مقتل مستوطن إسرائيلي وجرح زوجته شمال شرقي رام الله بعد ساعات من اغتيال احد كوادر «القسام» في غزة

حماس تتوعد برد «يشفي الصدور» على عمليات التصفية الإسرائيلية لعدد من عناصرها

TT

قتل مستوطن اسرائيلي واصيبت زوجته في عملية اطلاق نار على سيارتهما قرب قرية المغير الواقعة شمال شرقي رام الله. واعلنت كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح مسؤوليتها عن العملية. وقالت كتائب الاقصى في بيانها، الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، ان هذه العملية جاءت تأكيدا على «استمرار نهج المقاومة والجهاد وردا على سياسة الاغتيالات القذرة بحق المجاهدين وردا أوليا على اغتيال القادة إسماعيل أبو شنب وخالد النمروطي واحمد اشتيوي وحمدي كلخ». وكلخ عضو كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس، هو اخر ضحايا سياسة الاغتيالات الاسرائيلية والذي قتل في هجوم صاروخي شنته احدى طائرات الاسرائيلية من طراز «اباتشي» في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

وعملية اغتيال كلخ هي الرابعة في غضون 9 ايام، واسفرت عن مقتل 11 فلسطينيا من بينهم 10 من كوادر حماس في مقدمتهم اسماعيل ابو شنب احد ابرز قادة الحركة واكثرهم اعتدالا في غزة في 19 اغسطس (اب) الجاري، وفلسطيني في 65 من العمر واصابة العشرات.

اما عملية مقتل المستوطن فهي الاولى لكتائب شهداء الاقصى منذ اعلان انسحابها من الهدنة عقب اغتيال ابو شنب. وقالت كتائب الاقصى في بيانها «قامت مجموعة من وحدة الشهيد القائد مهند أبو حلاوة (اغتالته اسرائيل قبل حوالي عامين) بنصب كمين على الطريق المؤدي إلى مستوطنة ريمونيم بالقرب من قرية المغير شمال رام الله وعند مرور سيارة للمستوطنين الصهاينة فتح مجاهدونا نيران أسلحتهم الرشاشة على السيارة مما أدى إلى إصابتها إصابة مباشرة وانقلابها وقتل وجرح من فيها».

واقسمت كتائب الاقصى على الانتقام والثأر «لدماء الشهداء الأبرار». وهددت بمزيد «من العمليات الاستشهادية حتى دحر الاحتلال عن أرضنا وسيكون ردنا على مجازر شارون وحكومته النازية قاسيا».

وتزعم اسرائيل بان من يقف وراء هذه العمليات هو كامل غانم كبير المطلوبين المزعومين العشرين الذين كانوا يختبئون في مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. وكان هؤلاء الذين اعتقلهم جهاز امن الرئاسة برام الله في يوليو (تموز) الماضي تمهيدا لنقلهم الى اريحا في اطار صفقة مع الاسرائيليين، قد فروا من محيط مقر الرئاسة بعد عملية القدس في 18 اغسطس الجاري التي اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 21 اسرائيليا خوفا من عملية اقتحام اسرائيلية لمقر الرئاسة.

يذكر في هذا السياق ان تبادلا لاطلاق النار وقع بين مسلحين فلسطينيين وقوة عسكرية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية إن المقاومين طوقوا قوة مستعربين، لكن الجيش نفى وجود مستعربين في المدينة.

في غضون ذلك، تواصل النشاط العسكري الاسرائيلي بمداهمة المناطق الفلسطينية واعتقال المواطنين وإطلاق نيران الرشاشات. كما تواصلت حركة الطيران الحربي في اجواء قطاع غزة دون توقف بطائرات «إف 16 الاباتشي» ونشاط الزوارق.

وتوغلت قوات الاحتلال في شمال شرقي بيت حانون شمال القطاع التي كانت قد انسحبت منها اثر اعلان الهدنة في 29 يونيو (حزيران) الماضي، اذ قامت الجرافات تحت حراسة الدبابات بجرف بساتين أبو سويلم وحمد وأبو رحمة. ومشطت قوات الاحتلال المكونة من ثلاث جيبات عسكرية منطقة الضواهرة شرق منطقة أبوالعجين. وأصيب الشاب الفلسطيني خليل بريكة بجروح خطيرة برأسه في رفح جنوب القطاع بعيار ناري أطلقه جنود الاحتلال المتمركزون في برج زعرب العسكري من بنادق كاتمة للصوت.

وعادت قوات الاحتلال قبل ظهر امس الى مدينة جنين شمال الضفة الغربية بعد ساعات قليلة عن الانسحاب منها بعد 4 ايام من الاحتلال. ونقل المركز الاعلامي عن شهود عيان قولهم إن أكثر من 15 آلية عسكرية، اقتحمت وسط المدينة من عدة جهات، أثناء استعداد المصلين لتأدية صلاة الجمعة، التي لم يتمكنوا من أدائها في الأسبوع الماضي، وبدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي وجاءت عملية الاقتحام. لكن الجيش عاد وانسحب من المدينة بعد فترة قصيرة. واقتحمت قوات الاحتلال معززة بالآليات والمجنزرات ووسط إطلاق نار كثيف مدينة قلقيلية وحاصرت أحد المنازل في حي كفر سابا فيها وشنت حملة مداهمات وتفتيش، اصابت خلالها سائد الفايد، 39 عاما، واعتقلته.

وتحسبا لعمليات فدائية جديدة ردا على اعتداءاتها المتواصلة وعمليات الاغتيال، زجت سلطات الاحتلال بتعزيزات كبيرة الى مدينة القدس الشرقية المحتلة وتحديدا في البلدة القديمة حيث يقع الحرم القدسي الشريف (قبة الصخرة والمسجد الاقصى) واخضعت المصلين الفلسطينيين الى اعمال تفتيش استفزازية. ولم تسمح شرطة الاحتلال للفلسطينيين من الرجال دون الـ45 من اعمارهم باداء صلاة الجمعة، بينما سمحت للنساء باداء الصلاة.

وعلى صعيد مقتل المستوطن واصابة زوجته الحامل قرب رام الله، فقد وقعت عملية اطلاق النار على السيارة التي كانت تقلهما في حوالي الساعة 11.20 حسب التوقيت المحلي. وفقد السائق السيطرة حسب الراوية الاسرائيلية على السيارة مما أدى إلى انقلابها وزعمت المستوطنة المصابة أنها شاهدت أربعة أوخمسة فلسطينيين على جانب الطريق، وهم يطلقون النار على السيارة.

وجاءت عملية قتل المستوطن واصابة زوجته بعد حوالي 12 ساعة فقط على اغتيال قوات الاحتلال لحمدي حسن كلخ، 35 عاما، احد كوادر كتائب عز الدين القسام في مدينة خان يونس جنوب القطاع في حوالي الساعة 10.30 من الليلة قبل الماضية، باطلاق صواريخ عليه من طائرة هليكوبتر كانت تحلق في الجو لاكثر من نصف ساعة، بينما كان يركب عربة يجرها حمار في منطقة المقابر بالحي النمساوي في خان يونس.

وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه انها «إذ تزف شهيدها البار فإنها تعاهد أمتنا العربية والإسلامية وجماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد أن ترد الرد الذي يشفي صدوركم وَيَقُولُونَ مَتَى هُو قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قريبا ونعاهد الله أن نبقى على طريق ذات الشوكة لا نقيل ولا نستقيل حتى نلقى الله وقد فزنا بإحدى الحسنيين النصر أوالشهادة».

وزعمت مصادر أمنية إسرائيلية إن كلخ كان الساعد الأيمن لمحمد سنوار قائد كتائب عز الدين القسام في جنوب القطاع، الذي يعتبر أحد كبار المطلوبين.