الهند: اليمين الهندوسي المتطرف يسعى للاستفادة من اعتداءات بومباي لتعزيز مواقعه

TT

بومباي ـ وكالات الانباء: اتهمت الهند، على لسان نائب رئيس وزرائها لال كريشان ادفاني، الذي يعد زعيم التيار الهندوسي المتشدد في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، باكستان بشن «حرب ارهابية» عليها، وحثت اسلام أباد على تسليمها مطلوبين مشتبه في تورطهم في تفجيرات سابقة بالهند. أدفاني، الذي لعب دورا بارزا في تشجيع المتشددين الهندوس ابان ازمة هدم المسجد البابري قبل بضع سنوات، قال ان باكستان تشن حملتها منذ عام 1971 عندما ساعدت الهند بنغلاديش التي كانت تمثل شرق باكستان في نيل استقلالها عن باكستان.

وفي لهجة اتهامية واضحة قال للصحافيين أثناء تجوله في موقعي تفجيري اول من امس ببومباي «منذ حرب عام 1971 تشن باكستان حربا على الهند. ولا تقتصر الحرب الارهابية لجارتنا على جامو وكشمير أو البنجاب فحسب بل تشمل كل الهند». ورغم ادانة سلطات اسلام اباد التفجيرات ووصفها اياهما بـ«عمل ارهابي» حث أدفاني، الذي يتخذ موقفا متشددا من باكستان، الحكومة الباكستانية على تسليم مشتبه فيهم مطلوب القبض عليهم في ما يتعلق بتفجيرات سابقة وقعت في الهند لاظهار ادانتها الفعلية للتفجيرين اللذين اوديا بحياة 48، مضيفا للصحافيين « انذاك فقط سنصدق ما صرحوا به بالامس عندما أدانوا الهجمات».

لم يذكر أدفاني من الذي يعتقد أنه وراء تفجيري بومباي لكنه زعم انهما يحملان بصمة تفجيرات سابقة اتهمت بارتكابها منظمة طلابية من المسلمين الهنود يتعاونون مع جماعة «عسكر طيبة» الانفصالية ومقرها باكستان. ومن ناحية اخرى، اعتبر محللون انه يتوقع ان يوسع الاعتداء المزدوج في بومباي الهوة بين الهندوس والمسلمين ويصب في مصلحة اليمين القومي الهندوسي المتطرف. ورأى الخبراء ان الانفجارين اللذين اسفرا عن سقوط 52 قتيلا سيؤديان بعد سلسلة انفجارات وقعت في المدينة خلال الاشهر الثمانية الماضية الى ترهيب الناخبين الهندوس ويمكن ان يفسحا المجال امام حزب «شيف سينا» القومي لتسجيل نقاط اضافية قبل انتخابات 2004 في ولاية مهاراشترا (عاصمتها بومباي).

وللعلم وجه المسؤولون السياسيون بسرعة اصابع الاتهام الى المنظمات الاسلامية بعد حمام الدم الذي وقع اول من امس. وقال كومار كيتكار المعلق السياسي ورئيس تحرير صحيفة «لوكساتا» ان «التكتيك القائم على ضرب مناطق تعيش فيها غالبية هندوسية ويكون من عمل ما يسمى مجموعات اسلامية متطرفة سيفيد شيف سينا الذي سيحصد فوائد من هذا الشعور السائد». واضاف انه من المتوقع ان يفوز «شيف سينا» الذي يسيطر على بلدية مدينة بومباي بمقاعد اضافية في برلمان ولاية مهاراشترا في حين انه يحتل حاليا 120 مقعدا فقط من اصل 280. وتابع كيتكار ان «هذه الاعتداءات لن تكون لها عواقب اقتصادية كبرى. لكن سيكون لها عواقب على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، واصوات الهندوس ستخرج اقوى واكثر تشددا من جراء ذلك».