هولندا: رئيس الوزراء حصل على تقرير سري حول العراق من بريطانيا ولم يطلع عليه أحدا من أعضاء حكومته

TT

شهدت الاوساط السياسية والحزبية في هولندا خلال اليومين الماضيين انقسامات حادة حول موقف حكومة رئيس الوزراء الحالي بيتر بالكينيند من الحرب على العراق ومساندته لخطوات الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا الاتجاه. وقد زاد من حدة الانقسامات ما نشرته صحيفة «الفايننشال تايمز» اول من امس حول اطلاع هولندا على تقرير سري حول العراق تلقته من الحكومة البريطانية. وقد اعترف بالكينيند في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الهولندية امس بأنه تلقى بالفعل تقريرا سريا من نظيره البريطاني توني بلير في سبتمبر (ايلول) من العام الماضي، الا ان الاخير طلب منه عدم اطلاع احد على فحوى التقرير الذي كان يحمل عنوان «ملف الـ45 دقيقة» وكتب عليه «سري للغاية» و«لا تراه الا عيناك فقط».

واشارت وسائل الاعلام الهولندية امس الى ان التقرير كان يتحدث عن معلومات توفرت للحكومة البريطانية تفيد بأن نظام صدام حسين يستطيع تجهيز واطلاق صواريخ يمكن ان تشكل تهديدا يصل مداها الى تركيا في خلال خمس واربعين دقيقة فقط، وهي صواريخ نووية محظورة وقد يصل مداها الى اليونان ايضا.

ودافع بالكينيند عن موقفه قائلا: «لقد وعدت بلير بعدم الحديث عن هذا التقرير مع اي شخص آخر حتى من اعضاء الحكومة»، وقال ان التقرير لم يكن يدور حول قيام حرب على العراق «وانما كان يتحدث عن المخاطر التي كان يشكلها نظام الحكم السابق في بغداد، وعلى هذا استفدنا منه في اتخاذ موقفنا المساند لكل من واشنطن ولندن في خطواتهما لحل المسألة العراقية».

وأدى التقرير الذي نشرته «الفايننشال تايمز» الى حدوث انقسامات حادة داخل البرلمان الهولندي وعدد من الاوساط الحزبية والسياسية ما بين مؤيد لموقف حكومة بالكينيند وبين معارض لاتخاذها الموقف المساند للحرب على العراق. وأضاف الى ذلك انتقاد رئيس الحكومة لإخفائه هذا التقرير حتى عن أعضاء حكومته.