في عملية وصفت بأنها الأولى من نوعها استغرقت 12 ساعة

جراحون أميركيون يخرجون قلب مريضة لإزالة ورم فيه ويرممونه بأنسجة حيوانية ثم يعيدون زرعه

TT

في عملية وصفت بأنها الأولى من نوعها، انتزع جراحون اميركيون قلبا من جسم احدى المريضات، وأزالوا ورما منه اضافة للانسجة المحيطة به ، ثم رمموا أذيني القلب بعد ان أزالوهما، بأنسجة جديدة مركبة استخلصت من البقر ومن البشر، وذلك لدرء تكرار عودة الورم. وقال الاطباء في المركز الطبي لجامعة ماريلاند ان العملية هي الاوسع من نوعها في الولايات المتحدة، والاولى لازالة أذيني القلب.

واجريت العملية على ساندرا لانيير، 46 عاما، من ولاية ماساشوسيتس الاسبوع الماضي، ودامت 12 ساعة. وكانت المريضة تجاهد للقضاء على ورم قاتل تموضع في القلب. وبعد ان عاود الورم الظهور للمرة الرابعة رغم ازالته في السابق، وافقت لانيير على ازالته جراحيا.

ونزع الجراحون القلب كليا، حيث وضع لمدة ست ساعات في سطل مملوء بالثلج. وكان الورم، وهو من النوع النادر يطلق عليه اسم «ماكسوما» (وهو ورم من النوع الحميد، غالبا ما يظهر في القلب، ويتكون من انسجة رابطة مع مخاط، وفقا للقاموس الانترنتي، قد ازيل خلال ثلاث عمليات جراحية سابقة، منذ عام 1997، الا انه ظل يعاود الظهور خلال كل عامين. وقالت المريضة في مؤتمر صحافي «كنت اريد محاولة شيء ما، بدلا من العودة لازالته كل عامين.. لقد كان الأمر مدمرا لأعصابي».

ولمنع عودة الورم، قرر جراحا القلب بارتلي غريفيث وجيمس غامي ازالة كل خلايا القلب التي يمكن لها ان تتحلل متحولة الى ورم. وقال الطبيبان ان موقع تلك الخلايا اجبرهما على انتزاع القلب واجراء الجراحة عليه. وبينما كان قلبها داخل سطل الثلج، كانت لانيير مستلقية على بعد أقدام منه، وهي فاقدة الوعي. وقال غامي ان العملية كانت جذرية الى حد ما، وان احتمال تعرض المريضة للموت بلغ 25 في المائة. واضاف «ان الخطر في مثل هذه الاحوال، هو امكانية تفكيك الأجزاء، من دون التمكن من اعادتها الى اصلها فيما بعد».

وبعد انتزاع القلب قطع غريفيث الأذينين اللذين احتويا على خلايا ضارة. ثم استخدم نسيجا مركبا من انسجة للبقر وانسجة بشرية متبرع بها، لترميمه واعادة بنائه، بتصميم اوعية «مشابهة للأكياس» يحتاجها الجسم لنقل الدم من الرئة الى القلب. وفي اثناء ذلك، كان غامي والفريق الجراحي له المؤلف من 15 طبيا ومساعدا، يشرف على انعاش المريضة بضخ الدم في جسمها بطريقة ميكانيكية. كما ازال غامي الانسجة المتبقية داخل الشرايين، قبل ان يطعمها بانسجة من البقر. واخيرا احدث شقوقا في الانسجة الجديدة لكي يرتبط بها القلب المرمم.

وبعد ست ساعات من ازالة الأذينين من قلب المريضة، اعيد القلب الى صدرها. ووصف غامي العملية الجراحية بأنها عمل جماعي مماثل لعمل فريق رياضي. واضاف (متذكرا لحظة اعادة القلب) «لقد نبست شفاهنا بالدعاء... ثم بدأ القلب بالعمل». وقال الاطباء امس، انهم يتوقعون ان تشفى لانيير تماما، رغم وجود احتمال بين 5 و10 في المائة لعودة الورم. واوصوا بأن تتناول ادوية لتخفيف لزوجة الدم مدى الحياة.

وقال غامي «حسب علمنا فانها المرة الاولى التي تجرى فيه عملية جراحية تزال فيها الأذينين من القلب»، بينما اعلنت لانيير التي تعمل مع المعاقين في مدينة وير في ماساشوسيتس: «انني اشعر بصحة جيدة .. واتمنى العودة لممارسة اعمالي اليومية». وتجدر الاشارة الى ان عمليات مماثلة اجريت خلال الاعوام العشرين الماضية في الولايات المتحدة، لكن على نطاق محدود. وقال الاطباء ان العملية ستساعد المرضى المصابين بأورام تتكون من خلايا عميقة داخل القلب، اي مماثلة لحالة لانيير المصابة بمرض «كارني» الوراثي.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»