مرشح الرئاسة الأميركية هوارد دين يريد مزيداً من الدبلوماسية

TT

واشنطن ـ رويترز: في عام 2005 يفترض ان تكون أغلب أعمال اعادة اعمار العراق في أيدي الامم المتحدة وستجري الولايات المتحدة مباحثات مباشرة مع كوريا الشمالية وسيضع الرئيس الاميركي تفاصيل السلام في الشرق الاوسط.. كل هذا سيحدث اذا انتخب المرشح الديمقراطي هوارد دين رئيسا للبلاد. الواقع انه ليس لحاكم ولاية فيرمونت السابق أي خبرة في العلاقات الدولية لكنه رسم سياسة خارجية يقول انها ستبعد واشنطن عما يصفه بـ«سياسة البلطجة الصبيانية» لادارة الرئيس جورج بوش.

دين تحدث للصحافيين خلال حملة تهدف الى ابراز صورته على مستوى البلاد والاستفادة من ارتفاع شعبيته أخيراً في استطلاعين للرأي فقال «لقد نجم عن المغامرات في الخارج درجة هائلة من اراقة ماء الوجه». وستعني السياسة الخارجية لدين التي يمكن معرفتها من خلال الكلمات التي ألقاها والدردشات مع الصحافيين اثناء تنقله في طائرته المؤجرة بين ثماني ولايات على مدى 80 ساعة أن الولايات المتحدة ستنشط أكثر دبلوماسياً وستقلل من تحركاتها العسكرية.

في المقابل يعتقد المنتقدون ومن بينهم عدد من المنافسين الديمقراطيين الثمانية أن انتخاب هذا الطبيب الصريح شبه مستحيل بسبب معارضته للحروب وبعض مواقفه الليبرالية المائلة الى يسار الوسط. مع هـذا فان دين يتقدم منافسيه الديمقراطيين في استطلاعين للرأي في ولايتي أيوا ونيوهامبشير اللتين ستشهدان أولى السباقات الانتخابية في يناير (كانون الثاني).

كما حظيت ملحوظاته عن السياسة الخارجية بتأييد حار خلال تجمعات حاشدة في خمس ولايات خلال مطلع الاسبوع بما في ذلك التجمع الذي عقد في سياتل يوم الاحد والذي حضره ما يقدر بنحو عشرة الاف شخص.

دين يقول ببساطة انه لم يؤيد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في مارس (اذار) الماضي لكنه اوضح انه بما أن الولايات المتحدة موجودة هناك فلابد من اتمام عملية اعادة الاعمار. واضاف قائلا «سأتوجه الى مجلس الامن الدولي وسأحاول استصدار قرار لارسال قوات من الأمم المتحدة وقوات من حلف شمال الاطلسي «ناتو» الى كل من العراق وأفغانستان». وهنا يؤكد دين على ضرورة اخضاع القوات الدولية للقيادة الاميركية. وتابع «نحن في حاجة لكي لا يكون هذا احتلالا أميركياً بل لابد أن يكون تفويضاً من الأمم المتحدة مثلا. احتلال مؤقت من قوى دولية».

وأكد دين أن تصرف بوش الذي يقول انه يمقت زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ ايل يتسم بالمشاكسة لرفضه التفاوض مع كيم بشأن البرنامج النووي لبيونغ يانغ بالرغم من أن الولايات المتحدة ستشارك في محادثات متعددة الجوانب تحضرها دول أخرى في المنطقة.

ومضى دين يقول ان بوش «لا يحب زعيم كوريا الشمالية لذلك لا يريد أن يتحدث اليه. ولكننا اذا كنا نريد أن نكون في مأمن داخل هذا البلد فمن الافضل أن تقوم سياستنا الخارجية على شيء آخر غير الفظاظة». وبالنسبة للشرق الأوسط أشاد دين ببوش لصياغته «خريطة الطريق» لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتي تتحدث عن اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. لكنه انتقد بوش قائلاً «..والرئيس كان غائبا عن الشرق الأوسط لمدة عامين، بينما على الرئيس أن يكون مهتما ومشاركا بشكل مكثف».