الرئيس الفرنسي يدعو إلى قمة لأعضاء مجلس الأمن لمواجهة مخاطر أسلحة الدمار الشامل

TT

اقترح الرئيس الفرنسي جاك شيراك عقد قمة للدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي تخصص لوضع «خطة عمل» لمحاربة انتشار اسلحة الدمار الشامل في اطار الامم المتحدة.

ووصف الرئيس الفرنسي، في كلمة القاها عصر امس امام سفراء فرنسا المعتمدين عبر العالم بمناسبة اجتماعهم الحادي عشر الذي اختتم امس في باريس انتشار اسلحة الدمار الشامل بانه «احد اخطر التهديدات الملمة بالعالم في الوقت الحاضر».

وتأتي دعوة الرئيس شيراك على خلفية الجدل الدائر بخصوص مساعي ايران لامتلاك قدرات نووية عسكرية وكذلك بصدد الطريق المسدود الذي آلت اليه المحادثات الدائرة حول الاسلحة النووية لكوريا الشمالية.

وقرع شيراك ناقوس الخطر بالنسبة للبرنامج النووي الايراني الذي وصفه بانه «مصدر قلق كبير»، داعيا ايران الى ابداء «الشفافية الكاملة» والى «التوقيع الفوري والبدء بالتنفيذ الآني وغير المشروط» للبروتوكول الاضافي المعروف باتفاق (93 + 2) الخاص بالوكالة الدولية للطاقة النووية.

وشدد شيراك على ضرورة ان تترجم طهران اعلانات حسن النية الى «افعال ملموسة». في اشارة من الرئيس الفرنسي الى اعلان ايران عن استعدادها للبحث في توقيع البروتوكول المذكور وعن استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية.

وجاء خطاب الرئيس شيراك الذي يستعيد الكثير مما ورد في كلمة وزير الخارجية دومينيك دو فيلبان اول من امس، عاما وشاملا ومتضمنا عرضا وافيا لاسس وتوجهات الدبلوماسية الفرنسية خصوصا ازاء البؤر الساخنة.

واكد الرئيس الفرنسي ان اهداف بلاده، على المستوى العالمي، تتلخص في السعي الى بناء نظام عالمي يبعد عن الهيمنة الاحادية ويقوم على مجموعات واقطاب متوازنة العلاقة، وتغلب عليه «الديمقراطية العالمية» التي يمثلها نظام الامم المتحدة.

وسعى شيراك الى تصحيح صورة العلاقة بين بلاده واوروبا من جهة والولايات المتحدة الاميركية من جهة اخرى، بعد التعارض الذي ظهر بينهما وما زال بخصوص الملف العراقي، قبل الحرب وبعدها.

واعتبر الرئيس الفرنسي ان العلاقة الاطلسية والشراكة بين الاتحاد الاوروبي وواشنطن التي وصفها بـ«الحليف الاول» تشكل في رأيه «العنصر الاساسي لامن العالم». وقال شيراك: «ان قيام اوروبا اقوى يعني اولا قيام حلف اطلسي اقوى» ووضع هاتين المجموعتين في حالة تنافس «لا معنى له».

وعاد شيراك الى الملف العراقي الذي لا يبدو ان الموقف الفرنسي منه قد تبدل. وتظهر المواقف الفرنسية ازاءه على انها النقيض الكامل للمواقف وللسياسة الاميركية. فقد اعتبر شيراك انه في مواجهة تصاعد اعمال العنف والمقاومة ضد القوات الاميركية والحليفة في العراق، فان «المعالجة الامنية وحدها لا تكفي، اذ ان الجواب يجب ان يكون بداية سياسيا». وقال شيراك: «ان نقل السلطة والسيادة الى العراقيين انفسهم يشكل الخيار الوحيد الواقعي». ويفهم هذا الكلام على انه دعوة للاميركيين لرفع يدهم عن العراق والى ايكال مهمتم الى الامم المتحدة «المؤهلة وحدها لاعطاء الشرعية» لعملية حفظ الامن واعادة اعمار العراق، بدعم من دول المنطقة.

بموازاة ذلك وازاء عودة الوضع في الاراضي الفلسطينية الى التدهور، دعا شيراك الى الاسراع في عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط في موعد مبكر. كذلك دعا الى اشراك سورية ولبنان في عملية السلام التي يجب ان تكون «شاملة»، مضيفا ان المنطقة «كلها» بحاجة الى سلام. وطالب الرئيس الفرنسي بالاسراع في اقامة آلية دولية للاشراف على تنفيذ خريطة الطريق.

وفي اطار اوسع، طالب الرئيس الفرنسي اوروبا والعالم الغربي بشكل عام بالاهتمام بالعالم العربي والاسلامي باعتبار ان مصير الطرفين «متصل». وقال شيراك: «لا شيء اسوأ من ان نترك هذه المجموعة (الجغرافية) الواسعة المليئة بالمواهب والطاقات تحدد هويتها ليس معنا وانما بالتعارض معنا». واضاف شيراك الذي من المفترض ان يقوم في الشهرين القادمين بزيارتي دولة الى تونس والمغرب: «يجب ان نقف الى جانب هذا العالم لنساعده على التغلب على التحديات التي تواجهه ومنها تحديات التنمية والديمقراطية والحداثة والانفتاح على العالم».