مصدر في مكتب أبو مازن يؤكد توجيه رسالة لموسى يعتمد فيها شعث ممثلا رسميا للسياسة الخارجية الفلسطينية

الجامعة العربية تلقت خطابا مماثلا من عرفات يثبت القدومي وزيرا لخارجية دولة فلسطين

TT

أكد مصدر في مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) لـ«الشرق الأوسط» ما كان قد أعلنه مكتب وزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية نبيل شعث امس، حول إرسال ابو مازن رسالة الى جامعة الدول العربية يعتمد فيها شعث ممثلا رسميا للفلسطينيين في اجتماعات الجامعه بدلا من فاروق القدومي (ابو اللطف) وزير خارجية دولة فلسطين ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية. واعتبر المصدر ان «هذه الخطوة هى جزء من توزيع العمل بين شعث والقدومي».

وقال المصدر «ان موضوع الرسالة قديم وان ابو مازن بعثها منذ بضعة اشهر ولا جديد في الامر».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية تلقى رسالة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تنقض رسالة ابو مازن ويدعم فيها ابو اللطف باعتباره سفير دولة فلسطين وهو الذي يتم التعامل معه عربيا ودوليا على انه وزير الخارجية الفلسطيني وهو ممثل فلسطين في الاجتماعات الوزارية السياسية التي تعقدها الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب. يذكر ان الخلاف بين ابو مازن وابو اللطف تكرر قبل حوالي الاسابيع الثلاثة عندما بعث شعث بتعميم تحت اسم «رئاسة مجلس الوزراء» الى بعثات منظمة التحرير والسفارات الفلسطينية في العالم يطلب منها فيه توجيه كل ما يتعلق بعاملي وموظفي السفارات، الى وزارته وليس الدائرة السياسية للمنظمةوحسب ما قاله مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» فان قدومي رفض هذا التعميم ورد عليه برسالة الى الرئيس عرفات. واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان الرئيس عرفات كتب على رسالة القدومي، للنشر والتوزيع. وقال معلقا: ليس لشعث اي دخل لان السفارات ومكاتب المنظمة هي من شأن الدائرة السياسية بل ان الحكومة كلها لا دخل لها». واضاف القول «ان المنظمة لها الحق بالتدخل في السلطة وليس العكس».

ويسبق هذا التأكيد الاستفزازي حسب مصدر فلسطيني، الاجتماع الوزاري العربي الذي سيعقد في غضون اسبوعين. لكن الجامعة العربية لن تدخل طرفا في هذا الصراع واعربت عن موقفها في وقت من الاسبوع اذ قالت «انها اعتادت ان تتعامل مع الرجلين في كل المناسبات».

وقال السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» أن الجامعة العربية لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية سواء كانت فلسطين أو غيرهاوامتنع كمال عن التعليق على الخطابين.

ويعتقد مصدر مقرب من موسى بضرورة إبعاد الجامعة العربية عن الخلافات الراهنة على الساحة الفلسطينية وبأهمية الإسراع في حسم مستوى تمثل فلسطين في الاجتماع الوزاري العربي المقبل.

واعتادت الجامعة العربية في استثناء بروتوكولي معمول به منذ سنوات توجيه الدعوة إلي كل من شعث والقدومى للمشاركة في الاجتماعات السياسية الدورية والاستثنائية التي يعقدها وزراء الخارجية العربوعوضا عن مقعد واحد مخصص لرئيس كل وفد عربي فان الجامعة العربية تمنح شعث مقعدا إضافيا خلف القدومى في سابقة لم تحظ بها أية دولة عربية من قبل.

وبالرغم من اعتياد وزراء الخارجية العرب التعامل مع قدومي على انه رئيس الوفد الرسمي الفلسطيني في اجتماعاتهم الروتينية إلا، أن أحدا لم يعترض على الإطلاق على ازدواجية رئاسة الوفد الفلسطيني وقال ديبلوماسي عربي مخضرم لـ«الشرق الأوسط» «اعتدنا التعامل مع شعث وقدومي من دون مشكلة إجرائية، أما الآن فانه يتعين على الجامعة العربية أن تحسم موقفها وتعلن من منهما صاحب الحق الرسمي والديبلوماسي في شغل مقعد فلسطين في اجتماعات وزراء الخارجية العرب»