هبوط شعبية رئيس الحكومة البريطانية بسبب ملف الحرب على العراق

TT

أفاد استطلاع للرأي أمس ان شعبية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير شهدت تراجعاً كبيراً بسبب وفاة خبير الاسلحة ديفيد كيلي و«الحرب» الدائرة بين الحكومة وهيئة الاذاعة البريطانية (بي .بي.سي) منذ اسابيع لبث الاخيرة تقريراً ذكر ان مكتب بلير «ضخم» معلومات استخباراتية لتسويغ الحرب على العراق.

واظهر الاستطلاع الذي نشرت صحيفة «الديلي تلغراف» نتائجه امس غداة تقديم بلير إفادته التاريخية في التحقيق القضائي بخفايا موت كيلي، ان 59% من البريطانيين يعتبرون أن رئيس وزرائهم لم يعد جديرا بالثقة، اما أولئك الذين لايزالون يرونه موضع ثقة فلم تتجاوز نسبتهم حسب الاستطلاع 27%. وجدير بالذكر أن التحقيق الذي يرأسه القاضي اللورد برايان هاتون، قد انهى أول من أمس يومه الحادي عشر. وقد امر بلير بإجرائه بعدما وجد ابرز خبراء البلاد بالاسلحة الجرثومية العراقية، جثة هامدة في 18 يوليو (تموز) الماضي. واستمعت هيئة التحقيق في جلسات علنية الى إفادات اصحاب عدد من المسؤولين الامنيين والحكوميين الذين تقدمهم بلير ووزير دفاعه جيف هون. كما ستقدم عائلة الراحل إفادتها للهيئة الاثنين المقبل في جلسة مغلقة. ومن المقرر أن يطلب القاضي هاتون من الشهود الذين يعتزم توجيه انتقادات لهم، المثول امامه مجدداً بين 15 و25 سبتمبر (ايلول) المقبل. وسيخضع هؤلاء عندها الى الاستجواب من قبل محاميهم ومحامي الطرف الآخر.

وقال 47% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنهم بدأوا يعيدون النظر بتأييدهم لبلير منذ بدء التحقيق بوفاة كيلي التي يرجح انها كانت انتحاراً. غير ان أسهم وزير الدفاع جيف هون الذي يعتبر المرشح الاقوى للإقالة بسبب قضية كيلي، انخفضت الى مستوى أكبر لتصل الى 54%. وأكد 36% انهم لايزالون على احترامهم لـ«بي بي سي». وبشأن الحكومة ككل، فإن 22% من المشاركين رأوا انها «كانت نزيهة وجديرة بالثقة» بتراجع نقطتين مقارنة مع استطلاع للرأي اجري في يوليو الماضي قبل بدء التحقيق.

إلا ان حزب المحافظين، وهو حزب المعارضة الرئيسي، لا يزال عاجزاً عن استغلال صعوبات الحكومة العمالية حول الملف العراقي، إذ لم تتقدم شعبيته سوى نقطة واحدة بالمقارنة مع الشهر الماضي. وبحسب الاستطلاع، اعلن 37% من البريطانيين انهم سيصوتون لحزب العمال في حال أجريت الانتخابات غدا وهي النسبة ذاتها المسجلة الشهر الماضي، في حين يدعم 35% الحزب المحافظ في مقابل 34% في يوليو، وشمل الاستطلاع عينة تمثيلية من 2365 راشدا.