محكمة بريطانية ترفض إطلاق سفير إيراني سابق تتهمه الأرجنتين بالإرهاب

TT

رفضت امس محكمة بريطانية طلباً قدمه محامو السفير الايراني السابق في بوينس آيرس هادي سليمانبور، 47 عاماً)، لإطلاق سراحه لقاء كفالة مالية. وقرر قاضي محكمة «بو ستريت ماجيستريت» بوسط لندن، إبقاءه في السجن حتى موعد مثوله مجدداً امام المحكمة في 19 سبتمبر (أيلول) القادم للنظر بطلب الارجنتين تسلمه لمحاكمته بتهمة «التآمر لارتكاب اعمال القتل».

وقد وقف العشرات من أعضاء حزب «حزب مجاهدين خلق» الايراني المعارض خارج المحكمة وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام الايراني. وارتفعت اصوات هؤلاء النساء والرجل والاطفال تصيح « إرهاب» حين خرجت زوجة المتهم من المحكمة إثر انتهاء الجلسة. ولوحظ أن عدداً من الناشطين لاحق السيدة المحجبة بالهتافات ذاتها قبل تدخل رجال شرطة لحمايتها.

وفي ختام المرافعات التي استغرقت قرابة ساعة ونصف الساعة، نطق القاضي كريستوفر برات بالحكم. وقال مخاطباً السفير السابق الواقف قبالته إن التهمة الموجهة اليه « هي واحدة من أخطر الانواع الممكنة». واشار الى ما اورده الادعاء، وهو يمثل الحكومة الارجنتينية المطالبة بتسليم سليمانبور لمحاكمته بتهمة التورط في قضية تفجير مركز يهودي عام 1994 اوقع عشرات الضحايا، عن انه يمثل « خطراً جدياً» في حال إطلاقه.

وأعرب القاضي عن إدراكه لاهمية قضية السفير السابق على المستوى الدولي لجهة العلاقات بين بريطانيا ودول أخرى. وأوضح « أنا مدرك جداً للحساسية الدبلوماسية» التي تتسم بها القضية بالنسبة لعلاقات لندن مع كل من طهران وبيونس آيرس. كما أقر ان السفير السابق الذي اعتقل أوائل الشهر الحالي في مدينة درهام بشمال انجلترا حيث يعيش منذ 18 شهراً، لم يرتكب اي مخالفة خلال وجوده في بريطانيا لتحضير درجة الدكتوراه. ولفت الى ان شرطة درهام قد استجوبت الدبلوماسي الايراني مرات عدة.

غير ان القاضي برات لفت الى أن الادعاء حذر من ان المتهم « لن يمثل مجدداً امام المحكمة» فيما لو اطلق بكفالة مالية. وخلص الى «إن اي مبلغ من المال يُقدم (ككفالة لإطلاق سراح السفير) لن يكفي لإرضائي». وجدير بالذكر ان العلاقات الدبلوماسية البريطانية ـ الايرانية قد شهدت اخيرا بعضا من التوتر بسبب القضية. وقد احتجت طهران رسمياً للسفارة البريطانية على زج سليمانبور في السجن بناء على طلب بوينس آيرس. كما قام نائب وزير الخارجية الايراني علي آهاني بزيارة عاجلة الى لندن حيث بحث الامر الاسبوع الماضي مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو. وإذ طالبت صحف صادرة في ايران أمس بطرد السفير البريطاني ريتشارد دالتون رداً على اعتقال سليمانبور الذي اعتبرت انه تم «لدوافع سياسية»، فقد شددت بريطانيا على انها عاجزة تماماً عن التدخل في القضاء بهدف التسريع بإطلاقه. واكدت لندن ان العدالة لا بد ان تأخذ مجراها في القضية.