوثهول. وطلبت الشرطة مساعدة العدالة بعد ان تقدمت بأوصاف الشخص الهارب الذي يتحدث العربية ومتين البنيان. وقالت مصادر الاصوليين بلندن لـ«الشرق الأوسط» ان القتيل هو أحمد فاروق عبد الحميد، 33 عاما، طالب اللجوء السياسي في لندن منذ عام 1994، قبل ان يتزوج بريطانية «مصرية الاصل» لديه منها ثلاثة اطفال اكبرهم في الخامسة من العمر (بنتان وولد).

واشارت المصادر العليمة الى ان الاصولي المصري الذي صدر بحقه حكم بالسجن الغيابي في قضية «بني سويف»، لاتهامه في قتل مدرب الكارتيه حسام الطوبجي عام 1989.

وافادت المصادر الى ان القتيل كان يعمل مهندسا للتكييف في لندن، وكان عائدا من عمله فجرا، واعترضته سيارة فيها بريطانيان مخموران، وحدثت بينهما ملاسنة، انتهت بطعن الاصولي المصري».

وقال بيان من اسكتلنديارد تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس «ان القتيل تلقى عدة طعنات في شارع ستانلي بمنطقة تادنجتون احدى ضواحي حي هونسلو . وأشار البيان الى ان تشريح الجثة بمستشفى كينجستون أشار الى طعنات تلقاها القتيل في الصدر، كانت السبب في الوفاة الجنائية». واضاف البيان «انه تم اعتقال سيدة في العشرينات من العمر من منطقة هونسلو على علاقة بالحادث». وقال «ان الشرطة تتعقب شخصا اخر اسمه ايمن مصطفى، 24 عاما، هرب من مكان الحادث بعد ان استقل سيارة تاكسي الى منطقة ساوث هول بغربي لندن». واوضحت المصادر ان القيادي القتيل هرب من مصر عقب صدور حكم بالسجن المؤبد ضده من محكمة عسكرية بالقاهرة عام 1989، في قضية الصراع الداخلي ضمن خلية «بني سويف» الجهادية التي أدت الى مقتل «حسام الطوبجي» مدرب الكارتيه وقيادي جماعة «الجهاد» المصرية التي يتزعمها أيمن الظواهري الحليف الاول لـ(بن لادن).

وقال اسلاميون في العاصمة لندن ان الاصولي القتيل كان مثالا للادب والخلق الرفيع، ونأى بنفسه عن العمل السياسي منذ وصوله الى الاراضي البريطانية. واضافت المصادر العليمة ان القتيل حاصل على شهادات في الكومبيوتر وهندسة التكييف المركزي. ورجح الاسلاميون ان عبد الحميد سيدفن في مصر بعد التنسيق مع اشقائه، وقال الاصولي المصري الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات التاريخية بلندن ان خلية بني سويف كانت تؤمن بأفكار «الجماعة الاسلامية» في الدعوة العلنية، وفي الوقت ذاته تتبنى افكار منظمة «الجهاد» في تغيير المنكر بالقوة.

وتزعم الخلية الجهادية القيادي احمد يوسف، أمير تنظيم الجهاد ببني سويف احمد يوسف المعتقل حاليا بليمان طرة.

وضمت قضية «بني سويف» في صفوفها الأصولي اسامة ايوب المحكوم عليه بالمؤبد في قضية «العائدون من ألبانيا» عام 1999 وكان ترتيبه رقم 71 في قائمة المتهمين في القضية التي ضمت 107 متهمين، وهو لاجيء حاليا بألمانيا، وهو من العناصر التي اعتقلت في عملية «التحدي» الشهيرة «التي شنتها الشرطة البريطانية بالتعاون مع المخابرات البريطانية فجر يوم 23 سبتمبر (ايلول) عام 1988».

وادت عملية «التحدي» الى اعتقال ستة من الاصوليين المصريين في لندن عام 1988، ابرزهم عادل عبد المجيد عبد الباري وابراهيم عيدروس، وهما من قادة «الجهاد» المصري، وكلاهما يحتجز في سجن بريطاني في انتظار ترحيلهما على ذمة قضية تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام.

وضمن الاسماء البارزة في خلية «بني سويف» ايضا مجدي كمال وكنيته «الشيخ ابو حذيفة» الذي تسلمته مصر من الاردن، ويقضي عقوبة السجن المؤبد في الاردن، وهو احد القيادات المصرية التي تدربت في افغانستان، وتلقت العلوم العسكرية والشرعية في معسكرات بن لادن قبل ان يتم اعتقاله في الاردن، وترحيله قسرا الى مصر.