تسجيلات 11 سبتمبر: شرطي اعتقد أن صاروخا ضرب أحد البرجين وآخر ظل يستنجد من بين السلالم قبل أن يغمره الدخان

TT

تضمنت نصوص تسجيلات آخر المكالمات التي أجراها ضحايا الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك يوم 11 سبتمبر (أيلول) 2001، طلبات نجدة من جهة، وتفسيرات غامضة لما وقع صبيحة ذلك الثلاثاء كان بينها اعتقاد شرطي بأن هجوما صاروخيا استهدف أحد برجي المركز.

أحد ضباط «سلطة ميناء نيويورك ونيوجيرسي»، مالكة مركز التجارة التي كشفت عن نصوص التسجيلات أول من أمس، وصف المشهد في حديث عبر الراديو قائلا إن «شيئا يشبه الصاروخ قد ضرب جدار المبنى الثاني». وقال رجل آخر كان يتحدث عبر خط تابع للشرطة «لقد ضرب المبنى للتو. طائرة أخرى ضربت. طائرة أخرى ضربت المبنى. أخرجوا كل شخص من ليبيرتي ستريت». نصوص التسجيلات تتضمن أحاديث عن «فيضانات في منطقة التسوق الأرضية»، و«دخان في الطابق الثاني والعشرين، و«أناس فاقدين للوعي في الطابق الـ44»، و«مصعد متوقف قرب الطابق الـ78»، و«غبار وحطام في كل مكان».

أحد ضباط الشرطة قال في محادثته المسجلة إن الخالق أوحى له بأن يرمي نفسه بين سيارتين متوقفتين حتى يتجنب الحطام عندما انهار البرج الجنوبي.

وعندما كان عمال الصيانة والكهرباء يتحدثون إلى بعضهم البعض عبر الراديو، كان رجل محشورا في منطقة فاصلة بين المصاعد في الطابق رقم 103 بالبرج الشمالي ويدعو بشكل متكرر لمساعدته، ويقول «افتحوا باب مخرج السلم». وتضمن التسجيل تنفسه ثم حديثه عن الدخان المتصاعد، قبل انفجاره في الأخير قائلا «الناس محشورون بين المصاعد، افتحوا الأبواب كليا. أين نظام البخاخة الملعون».

ثم في آخر إرسال له قال «إن ازدياد الحرارة يحتاج إلى تطهير عاجل»، في إشارة إلى الدخان الذي انتشر في كل المنطقة الفاصلة بين المصاعد.

ضابط شرطة آخر قدم فقط باسم «تومي» فعل مثلما يفعل الكثيرون في أوقت الأزمات: نادى والدته. فبعد تسلله على ما يبدو إلى غرفة المؤتمرات من أجل إجراء الاتصال، طمأن والدته بأنه بخير، ثم حذرها قائلا: «ابقي حيث أنت. لا تفعلي أي شيء. إنه أمر سيئ. الرادارات في كل مكان تسجل قدوم طائرات إلى منطقة نيويورك. إنهم يعتقدون أن كل شيء سيتعرض للضرب». ثم رجته والدته أن يتصل بها لاحقا.

وتكشف نصوص التسجيلات عن جدال وقع في قاعدة البرج الشمالي بين ضابط في سلطة الميناء يدعى مايكل سايمونز وعناصر الإطفاء في مدينة نيويورك حول ما يتعين فعله بعد تعرض أحد برجي المركز للهجوم بطائرتين مخطوفتين. وكان عناصر الإطفاء يريدون الاستمرار في الصعود عبر السلالم. ويبدو أن أشخاصا مدنيين، متلهفين لتقديم المساعدة، أرادوا الالتحاق بهم. لكن سايمونز كان يطلب منهم مغادرة المبنى. فقال له أحد عناصر الإطفاء «سلطة الميناء: لا تجادلني. هذه مهمة قسم الإطفاء. إننا نتولى الأمر».

وفي موقع منفصل، تم تسجيل محاولة أحد ضباط الشرطة، خارج مبنى البرج الشمالي، إيقاف الفوضى عبر إعطاء أوامر صارمة. وصرح الضابط قائلا: «سنبدأ المهمة كعملية واحدة. لا أعمال فردية. هناك أناس في الداخل وسنعمل على إخراجهم. أريد مساعدة كل شخص هنا. سنقوم بالعملية بشكل صحيح».

* مقتطفات من المحادثات لحظة الهجوم

* امرأة: الو ـ رجل: نعم، انت تتحدثين إلي ـ امرأة: حسنا ـ رجل: اسمعي. انني بخير. فقط اردت ابلاغك، والاتصال بك. شيء ما انفجر في مركز التجارة ـ امراة: (تشهق) ـ رجل: اما.. اما طائرة ارتطمت بمركز التجارة او صاروخ ضرب مركز التجارة. الناس في كل مكان قتلى

* ضابط الشرطة موريانو ـ رجل: بروسبيرو ـ موريانو: انك بخير. حمداً للخالق ـ رجل: انا هنا، تعرف. المبنى مليء بالدخان. السلالم مصفوفة وكأنها على طابق واحد. هناك حفرة كبيرة تحت.

ـ موريانو: هل تعرف ماذا هنالك؟

ـ رجل: هناك شخص قال ان طائرة ارتطمت بالمبنى ـ موريانو: لا أراها. لكن هناك حريقاً. انني استطيع ان أراه الآن.

ـ رجل: في الاعلى؟

ـ موريانو: حريق كثيف ـ رجل: فوق السلالم؟

ـ موريانو: فوق السلالم ـ رجل: حسنا: سنقوم بعملنا تحت، اذن.

* امرأة: كلا البرجين تعرض لهجوم ـ رجل: كلا البرجين. اذن لن اذهب الى البيت لفترة. لست ادري ما تريدين فعله ـ امرأة: لا تخف ـ رجل: حسنا ـ امرأة: فقط لا تقترب من المكان ـ رجل: هل هناك اي شخص هنا تريدين معرفة شيء عنه؟

ـ امرأة: حسنا .. اعرف كل الناس في الطابق 67 وتلك الطوابق .. لا تستطيعون اخلاءها، هل تستطيعون؟

ـ رجل: لا . حسنا. سأتحدث اليك لاحقاً.

* خدمة «يو. إس. إيه. توداي» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»